منتديات آي ميس يو
كشكول  الأسرة Ezlb9t10
منتديات آي ميس يو
كشكول  الأسرة Ezlb9t10
منتديات آي ميس يو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكبر منتدى للتعليم و الإبداعات بالعالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المنتدى ينصح إستعمـــال برنامج opera للتصفــــــــح
طلب مديرين نشيطين للمنتدى

 

 كشكول الأسرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mimou
Admin
mimou


الدولـه : : كشكول  الأسرة Jazaer10
ذكر عدد المساهمات : 1108
نقاط : 2272
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 06/12/1996
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
العمر : 27

كشكول  الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: كشكول الأسرة   كشكول  الأسرة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 31, 2012 8:04 pm

كلمة الناشر


الحمد لله ولي الصالحين، وناصر المؤمنين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحابته الغر الميامين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.

فإننا – في دار الأندلس الخضراء – جعلنا من أهدافنا "العناية بثقافة وصيانة المرأة والطفل والأسرة"، وشرعنا لذلك في إصدار سلسلة "عالم المرأة والأسرة" التي بدأناها بالجزء الأول من "دليل مكتبة المرأة المسلمة"، ليكون فاتحة خير لإصدارات متميزة تتوالى تباعاً بمشيئة الله تعالى.

وإدراكاً منا لما غلب على أهل عصرنا من العزوف عن القراءة عموماً، والقراءة الجادة الهادفة خصوصاً ، جاء هذا الكتاب الذي تعرض مادته بطريقة مرغبة, تدفع الملل بما فيها من التنوع، وتساعد على القراءة بما في فقراتها من القصر، وتعمل على غرس الفوائد والعبر بطريقة تلقائية متيسرة من خلال المواقف المعبرة، والقصص المؤثرة، والطرائف المسلية، ومن ثم سماه مؤلفه "كشكول الأسرة"، وجعل أسلوبه سهلاً، وعباراته واضحة، وتعليقاته مختصرة، فجاء الكتاب كباقة زهور زاهية الألوان جميلة الرائحة، متناسقة المنظر.

ومؤلف: "كشكول الأسرة" داعية حصيف. اشتهر بعنايته بموضوعات المرأة ، وقضايا الأسرة، وأبدع في هذا المجال، فكتب المقالات، وأجاب عن المشكلات، وألقى المحاضرات، وصنف الكتب، وتوسعت دائرة اطلاعه، وتعمقت تجاربه، وتميزت كتاباته، وكتب الله له التوفيق، وجعل له القبول.

هذا الكتاب بين أيديكم – معشر القراء – نترك لكم فرصة الاستمتاع به، والاستفادة منه، ونعدكم بأننا سنحرص في مثل هذه السلسلة على مثل هذه الإصدارات المتميزة المتنوعة، ولن يطول انتظاركم – بإذن الله – للكتاب القادم بما فيه من تنوع وابتكار، وجمال وحسن اختيار. وبهاء وإبداع في الإخراج.
الناشر
















( القسم الأول)

مواقف نسائية

تمهيد

إن جذوة الإيمان إذا توقدت في القلوب أنارت البصائر، وأحيت الضمائر، وزكت النفوس وهذبتها ، واستقامت بها الجوارح على نهج خالقها، وعندئذٍ يتحول الإنسان إلى طود شامخ .. لا تزلزله الشهوات الآثمة، ولا تغريه النزوات المحرمة، ولا تعبث به المصائب مهما اشتدت، ولا تعصف به النوائب مهما عظمت ؛ ذلك لأنه آمن بالله وتوكل عليه ووثق به وتوجه إليه .. (الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور). البقرة، الآية: 257.

ولعل مما يزيد الإيمان في القلوب ذكر بعض المواقف الإيمانية لبعض النساء اللاتي دفعهن إيمانهم للثبات على دين الله على الرغم من شدة الفتن و الاستمساك بأمر الله على الرغم من عظم المحن.



حجاب من الفحم.

قالت الأخت اليوغسلافية وهي تتحدث الفصحى:

"عندما غزانا المد الشيوعي كنت حينها صبية في العاشرة من عمري، وكنت أرتدي الحجاب دون غطاء الوجه، وكانت أمي تغطي وجهها مع سائر بدنها.

وكنا قبل هذا المد الخبيث نعيش في أمان على كل شئ. على أموالنا .. وأعراضنا .. وديننا .. فلما ابتلانا الله بهذا الطاغوت الذي لا يرعى في مسلم إلا ولا ذمة، تغيرت أحوالنا، فما كنا نستطيع أن ننام ليلة واحدة في أمان، وكانت أمي تنام في حجابها خوفاً أن يداهم الحراس الكفرة بيوتنا في ساعة من ليل.

وكان أول عمل قام به الشيوعيون هو هتك الستر. فقد هدموا الجدر الفاصلة بين منزل ومنزل، حيث كانت عالية للمحافظة على الحرمات، فأبوا إلا أن يجعلوا ارتفاعها لا يزيد على متر واحد .. فكنت أنا وأمي لا نستطيع أن نظهر في حديقة الدار إلا ونحن متحجبتان؛ بل كانت أمي تغطي حتى وجهها وهي تقضي بعض الأعمال في حديقة الدار"

عجبت والله من صلابة الإيمان في قلب تلك المسلمة غير العربية، أشاهدتن معي كيف أنها تنام في حجابها خوفاً أن يداهمهم أحد في الليل!! ولا تظهر إلا بحجابها في حديقة دارها ؛ لأن ارتفاع الجدار ليس كافياً ليسترها عن جيرانها.

وهل تردن المزيد عن هذه المرأة الصالحة؟ إذن سأكمل عليكن ما روته لي ابنتها – تلك الأخت اليوغسلافية- .

قالت: "فما اكتفى الشيوعيون بذلك ؛ بل إنهم فرضوا على كل من تغطي وجهها أن تحمل صورة فوتوغرافية تبرزها في هويتها".

ولسنا بصدد العجب من هذا فهو يحصل في أغلب البلاد للتحقق من الهوية الشخصية ؛ ولكن العجب كل العجب من موقف تلك الأم الصالحة . أتدرون ماذا فعلت؟ قالت لي ابنتها بالحرف الواحد:

"عندما جاءنا جنود الدب الأحمر، وأبلغونا بوجوب إبراز صورة في البطاقة الشخصية للنساء .. يومها ما رأيت أمي تبكي كبكائها تلك الليلة، وهي تردد وتقول: كيف سأكشف وجهي أمام المصور؟ وهو يركز نظره علي ثم يأتي أتباع الدب الأحمر ليتمتعوا بالنظر إلى صورتي .. ماذا أفعل؟ أنقذوني من هذا الموقف الذي لا أطيق تحمله .. وبينما نحن في حيرة من أمرنا وقد تألمت جداً لبكائها وحرقتها؛ إذ قام والدي وأحضر بين يديه فحماً أسود وقال لها: خذي يا أم فلان ولا تجزعي .. خذي هذا.. قالت : وماذا أنا فاعلة به ؟

قال: أصبغي به وجهك! .. وقنعيه بالسواد فلا تبدو ملامح جمالك حين تكشفين عن وجهك أمام المصور وستظهر الصورة قاتمة . فأخذت والدتي منه على مضض وهي غير متوقعة أنه سيكفي . فلما لطخت وجهها بلونه الأسود وقنعته به اختفت كل معالم جمالها، فانفرجت أساريرها، ولا زلت أحتفظ من يومها بتلك الصورة الرائعة بقناع من الفحم الأسود تقف شاهدة لأمي وأبي أمام الله يوم القيامة في غيرتهما على دينه"
ثم أظهرت لي الصورة من حقيبتها .. فوقفت مما أرى .. فلم أصدق ما تراه عيني لولا أني قد سمعت قصتها..
أين نحن من تلك المرأة اليوغسلافية .. ؟ فوالله إننا لنقف أمام هذه الصلابة الإيمانية متوشحين برداء الخجل .. ويبرز أمامنا شبح التقصير .. فنحن العربيات المسلمات اللواتي يفهمن حروف ومعاني القرآن الكريم وألفاظ الحديث الشريف أكثر منها .. هل نلتزم مثل التزامها .. ؟ هل يخطر ببالنا أن نفكر مثل تفكيرها؟ ويل لنا من تقصيرنا .. نسأل الله أن يرحمنا، وأن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً...

وما أجمل الحياة حين يخالط الإيمان بشاشة القلب.. وما أروع أن تعيش المرأة المسلمة في ظل دينها الحنيف الذي يحقق لها الأمن النفسي والحماية المادية .. وما أعظم أولئك النسوة المؤمنات اللاتي يرين دينهن أغلى ما يملكن في هذه الدنيا، فلا يفرطن في أي أمر من أوامره صغيراً كان أو كبيراً، وإذا ما تعرضن للابتلاء في الدين كان منهن من الصمود ما يحاكي الجبال الرواسي، وإذا ما اشتد عليهن البلاء هداهن الله بإيمانهن إلى ما يحفظ عليهن دينهن وكرامتهن مصداقا لقوله تعال: (إن الذين ءامنوا وعملو الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم) يونس،الآية :9. وقوله: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)التغابن، الآية: 11.

إن الصدق في أخذ هذا الدين بقوة يورث صاحبه هداية وسداداً يعصم بها دينه ونفسه.
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد أمرنا سبحانه أن نسأله من فضله ... فهل نحن فاعلون؟


المسارعة إلى التنفيذ

موقف النساء المسلمات الأول مما حرم الله عليهن من تبرج الجاهلية، وما أوجب عليهن من الاحتشام والتستر "موقف عظيم، تتجلى فيه قوة إيمانهن، وسرعة تنفيذهن لما أمرهن الله به".(1)

فقد كانت المرأة في الجاهلية تمر كاشفة صدرها، لا يواريه شئ، وكثيراً ما أظهرت عنقها وذوائب شعرها، وأقراط أذنيها، فحرم الله على المؤمنات تبرج الجاهلية الأولى، وأمرهن أن يتميزن عن نساء الجاهلية، ويخالفن شعارهن ويلزمن الستر والأدب في هيئاتهن وأحوالهن، بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن.

وهنا تروي لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف استقبل نساء المهاجرين والأنصار في المجتمع الإسلامي الأول هذا التشريع الإلهي، الذي يتعلق بتغير شيء مهم في حياة النساء، وهو الهيئة والزينة والثياب.

قالت عائشة : "يرحم الله نساء المهاجرين الأول ... لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) النور، الآية: 31. شققن مروطهن (2) فاختمرن بها"صحيح البخاري...

وجلس إليها بعض النساء يوماً، فذكرن نساء قريش وفضلهن، فقالت: "إن نساء قريش لفضليات، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصارو أشد تصديقاً بكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح، معتجرات(3) كأن على رؤوسهن الغربان" (4)

هذا هو موقف النساء المؤمنات مما شرع الله لهن. موقف المسارعة إلى تنفيذ ما أمر، واجتناب ما نهى، بلا تردد ولا توقف ولا انتظار. أجل لم ينتظرن يوماً أو يومين أو أكثر حتى يشترين أو يخطن أكسية جديدة تلائم غطاء الرؤوس وتسدل على الوجوه حتى تغطى، وتتسع لتضرب على الجيوب؛بل أي كساء وجد، وأي لون تيسر، فهو الملائم والموافق، فإن لم يوجد شققن من ثيابهن ومروطهن، وشددنها على رؤوسهن، غير مباليات بمظهرهن الذي يبدون به كأن على رؤوسهن الغربان، كما وصفت أم المؤمنين. (5)

ويمكننا أن نأخذ درساً آخر مما ذكرته عائشة رضي الله عنها عن رجال الأنصار، هو اهتمامهم بتعليم نسائهم القرآن، وإلزامهن بتطبيق أوامر الله حيث قالت: "فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها".

وإننا نلحظ تقصيراً ظاهراً وإهمالاً مفرطاً في قيام الرجل أو الزوج بتعليم أهله أمور دينهم .. وكأن مسؤوليته انحصرت في الطعام والكسوة .. وكأنه لم يسمع قول الله تعالى: (يأيها الذين ءأمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً). (6)

وقد يعتذر البعض بجهله بأحكام الشرع وفاقد الشي لا يعطيه، فنقول: إن عليك أن تتعلم ما تنقذ به نفسك ومن تعول من نار وقودها الناس والحجارة.. كما أن وسائل تعليم الأهل كثيرة منها الأشرطة الإسلامية، ومنها حثهم وتوجيههم إلى سماع إذاعة القرآن الكريم، ومجالسة الصالحات، إلى آخره من وسائل الخير..

نعم .. ما أكثر تقصير بعض الرجال في حق تعليم نسائهم .. فإن الرجل – بجهله – يظن أن لا فائدة من تعليم المرأة أمور دينها ... وكل ما عليها أن تطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهى عنه وزجر .. فإن فعلت ذلك فلتبشر بالجنة .. ونعم المستقر ! مردداً صباح مساء: ألست تريدين الجنة؟ فأنا جنتك ونارك .. أطيعيني تسعدي..

وكم يحرم مثل هذا الرجل امرأته – متعلمة كانت أو جاهلة – من الخير حين يحرمها من مجالس الذكر ومجالسة الصالحات والتدارس معهن بحجة أن زوجها وأولادها أولى بوقتها .. وما عرف المسكين أنها كلما زادت علماً بدينها كلما ازدادت طاعة له، وكلما قل علمها ازدادت تمردا عليه، وأنه بالإمكان – لو وجدت النية والعزيمة والتنسيق – الجمع بين مهمات الأسرة، ومتطلبات الاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح.

إن تعليم المرأة المستمر لأمور دينها مسؤوليتك أيها الرجل أمام الله تعالى، وحق لها عليك سيسألك الله عنه يوم القيامة.

إنك تعلم أنه بتقوى الله، ثم بالتنظيم والترتيب ستكسب زوجتك الخير دون أن يتضرر بيتك بشيء.

ولا تكن ممن لا يمنع ذلك إلا لأنه يخشى أنها بمزيد من العلم الشرعي ستعرف ما لها من الحقوق فتواجهك بتقصيرك!

فهب – أخي – من رقدتك، وانفض عنك غبار التقصير فإن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). (7)

أعلم أنك ستقول (وللرجال عليهن درجة) .. نعم إن هذه الدرجة هي التي تلزمك بتيسير أسباب التعلم لامرأتك .. فمن فمك أدينك.



هكذا أسلمت

أنا طبيبة نساء وولادة.. أعمل بأحد المستشفيات الأمريكية منذ ثمانية أعوام .. في العام الماضي أتت امرأة مسلمة عربية لتضع بالمستشفى، فكانت تتألم وتتوجع قبيل الولادة، ولكن لم أر أي دمعة تسقط منها، وحينما قرب موعد انتهاء دوامي أخبرتها أنني سأذهب للمنزل وسيتولى أمر توليدها طبيب غيري، فبدأت تبكي وتصيح بحرارة وتردد: لا .. لا... لا .. لا أريد رجلاً..!!

عجبت من شأنها فأخبرني زوجها أنها لا تريد أن يدخل رجل عليها ليراها، فهي طيلة عمرها لم ير وجهها سوى والدها وأشقاؤها وأخواتها وأعمامها فقط ... !

ضحكت وقلت باستغراب شديد : أنا لا أظن أن هناك رجلاً في أمريكا لم ير وجهي بعد .. !! فاستجبت لطلبها وقررت أن أجلس لأجلها حتى تضع فقاما بشكري، وجلست ساعتين إلى حين وضعت.

وفي اليوم الثاني جئت للاطمئنان عليها بعد الوضع، وأخبرتها أن هناك الكثير من النساء يعانين من الأمراض والالتهابات الداخلية بسبب إهمالهن لفترة النفاس حيث يقربها زوجها، فأخذت تشرح لي الوضع بالنسبة للنفاس عندهم في الإسلام، وتعجبت جداً لما ذكرته.

وبينما كنت على انسجام معها في الحديث دخلت طبيبة الأطفال لتطمئن على المولود، وكان مما قالته للأم: من الأفضل أن ينام المولود على جنبه الأيمن، فقالت الأم: إن في هذا تطبيقاً لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فتعجبت لهذا أيضاً...

انقضى عمرنا لنصل لهذا العلم وهم يعروفنه من دينهم .. فقررت أن أتعرف على هذا الدين، فأخذت إجازة لمدة شهر وذهبت لمدينة أخرى فيها مركز إسلامي كبير، حيث قضيت أغلب الوقت فيه للسؤال والاستفسار والالتقاء بالمسلمين العرب والأمريكيين، وحينما هممت بالرحيل حملت معي بعض النشرات التعريفية بالإسلام، فأصبحت أقرأ فيها، وقد كنت على اتصال مستمر ببعض أعضاء ذلك المركز.
والحمد لله أنني أعلنت إسلامي بعد عدة أشهر. (Cool

الدكتورة "أوريفيا"
أمريكا

صدق الله العظيم : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب) (9) سبحان الذي سخر لهذه المسلمة امرأة كافرة تقوم بتوليدها ومساعدتها، ثم تكتب لها الهداية بسببها، إنها التقوى حين تؤتي ثمارها تفريجاً للكروب، وإنارة للدروب... أختي المسلمة ... إن للعورة أحكاماً تعرفها كل النساء .. ولا أشد انكشافاً لها من حالة الولادة، فكيف ترضى الحرة العفيفة أن يراها الرجل في هذه الحالة، وفي مجتمعنا – بحمد الله – من الطبيبات المسلمات ما يغني عن الرجال في هذا المجال؟

أناشدك الله – أخية – أن تتقي الله و تتمسكي بحيائك الذي هو المحرك لشعب الإيمان عندك .. ولا تستمعي لجنود إبليس عباد الهوى وصرعى الشهوات الذين يلقون في روعك، أن الرجل أكثر مهارة في التوليد من المرأة ويسوقون لك تجارب تبرهن على ذلك.

يا أخية: إن الذي خلق الجنين في رحم الأم في ظلمات ثلاث هو الذي ييسر له سبيل الخروج وهو الذي ييسر لك الأمر عندما يرى منك التقوى.

صوني حياءك صوني العرض لا تهني
وصابري واصبري لله واحتسبي

لقد كان حياء المرأة المسلمة سبباً في إسلام امرأة كافرة فهنيئاً لها بشرى النبي صلى الله عليه وسلم : "لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم". (10)

إنها عزة الإسلام حين تتوج رأس المسلمة لتطمس بنورها ظلمات المنهزمين نفسياً رجالاً ونساء.




بأم عيني

كنت أول مرة أزور جارتي. رأيتها في الخامسة والثلاثين، الابتسامة لا تفارق وجهها، وقد اجتمعت حولها بناتها الأربع، وأكبرهن كانت تناديها "عطرة" شارفت على العشرين، باسمة الثغر حيية خجولة لا تهدأ من طلبات أمها وأخواتها. فتارة تقوم بواجب الضيافة، وتارة تعمل رضعة للمولودة الصغيرة، ومرة تأخذها في حجرتها تهدهدها لتنام، وتأتي بالدواء لامرأة كبيرة في السن تناديها جدتي، وكلما أنهت عملاً التصقت بأمها تهمس لها، وقد تلاقى رأساهما في زينة واحدة، وكذلك ثوبيهما وما تلبسانه من حلي وذهب، وكأنهما في حبهما لبعضهما طفلان صغيران لم يتجاوزا السابعة من العمر يتجاذبان ويتضاحكان.

قالت جارتي مشيرة لثلاث طفلات التصقن بـ "عطرة": هؤلاء بناتي أمينة، فاطمة، جمانة، وهذا علي، وهذا محمد، وتلك العجوز المريضة أمي، تسكن معي منذ مرضت لأرعاها. أردت أن أسأل عن الشابة عطرة فسبقتني وقالت: عطرة جارتي أو ضرتي كما يقال!!

عقدت الدهشة لساني، وألجمتني المفاجأة فاتسعت عيناي وفقدت النطق لحظات أو هكذا خيل إلي، وقلت بتعجب: والله لا أحسبها إلا ابنتك.

ضحكت عطرة الزوجة الجديدة وزادت التصاقاً بضرتها كما تلتصق الابنة بأمها، وأضافت أم محمد: لقد زوجت زوجي بعد أن خطبت له ؛ لأن عندي خمس بنات اثنتان متزوجتان وهؤلاء ثلاث وطفلان، ويريد زوجي مزيداً من الأولاد الذكور، والكل تعجب من عدم غيرتي !! ولماذا أغار؟ إنه زوجها كما كان زوجي وكما هو الآن لم ينقص منه شئ، وهو يعدل بيننا، وكل واحدة لها غرفة، وفي النهار يجمعنا بيت واحد، وقد زادت محبة زوجي لي.

قالت الزوجة الجديدة: لا تظني كل الضرائر مثلنا، فبعضهن لا يستطعن رؤية ضرائرهن، وهناك نساء يتضاربن مع ضرائرهن أو يصل الأمر إلى التعذيب، وكل هذا يعود إلى الزوج عندما لا يعدل، وربما إلى الزوجة عندما لا تعقل.

قالت أم علي: نحن نؤمن بالقضاء والقدر، وأن الله شرع للرجل أن يتزوج بأربع، ولكن أخبريني ماذا تفعلين أنت إذا تزوج زوجك؟

لم أجب وأعتقد أن وجهي أجاب بألوانه المتعددة وخرسي الفوري.

فركت عيني واستأذنت وشددت على يدي جارتي لأتأكد أني لست في حلم، وعدت إلى زمن نساء الصحابة وأمهات المؤمنين وقلت في نفسي: لله در الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، كم يحفظ لنا من ديننا وصحتنا واتزان أنفسنا: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) (11) فالقضاء إذا وقع: "من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط". (12)

اللهم أفرغ علينا صبراً ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، ورضنا بقضائك.

عدت إلى المنزل وحدثت زوجي معجبة بصبر المرأة وإيمانها وأخلاقها، وما زلت لا أصدق ما رأيت بأم عيني!! (13)

قالت إحداهن:

نعم .. إنه نموذج رائع للنساء .. ولكنه نموذج أروع للرجال فحين يعرف الرجل لم يعدد ..؟ وكيف يعدل..؟ وتكون تقوى الله شعاراً له ولها فمرحباً به والضرائر الثلاث..

أما حين لا يعرف أبسط قوانين التعدد ولا يقيم ميزان العدل إنما تقوده نزواته إليه كما تقاد الشاة إلى مسلاخها فلا مرحباً بهن .. ولا به أيضاً!.

وقلت معقباً:

الشرع محكم، والعدل منصف، والعقل زينة والعاطفة نعمة، فإذا اتبع الرجال والنساء الشرع، وأقاموا العدل، وضبطوا العاطفة بالعقل وتحرروا من الأعراف الخاطئة، والعوائد الجائرة فحينئذ ينعمون ويسعدون.






المحرم يقيك المغرم
"بإذن الله"

إن مما أمرنا الله تعالى به في كتابه العزيز غض البصر عن النظر إلى المرأة الأجنبية عنا، مثل بنت عمنا وبنت خالنا وغيرهن من النساء ممن هن لسن لنا بمحارم: "فإن ذوات القربى التي يصح لنا زواجهن لسن بمحارم". قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم).(14)

وكذلك أمر الله تعالى النساء بغض النظر إلى الرجال الأجانب عنهن، قال تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن).(15)

وما ذلك الأمر إلا لأن النظر رسول الفتنة وبريد الفساد، قال الشاعر:

نظرة فابتسامة فسلام
فـكـلام فــمـوعــد فـلقاء

وقال شاعر آخر:

كل الحوادث مبدؤها من النــظر ومعظم النــار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقـبــها في أعين الغيد موقـوف على الخطر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السـهام بـلا قــــوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضــر خـاطره لا مرحـباً بسـرور عـاد بالضرر

وفي القصة التالية سترى كيف رأى أحد الرجال امرأة تطوف ببيت الله الحرام فأعجبته؛ فلم يغض بصره عنها، بل استرسل في النظر إليها وحاول التكلم معها، ولكنها راقبت الله تعالى واجتهدت في صده عن غيه.

جاء في كتاب حياة الحيوان الكبرى ما نصه: "بينما عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى امرأة تطوف بالبيت فأعجبته، فسأل عنها فإذا هي من البصرة، فكلمها مراراً فلم تلتفت إليه، وقالت: إليك عني فإنك في حرم الله، وفي موضع عظيم الحرمة.

فلما ألح عليها ومنعها من الطواف أتت محرماً لها، وقالت له: تعال معي أرني المناسك، فحضر معها، فلما رآها عمر بن أبي ربيعة عدل عنها، فتمثلت بشعر الزبرقان السعدي:

تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربض المستأسد الضاري

فبلغ الحاكم خبرهما:

فقال: "وددت أنه لم تبق فتاة في خدرها إلا سمعته". (16)

تنبيه مهم:

ولأهمية وجود المحرم كالابن والأخ والأب وابن الأخ وابن الأخت والعم والخال مع المرأة في بعض الحالات لئلا تعدو عليها الذئاب نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المرأة بأن تجعل معها محرماً في حالتين:

الأولى: إذا أرادت أن تختلي بأجنبي عنها.

الثانية: إذا أرادت أن تسافر.

جاء في الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم". (17)

وجاء في الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها".(18)

وفي رواية: "مسيرة يوم"، وفي أخرى: "مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو حرمة منها".

وكل امرأة لا تلتزم بالتوجيه النبوي الوارد في الحديثين أعلاه لتكن على علم بأنها عاصية لله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وتجب عليها التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان، فإن الموت يأتي بغتة.

نسأل الله السلامة والعافية مما يحدث اليوم بين ظهرانينا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


مقارنة بين الأم والزوجة

مرض صخر بن عمرو بن الشريد وطال مرضه. وكانت أمه وزوجته سليمى يمرضانه، أي يشرفان على علاجه وما يحتاج إليه من أكل وشرب ونظافة.. إلخ، فطال مرض صخر فسئلت زوجته سليمى عن حاله يوماً وكانت قد ضجرت.

فقالت سليمى: لا هو حي فيرجى، ولا ميت فيبكى.

فسمعها زوجها صخر، فقال الأبيات التالية مقارناً بين أمه وزوجته، وموضحاً أن الزوجة لا تكون بأي حال من الأحوال مثل الأم، لأن شفقة الأم وحنانها أعظم من الزوجة، والأبيات التي قالها في هذا المعنى هي:

أرى أم صخر لا تـمل عـيادتي وملت سليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازة عـليك ومن يغتر بالــحدثان
لعمري لقد نبهت من كـان نائما ً وأسمعت من كــانت له أذنان
وأي امرئ سـاوى بـأم حليلة فـلا عاش إلا في شقا وهوان (19)

قلت: قد رفعت الشريعة الإلهية حق الأم إلى منزلة عظيمة ودرجة رفيعة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟"
قال: زوجها.
قلت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟
قال: أمه".(20)

فهذه حقيقة أثبتتها الشريعة تغفل عنها الكثيرات من النساء؛ بل والرجال وهي:

إن أولى الناس بالمرأة: زوجها، وأولى الناس بالرجل أمه وليست زوجته؟!

وليعلم الجميع أن كثيراً من الأخطاء والمشكلات تنشأ من المقارنة بين الأمهات والزوجات، في كل مسألة، فتنظر الزوجة إلى الأم على أنها منافسة لها، وتنظر الأم على أن الزوجة معتدية عليها، وقد يكون الزوج سبباً في الوصول إلى مثل هذه المواقف عندما لا يحسن المعاملة والموازنة والمفاضلة.


صنائع المعروف تقي مصارع السوء

إليكم هذا الموقف الذي أصرت فيه الأم على الإحسان إلى من أساء إليها فوقاها الله السوء كما قال صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"... (21)

وقد جعلها الكاتب تحت عنوان "قصة من الأزمة".

"جمع ما استطاع مما قل وزنه وزاد ثمنه، ثم كدس في سيارته أمه وزوجته وأبناءه، ثم انطلق نحو الحدود الجنوبية للبلاد بعد أن اشتد على الناس البلاء، وخاف الكثير منهم على أعراضهم وأنفسهم، وعندما وصل مدينة "الوفرة" وهي من المناطق الحدودية رأى جندياً عراقياً بكامل سلاحه، واستغرب عندما لم يفعل لهم شيئا ؛ ً بل دلهم على الطريق المؤدي للحدود السعودية، فانطلقوا نحو الطريق الذي دلهم عليه، وقبل أن تلوح لهم علامات الوصول للحدود قالت أمه له: يا ولدي ما الذي سوف نفعله بهذا الطعام الذي أخذناه معنا، ونحن مقبلون على خير وفير، لماذا لا نرجع إلى الجندي المسكين ونعطيه هذا الطعام؟ فغضب الولد وقال: كيف نعطيه الطعام يا أماه، وهو ممن جاء ليقتلنا ويهتك أعراضنا، ويدخل الرعب في قلوبنا؟! (22)

فأصرت الأم على أن يعود للجندي ليعطيه الطعام، وأصر جميع من في السيارة على عدم العودة، فلما رأت الأم إصرارهم هددته بعدم الرضا إذا لم يعد، ولما رأى الابن إصرارها عاد للجندي وقال له رغبة أمه، ولكن الجندي شك في الأمر وطلب منهم أن يأكلوا أمامه، فلما أكلوا من حيث اختار لهم اطمأن للطعام، وأخذه منهم، وشكرهم على صنيعهم، ثم فاجأهم بقوله: ما دمتم قد أحسنتم إلي، وأسديتم لي هذا المعروف، فاسلكوا الطريق المخالف للطريق الذي دللتكم عليه في المرة الأولى، لأنه يوصلكم إلى حقل ألغام، فتعجب الجميع لهذا الحفظ الرباني بسبب عمل الخير".

وهكذا هي سنة الله، فهو يحفظ عباده الصالحين، بسبب أعمالهم الصالحة، وخير شاهد لذلك ما جاء في سورة الكهف عن حفظ الوالدين من ابنهما عندما قتله الخضر، وحفظ اليتيمين ومعرفتهما لكنزهما بسبب صلاح والديهما، فهل من معتبر؟!!!

وهل نسعى دائماً إلى بذل المعروف والإحسان حتى لمن أساء:
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (23)

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان.


دعت الابنة على أبيها
فقال: آمين ... آمين!!!

كان ممن تأثرت أخلاقهم وأفكارهم بالطفرة المادية ... فأصبح المال محبوبه الأول.. وأعمت المادة بصيرته فلم يعد يبصر إلا من خلال ثقوبها الضيقة.. وأصبح المال ميزانه الذي يزن به الأمور.. وكانت له ابنة بلغت مبلغ الزواج .. وأخذ الخطاب على اختلاف مراتبهم يدقون أبوابه راغبين في الزواج من ابنته.

ولكنه كان يردهم بحجج واهية ظاهرها المصلحة وباطنها المادة.. مع أن من هؤلاء الخطاب أصحاب دين وخلق .. ممن أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بهم ... ولكن كان لسان حاله يقول: أين الذي يدفع أكثر .. والمنافع والمصالح من ورائه أكبر؟

ومرت الأيام .. وظل على أحلامه المادية .. ومرت الأعوام .. وترك قطار الزمن ابنته في محطة العنوسة .. وغادر الخطاب بابه واتجهوا لغيره ممن لديهم بقية دين وخلق ..... ممن يرفضون بيع بناتهم كالنعاج في الحراج.

وذبل شباب ابنته .. وانطفأت نضارتها.. وذوى عودها .. ومع الأيام دب السقم في جوانحها .. وأصيبت بداء عضال أضنى الأطباء شفاؤه .. ونقلت إلى المستشفى ... وحانت لحظاتها الأخيرة .. وأخبر والدها بالأمر .. فأفاق من عالمه المادي وأتى مسرعاً .. ليرى ابنته في ثوب المرض .. بعد أن حرمها منذ زمن من ثوب الزفاف .. نظر إليها مشفقاً عليها .. نظرت إليه بعينين قد اغرورقت بالدمع .. وأخذت تتمتم وتحرك شفتيها ... دنا منها ليسمع ما تريد البوح به في لحظتها الأخيرة .. فوجدها تطلب منه أن يقول آمين .. فقال: آمين .. ثم تمتمت مرة أخرى، وطلبت منه أن يقول آمين .. فقال: آمين .. ثم فعلت ذلك مرة ثالثة، وطلبت منه أن يقول آمين .. فقالها.

وبعد فترة من الصمت المشحون بالأسى .. سألها برفق عن الدعاء الذي طلبت منه أن يؤمن عليه .. فانحدرت دموعها الأخيرة .. وأجابت بعد صمت بصوت واهن مليئ بالأسى .. لقد دعوت الله أن يحرمك الجنة كما حرمتني من الزواج.

وطوى القبر في باطنه مأساة دامية .. وبقي المجرم الذي أعمى الجشع بصيرته .. بقي يندب نفسه وابنته .. ويعض أصابع الندم .. ولات ساعة مندم .. هذه ماساة سمعنا بها وعرفناها فيا ترى كم من المآسي من هذا النوع تمت في صمت ولم نسمع بها .. ما دام الناس في إعراض عن الحياة وفق الشريعة وآدابها .. فلا شك أن هناك الكثير من هذا النوع .. وما خفي كان أعظم. (24)

قلت:

1- دعاء البنت على أبيها فيه سوء أدب مع الوالدين، ينبغي أن تترفع عنه الفتاة المسلمة، وإن ظلمها أبوها .. وإنما ذكرت هذا الموقف .. على ما فيه تحذيراً للآباء والأمهات من إعضال بناتهم.
2- إن العنوسة ابتلاء من الله، ينبغي للمرأة أن تصبر وتحتسب له، وأن ترضى بما كتب الله لها: "ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"(25) فاختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه.
3- وفي القصة درس مهم وهو لزوم التنبيه والتحذير من السلبية الاجتماعية، والتهاون في المناصحة، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا شك أن هذا الأب له أقرباء وأصدقاء وجيران فلم ينصحوه؟ وإذا نصحوه فلم ينتصح لِمَ لَم يقاطعوه؟ وإذا قاطعوه فلم يرتدع لم لم يعاقبوه؟ غالب الظن في كثير من هذه الحالات أن هؤلاء يغتابونه وينهشون عرضه بذكر مثالبه في المجالس، دون أن يواجهوه ليصلحوه، لو أن كل مخطئ وجد من ينصحه، ووجد مجتمعاً يلومه ويحاصره لما ركب راسه، وحكم هواه كما فعل هذا الأب الجاني.



عندما يتنازل الرجل عن قوامته

إن قوامة الرجل على المرأة حق تكليفي وتشريفي أيضاً لا مناص منه، ولا يمكن للرجل أن يتنازل عنه ؛ لأن القوامة مسؤولية تنتظم بها شؤون الأسرة، فمن خلالها تحدد المسؤوليات، وتوزع الواجبات، ويعرف كل فرد في الأسرة مكانه ودوره.

كما أن لكل سفينة رباناً يقودها فلا بد لكل أسرة قواماً أو قيماً يدبر أمرها ويشرف عليها، وإلا عمت الفوضى وظهر الاضطراب، كما هو واقع الأسر في الدول التي ساوت بين المرأة والرجل في كل شئ.

وقوامة الرجل على أهله ليست قوامة تعسف وتجبر وتكبر؛ بل هي قوامة رحمة وعدالة؛ إذ أن من أهم الواجبات المترتبة على هذه القوامة رعايتهم وتوجيههم وإعفافهم وحمايتهم من كل شر وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر: (يأيها الذين ءآمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً).(26)

وكم هو مزر أن تضعف قوامة الرجل على أهل بيته إلى درجة أنه لا يستطيع أمرهم بمعروف ونهيهم عن منكر، ولكن أسوأ من ذلك أن يتنازل هو عن قوامته.

ولقد رأيت صوراً مزرية عديدة تدل على المفاسد العظيمة الناتجة من ضعف قوامة الرجل أو تلاشيها، ولعلي أنقل هاتين الصورتين - على سبيل المثال– واللتين تعكسان شيئاً من هذه المفاسد:

دخلت الزوجة محلاً لبيع "الحلويات" وتبعها زوجها .. كشفت الزوجة شيئاً من حجابها وكأنها دخلت بيتها ... فما حرك الزوج شفتيه بكلمة يأمرها بالاحتشام والاحتجاب؛ بل ظل واقفاً خلفها يحمل طفلاً ويمسك بيده الأخرى طفلاً آخر.. أخذت الزوجة تجادل البائع في سعر البضاعة وتماكسه .. فارتفعت منها قهقهة لفتت أنظار الرجال الذين اكتظ بهم المحل، والزوج "المصون" قد وقف خلفها كأن الأمر لا يعنيه ... وبعد جدال طويل بينها وبين البائع اقتنعت أخيراً بالسعر فاشترت البضاعة .. وذهبت لكي تحاسب ..أخرجت من حقيبتها أوراقاً نقدية دفعتها للمحاسب وخرجت .. والزوج يتبعها.

أما الصورة الثانية فتبدأ عند باب المنزل حيث خرجت تاركة زوجها في فراشه نائماً فقد تأخرت عن موعدها، وكان السائق في انتظارها عند الباب.

الزوجة للسائق: إلى السوق بسرعة ... أدار السائق مفتاح السيارة واتجه حيث أمرته سيدته .. وقبيل المغرب استيقظ الزوج من نومه فنادى الخادمة قائلاً: سيري أين "ماما"؟ فأجابت سيري "ماما يروح للسوق".

لبس الزوج ملابسه دون اكتراث لخروج زوجته دون إذنه وعلمه، فقد اعتاد على ذلك ؛ بل هو الذي عودها عليه يوم أن تنازل عن حقه في قوامته عليها..

إنه ينبغي للرجل والمرأة أن لا يرضيا بهذا الحال، أما الرجل فلأن المرأة عرضه وشرفه فأين دينه؟ وأين رجولته وشهامته؟ وقد ترك لزوجته الحبل على غاربه، وفتح لها الأبواب التي تصفر فيها رياح الشهوات الآثمة والنزوت الفاجرة.

وأما المرأة فلأن الرجل حاميها وراعيها، فأين محبته لها؟ وغيرته عليها؟ وأين اهتمامه بها؟ وأين دفاعه عنها؟ وقد تركها تكشف زينتها للرجال، وتضاحكهم وتمازحهم، كأنه لا يعنيه أمرها، ولا يهمه حفظها.


(القسم الثاني)

قصص واقعية

تمهيد

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه؛ وبعد: فإن القصص من أعظم مواطن العبر، والتربية بالقصة أسلوب عظيم الفائدة عميق التأثير، ومن ثم نجد القرآن الكريم مليئاً بالقصص الحق، كما نجد لفت النظر إلى أهميته في قوله جل وعلا: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب). (27)

والقصص الواقعية أكثر فائدة؛ لأنها تقدم التجارب الحية من صميم الواقع، وتبين الظروف والملابسات التي تؤثر في الأحداث، وتظهر التسلسل والتدرج الذي يتكرر كلما تشابهت الوقائع، وتكشف النهايات الخطيرة للبدايات الصغيرة.

وهذه مجموعة من القصص من ميدان الحياة الاجتماعية بما طرأ عليها من تغير غير محمود، وتأثر غير مرغوب، وتساهل غير مسبوق. وكثير من هذه القصص تدور رحاها، وتتحمل عواقبها الفتاة، وتظل تتجرع كأس الحسرة، وتسكب دموع الندامة بقية عمرها، وتدفع ثمن الغفلة واللذة من ربيع عمرها، وريعان صباها، وتثلم بالتساهل والتفريط شرفها.

ومما أود أن أؤكده أنه ليست هذه القصص خيالات، وليس فيها مبالغات؛ بل في الواقع ما هو أفظع منها، وهذه القصص وغيرها ناقوس خطر يدق في جنبات مجتمعاتنا وأسرنا تحذيراً من التفريط في الأوامر والآداب الشرعية التي فيها الخير والصلاح، والوقاية والأمان، ومن جهة أخرى هي دعوة للحذر من سيل الشبهات والشهوات، وتنبيه على أساليب الإغواء والإغراء وفائدتها للجميع من الآباء والأمهات، والأبناء والبنات.




أبنائي الذكور

"الغرور يقصم الظهور .. " هكذا قال أهل التجربة؛ ولذلك فإني أعرف العديد من النساء اللاتي هدمن بيوتهن بأيديهن، لأنهن كن مغرورات بالوظيفة .. أو بالجمال .. أو بالأبناء .. أو بالأهل ذوي الجاه والمال.. إلخ ... وهذه القصة تبين ضحية من ضحايا الغرور.

حدثتني زوجة فقالت:

عندما تزوجت كنت فتاة جميلة صغيرة السن .. وقد أنعم الله علي بإنجاب عدد من الذكور، وكنت كلما رزقت بصبي تمتلئ نفسي زهواً وغروراً، كأنني أتيت بما لم يأت به الأوائل.

كان إنجاب الذكور يهبني قوة وثقة، ويزرع في نفسي حب التسلط والسيطرة ..فقد كان معظم من حولي ينجبن الإناث في الغالب، وأول شخص اكتوى بنار جبروتي وغروري هو زوجي المسكين،فقد رحت أستغل صلاحه وصبره وطيبته وهدوء طبعه معتمدة على أمرين: جمالي، ورصيدي العالي من الذكور.. راحت سياط غروري وجهلي تلهب ظهر كل من حولي، لا أميز بين ذي رحم أو قريب أو صديق أو جار .. فعاداني الجميع، وتحاشوني اتقاء شري.

أخذ الأبناء يكبرون وكنت لا أفتأ أردد على أسماعهم قصة الزوج الفقير الظالم ... والدهم .. الذي أذاقني الأمرين في مقتبل حياتي . لأحتويهم وأستميلهم إلي، فلا ينظرون إلا بعيني، ولا يسمعون إلا بأذني، ولا يضربون إلا بيدي.. والحقيقة ما كان يحصل بيني وبين زوجي هو من باب الخلافات البسيطة التي تحصل في كل البيوت، لكن حنقي من فقره ورضاه بالقليل، وغيظي من صبره وصلاحه إلى جانب قلة إيماني وخيالي المريض، كل هذا جعلني أشعر دائماً أنني مظلمومة، وأن مثلي تستحق أن تعيش في كنف رجل غني حياته رفاهية وترف... تخرج من تحت يدي شباب جبارون ظالمون .. فاشلون في حياتهم الدراسية، كانوا كارهين للناس، حاقدين على والدهم، حتى وصل بهم الأمر إلى تهديده إن تسبب بإغضابي.

ومرت الأيام .. وقضت مشيئة الله تعالى أن ابتليت بمرض عضال احتجت فيه للمساعدة الخاصة في كل شؤوني حتى الخاصة منها .. وهنا لم أجد أمامي سوى زوجي الطيب .. نعم الطيب .. الذي لم يقصر في خدمتي ومساعدتي .. وإن كان يساعد مساعدة المكره المضطر .. بسبب ما ذاق مني على مر الأيام .. ولكن طيبته لم تمنعه من أداء واجبه نحوي ... أما أبنائي الذكور الذين كنت أعتمد عليهم فقد خذلوني وتركوني في أحلك الظروف بحجة أنهم مشغولون بعائلاتهم وشؤونهم الخاصة، ولم ينفعني منهم أحد.

منذ مدة أنبأتني إحدى صديقاتي .. أن زوجي حاول خطبة شابة قاربت الثلاثين، ولكنه لم يفلح في ذلك، ولما سأله والد الفتاة عن سبب رغبته في الزواج من امرأة ثانية أجاب بأن زوجته قد استغنت عنه بأبنائها منذ فترة طويلة، وهو يفكر بالزواج منذ فترة طويلة غير أن ظروفه المادية لم تكن تسمح له بذلك .. ها هو زوجي الآن يبحث عن امرأة تشاركه ما تبقى من أيام حياته تكون له سكناً وعوناً ورحمة ، وهذا من حقه.

الحق أقول: إنني نادمة أشد الندم على مافات، وأقر بأنني كنت مخطئة إلى حد بعيد في تصرفاتي ومعاملتي لزوجي وأبنائي، ولكنني من ناحية ثانية أحمل زوجي قدراً كبيراً من المسؤولية، فقد كان حرياً به أن يوقفني عند حدي ويستخدم صلاحياته كزوج له شخصيته وحقوقه، فيأخذ حقوقه ويعطيني حقوقي دون أن يطغى أحدنا على الآخر، فقد كان عليه ألا يتركني أتمادى في غيي وغروري، وفعل ما يحلو لي دون اعتبار لأحد .. ولو أوقفني عن حماقاتي وطيشي في الوقت المناسب لما صارت الأمور إلى ما صارت إليه.

بت أؤمن إيماناً قاطعاً أن المرأة المدللة تفسد أكثر مما تصلح، وتضر أكثر مما تفيد؛ بل في أكثر الأحيان لا يأت منها سوى الفساد والشر.(28)

قلت:

يا أيتها الأمهات: احذرن من تدليل البنات، وتربيتهن على الاغترار بالجمال، والفتنة بالزينة، والتعلق بالدنيا والجري وراء زخارفها، وحب الدعة والميل للكسل، فإن ذلك كله يسبب لهن الفشل في الحياة الزوجية وتربية الأبناء.


اتصال عشوائي في الهاتف يدمر فتاة!

الشاب: ألو.

الفتاة: نعم.

الشاب: دقيقة من فضلك، مجرد كلمات.

الفتاة: ماذا تريد؟

الشاب: أنا أعايش القلق والتفكير في المستقبل.

الفتاة: خيراً ماذا بك؟

الشاب: الواقع أني أريد فتاة أبني معها حبل المودة، والحب البريء لتخفف آلامي وجروحي، ثم يكون الزواج في المستقبل.

الفتاة: وأنا كذلك لم أجد شاباً صدوقاً يفي بكلماته ووعوده.

الشاب: قد وجدت ما تريدين، فأنا لك ذلك المحب الوفي، وبعد ذلك يكون الزواج فتكونين أنت أماً .. وأنا أباً..

الفتاة: ولكني لا أعرفك.

الشاب: البداية الوصف به كفاية، فأنا شاب اسمي .... وعمري... وسيم الشكل، كل من يراني يعجب بي.

الفتاة: هل هذا الكلام حقيقة؟

الشاب: نعم والله.

مكالمة أخرى:

الشاب: حقيقة أن القلوب تآلفت ولم يبق إلا الزواج.

الفتاة: نعم وسأمتنع عن جميع من يخطبني.

الشاب: نريد ان نلتقي ولو مرة واحدة ليكون التعارف أشد..

الفتاة: ولكن اللقاء صعب، وأخاف..

الشاب: لا بد من اللقاء والتعارف البري ، وإلا فلن يتم الزواج، وأيضاً المكالمات مسجلة، وسأنشرها إن لم توافقي.

الفتاة: ولكنك تريد بهذا الكلام قطع العلاقة، وهدم المودة بيني وبينك.

الشاب: لا ولكني أريد اللقاء والتعارف على الطبيعة قبل الزواج.

وتم اللقاء ووقعت المأساة.

ومع مكالمة أخرى:

الفتاة: لقد خدعتني بلقاء برئ، فأوقعتني في مصيبة.

الشاب: وماذا تريدين؟

الفتاة: أريد استمرار الحب، والاستعداد لبناء عش الزوجية..

الشاب: ولكن ليس فيك ما يعجبني، والحب ليس في يدي!!

الفتاة: (تبكي وتنتحب) ولكن بعد ما أوقعتني!!!؟

الشاب: الرجاء قطع المكالمات، وأنا لا أرغب في الزواج من فتيات الهاتف.

الفتاة: (بكاء، بكاء، بكاء) ويقطع الهاتف. (29)

قلت: ليست هذه القصة خيالية، ليس فيها مبالغة، ولا أعني حرفية كلماتها وإنما مجريات أحداثها. فإن كثيراً من الفظائع الكبيرة تبدأ بممارسات تعد تافهة صغيرة، وينسى كثيرون أن "أول الغيث قطر ثم ينهمر"، وأن "معظم النار من مستصغر الشرر"، وينسون أن المعاصي يجر بعضها بعضاً، وأن الصغيرة تدفع إلى تكرارها، وتؤدي إلى ما هو أكبر منها وهلم جراً، والمعاصي يهون بعضها بعضاً، فمن لم ينكر المخالفة الصغيرة تعود على قبولها فإذا وقع ما هو أكبر منها كان إنكاره خفيفاً لأنه قبل ما دونها وقارنها بما هو أكبر منها.

والشريعة الإسلامية لم تحرم الزنا والفواحش فحسب؛ بل حرمت كل طريق يؤدي إليها، فجاء النهي عن التكسر والتأنث والتميع في الكلام في قوله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) (30) ، وورد النهي عن كشف الزينة: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) (31) ، وثبت الامر بغض البصر: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) (32)، (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (33)، وفي السنة ورد اللعن لمن خرجت متعطرة ليجد الرجال ريحها، كما ورد التحذير من الخلوة في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان".(34)

فمن اتبع الشرع سلم وأمن، ومن تجاوز هذه الحواجز الوقائية وتساهل وتهاون فإنه معرض للوقوع في المهالك والمخازي.

ويقال لمن فرط وتساهل: "يداك أوكتا وفوك نفخ"، فليحذر الأهالي ولتنتبه الفتيات.



كشفت ستر الله عليَّ

كنت فتاة مراهقة .. أغواني الشيطان فصدني عن ذكر الله وعن الصلاة بوسائل عديدة وحرمني عن الاستقامة بطرق خبيثة ... شغلني بالأغاني التي أهيم بها في حب فارس الأحلام .. وأغراني بمجلة فاسدة أحلق بها في متاهات الموضة والأزياء، وأضلني بـ"الفيديو" الذي أرى فيه أفلاماً تهيج الغرائز وتدفع للرذائل .. وهاتف "أقتل" به ما بقي من فراغي، ومن هذا الأخير بدأت مأساتي ..ومن خلال سماعته تلاشى حيائي، وعن طريقه ذهب عفافي إلى غير رجعة..

تعرفت على شاب من خلال الهاتف، وأخذت أكلمه ويكلمني، وقد أحسست في أول الأمر بالحرج والحياء من الانفتاح معه بالحديث، ولكن هذا الحياء تلاشى مع تكرار الحديث وكثرة المكالمات..

وبعد مدة، طلب مني اللقاء، وتم اللقاء بعد تردد لم يصمد طويلاً أمام إلحاحه ورجائه.

وفعلاً تم اللقاء الذي أعقبه لقاءات عديدة، حتى وقعت المأساة التي فقدت فيها عفتي، ولوثت عرضي وشرفي...

ومضت الأيام وأنا أحاول أن أنسى ما وقع، ولكني لم أستطع.. وبعد أن حصلت على شهادتي الجامعية .. تزوجت بشاب صالح أحببته وأحبني .. وفي جلسة حديث عن الماضي كشفت له ذنبي الذي تلطخت به، وكشفت ستر الله علي، فأخبرته بأيام الغرام، وصارحته بما وقعت فيه من الآثام، فوقع ما لم أتوقع.. غضب غضباً شديداً، وقذف في وجهي كلمة الطلاق...

وأرجعني إلى بيت أهلي .. وأخبر أبي بالذي قلت .. كل هذا حدث في ساعات معدودة، وها أنذا حبيسة حسرات لا تنتهي، ورهينة آلام لا تنقضي، تكالبت علي الهموم، وأضنتني الغموم، فلا أدري أأبكي على شرفي الذي أهدرت، أم على بيتي الذي هدمت .. فهل من معتبرة بمأساتي؟!!


رفضت أن أتزوج عليها

كنت مسروراً بها.. سعيداً معها، إذا أمرتها أطاعتني، وإذا نظرت إليها سرتني، وإذا غبت عنها حفظتني، لا أذكر أني اختلفت معها يوماً إلا كانت تسارع بالاعتذار إلي حتى ولو كنت لها ظالماً .. كل ذلك جعلني أحبها حباً شديداً، وأتعلق بها تعلقاً كبيراً.

ومضت ثماني سنوات على زواجنا كأنها أيام على الرغم من أننا لم نرزق بولد...

ولقد بذلت جهوداً عديدة لعلاجها، ولكن باءت جهودي بالفشل حيث أجمع الأطباء على عقم زوجتي .. وهذا هو قدر الله (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) (35) ومع إيماني بقدر الله وقضائه إلا أنه صعب علي أن أتغلب على هاتف حب الوالد الذي كان يلح علي بالزواج بثانية، فعرضت عليها رغبتي بالزواج فوافقت ولكن بشرط!! بشرط أن أطلقها .. حاولت مراراً أن أقنعها بالعدول عن ذلك ولكنها أصرت فكان الطلاق.

تذكرة:

التعدد سنة وحق من حقوق الرجل، حتى ولو لم يكن هناك ثمة سبب يدعوه للتعدد، فكيف إذا كان بسبب مرض الزوجة ونحوه؟!!

فلتحذر المرأة من أن تطلب من زوجها طلاقها لغير مسوغ شرعي يدعوها لذلك كخشية أن تكون من اللاتي قال عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة".(36)

ولماذا تطلب مثل هذه المرأة الطلاق من زوج أحبها وأحبته، وعاشرها وعاشرته، ولماذا تحرم نفسها من سعادة الزوجية، وسكن الأسرة، وأمن وحماية الزوج؟ ولماذا تفقد الأمل وتستسلم لليأس، ولا تتوقع أن ترزق بالذرية ولو بعد حين؟ ولماذا تحرم امرأة أخرى من أن تجد زوجاً يسترها ويسعدها؟ وقبل ذلك لماذا تفعل ما يشعر أنه عدم رضى بحكم الله أو اعتراض على شرع الله؟ إنها لو حكمت عقلها، وهدأت عاطفتها، وقبل ذلك ابتغت رضوان ربها وإسعاد زوجها لكان لها بذلك الأجر في الآخرة والسعادة في الدنيا.



الكنز المخبوء

قالت مديرة المدرسة:

تأخرت إحدى التلميذات ذات يوم في المدرسة حيث لم يحضر السائق والخادمة لاستلامها، فكلفت المشرفة بالبقاء معها حتى قدومهما لا ستلامها، ثم انتظرت المشرفة حتى صلاة العصر .. ولم يحضر أحد .. فاتصلت بي في البيت مخبرة إياي بالأمر، فأشرت عليها بأن تأخذ التلميذة معها إلى بيتها، وتترك للحارس رقم تلفونها.. فلعله حصل لأهلها أمر طارئ اضطروا بسببه لهذا التأخير .. وغادرت المعلمة المدرسة مصطحبة معها تلك المسكينة إلى بيتها .. فأطعمتها .. وآوتها، وجلست تنتظر أن يتصل بها أحد .. ولكن دون جدوى ... فسلمت أمرها لله .. وتركت الطفلة تبيت مع أطفالها .. ثم أخذتها معها في اليوم التالي إلى المدرسة .. وجاءت بها مباشرة إلى المديرة وأخبرتها بخبرها.

قالت المديرة:

رفعت سماعة الهاتف واتصلت فوراً بأم التلميذة لأرى ما الأمر ... فردت علي إحدى الخادمات وأخبرتني أنها نائمة ... !!!

قلت: الحمد لله لم يحصل لها مكروه .. ثم كررت الاتصال الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، ثم ردت علي الخادمة وأخبرتني أنها لن تصحو من نومها قبل الواحدة بعد الظهر فسلمت أمري لله .. واتصلت بها بعد الواحدة بقليل .. ولم أخبرها بشيء .. إنما طلبت منها الحضور إلى المدرسة فوراً لأمر مهم يخص ابنتها.

فأجابت الأم قائلة: لدي مو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3oloum.7olm.org
mimou
Admin
mimou


الدولـه : : كشكول  الأسرة Jazaer10
ذكر عدد المساهمات : 1108
نقاط : 2272
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 06/12/1996
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
العمر : 27

كشكول  الأسرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشكول الأسرة   كشكول  الأسرة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 31, 2012 8:17 pm

: لدي موعد مع الخياطة بعد قليل .. إنه مهم جداً لا بد أن أقضيه، لأني الليلة مدعوة إلى حفلة عرس .. وقد أتأخر عن الخياطة ..لهذا فأنا أعتذر اليوم عن الحضور إلى المدرسة، وسآتيكم غداً.

قالت لها المديرة: سأنتظرك في المدرسة اليوم مهما كلف الأمر حتى لو بقيت للعشاء..

فذهبت الأم للخياطة أولاً ... ثم عرجت بفضلة وقتها إلى المدرسة لترى ماذا حل بابنتها!!! وجدت المديرة بانتظارها فبادرتها قائلة: أين كانت ابنتك البارحة؟ قالت الأم: كانت في البيت .. أين ستكون ... !!

المديرة: هل تناولت معها طعام الغداء، ثم أشرفت على دروسها ومذاكرتها .. وهل لاحظت ساعة نومها؟

قالت الأم: لا.

قالت المديرة: ولم لا؟

قالت الأم: لأن الأولاد لهم جناح خاص بهم، تشرف عليهم إحدى الخادمات .. فهي التي تحضر لهم الطعام .. والشراب .. وهي التي تقوم بالإشراف على دروسهم .. ألا يكفي أننا تعبنا في حملهم وإنجابهم.. !!

قالت لها المديرة: أتعرفين أيتها السيدة المحترمة .. أن ابنتك لم تبت البارحة في جنتها الحالمة !! وبرجها العاجي .. !! إنما كانت تبيت في بيت إحدى المعلمات جزاها الله خيراً.

قالت الأم وقد فوجئت واندهشت مما تسمع: ماذا؟! أنا لا اسمح بمثل هذا الكلام .. وهذا التطاول .. نحن من عائلة معروفة ـ كما تعلمين ـ وقد يؤثر هذا الكلام على سمعتنا .. !!

قالت المديرة: أيتها السيدة .... إنه ليس كلاماً كما تتصورين .. إنه أمر واقع مر .. أنت أداته الفاعلة .. ونحن نتجرع غصته .. أنت أم .. والأمومة لفظة تلقي بظلالها على أركان النفس الإنسانية السوية، فتدفعها دفعاً لا شعورياً إلى التضحية والعطاء .. وإسباغ الحنان .. والشعور بالرحمة، أين أنت من كل هذا؟! ألست أمها؟ ما هو شعورك نحو ابنتك؟ أين أنت منها؟! إنها كنزك المخبوء عند كبرك .. وبعد موتك .. إنك إن لم ترحميها في صغرها .. حرمت من رحمتها لك عند كبرك .. وبعد موتك .. أنت لو كانت معك كنوز قارون فإنها ستفنى، ولكن الرحمة .. والحنان .. والتضحية .. والصبر .. كلها نودعها في خزائن الله الذي لا تضيع عنده صغيرة .. ولا كبيرة إلا أحصاها لنا، ثم يبارك لنا فيها . .في أي عالم أيتها الأم تعيشين؟!

طأطأت الأم رأسها، ثم التفتت إلى البريئة ابنتها وقالت لها: أين كنت البارحة ... ؟ فأجابت الطفلة بكل براءة .. وكأنها تعبر عن مشكلتها بكل صدق.

قالت الطفلة: ماما .. لقد تناولت طعام العشاء البارحة مع المعلمة وأولادها .. ثم نمت معهم .. ورأيت المعلمة في الليل تمر علينا واحداً واحداً وتغطينا .. إنها يا ماما تخاف على أولادها من البرد .. ثم تناولنا وجبة الفطور أيضاً كلنا مع بعضنا .. الفطور جميل يا ماما .. ولذيذ .. وقد عملت لي المعلمة شطيرة من الجبن أكلتها في الفسحة المدرسية .. كم سعدت يا أمي في بيت المعلمة .. أفطري معي يا أمي .. كل يوم .. وتعشي معي .. أرجوك يا أمي ..

نهضت الأم من مكانها وهي ممتعضة .. وغادرت تجر ابنتها وهي تتمتم قائلة: ويل لكما اليوم مني أيها السائق وأنت أيتها الخادمة .. هذا كل ما قدرت عليه .. هذه الأم .. !! (37)

قلت: القصة لا تحتاج إلى تعليق، وهي مهداة إلى كل الأسر من الأمهات والآباء الذين يزيفون الأمومة والأبوة بالخدم والسائقين، ويظنون أن الأمومة والأبوة معاشرة وحمل وإنجاب فقط، ولا يعرفون أنها مسؤولية وأمانة وتربية.


مطلقة على أبواب الثامنة عشرة

كنت صبية في السادسة من عمري، لم تفارقني آثار الطفولة بعد .. فلم أكن أتردد عن اللعب بالماء في حديقة منزلنا .. أما دميتي فلم تزل رفيقتي حتى اليوم منذ أن كان لي من العمر ست سنوات .. لا أهنأ بنوم إلا بجانبها .. ويغمرني الفرح حينما أبتكر لها تسريحة أو ألبسها فستاناً جديداً.

وكنت وحيدة والدي، فقد حظيت باهتمامهما الفائق ودلالهما الزائد لا سيما ونحن أسرة ميسورة .. كان دلالهما يؤخر نضوجي ويؤجل انتهاء مرحلة طفولتي إلى حين .. وهكذا مرت الأيام، ملؤها اللهو والفرح والسرور، حتى جاء اليوم الذي أخبرتني فيه أمي بالمفاجأة: لقد خطبك جارنا لابنه، وهو كما تعلمين .. صاحب أكبر شركة سيارات .. ستسافران إلى الخارج لقضاء شهر العسل، وستسعدين بإذن الله، وفي الغد سنذهب إلى السوق لنشتري ما تريدين، وبكل عطف وحنان قالت: وفقك الله يا بنيتي!

لم أكن في الحقيقة أعرف معنى للزواج سوى ما شرحته لي أمي .. سفر ومغامرة وسعادة، وخروج إلى السوق في كل يوم..! رأيت أنه شئ لا بأس به، وما هي إلا أيام معدودة حتى أصبحت زوجة .. نعم زوجة .. بعد احتفالات مهيبة، وفساتين رائعة، ومجوهرات ثمينة، وفرقة غناء تناسب مقام أسرتي وأسرة زوجي.

ثم سافرت إلى أوربا لشهر كامل، ومرت الأيام سعيدة هنية، حتى عدنا لأرض الوطن، وهنا بدأت الحقائق تتساقط على رأسي واحدة تلو الأخرى .. اكتشفت أن زوجي لم يكمل تعليمه كما أخبرنا .. وهو لا يعمل؛ بل يعتمد في مصروفه على عطايا والده، كما أنه لا يصلي ولا يعرف طريق المسجد .. ورحت في ربيع عمري أتعرض لنسمات حارقة من قسوة زوجي وفظاظته، حتى ذهبت نضارتي ونحل جسمي، وازددت بؤساً وتعاسة حين اكتشفت أنني حامل .. لم يكن يهمني أن زوجي لم يكمل تعليمه أو أنه لا يعمل .. ولكن لم أعد أحتمل قسوته المفرطة، وعدم تورعه عن ضربي وإهانتي لأتفه الأسباب! عدا عن سهره الدائم خارج المنزل .. وعدم إحساسي بالأمان إلى جانبه كما ينبغي لكل زوجة .. فكرهت حياتي برمتها، ولم يعد أمامي سوى طلب الطلاق، والدعاء بالمغفرة لوالدي الذي زوجني دون سؤال عن أخلاق الزوج ودينه، ولوالدتي التي لم تسأل عن المجتمع الذي سأعيش فيه بقدر ما سألت عن قيمة صداقي والهدايا والعطايا .. وهكذا أدركت لماذا ينبغي على الناس أن يسألوا عن صلاح الزوج وتقواه وورعه، وليس عن منصبه وجاهه وماله .. إذ أن من يخشى الله فسوف يتقيه، ويخافه في أقرب الناس إليه وهي زوجته.

وها أنا اليوم أعيش بعد طلاقي منه بين جدران شهدت عهد طفولتي كما شهدت عهد شقائي .. وأحمل وساماً يحرق فؤادي .. وساماً تشقى به كل مطلقة، إنه الطلاق، أنا الطفلة البريئة المدللة، غدوت اليوم مطلقة، أرمق بعيون ملؤها الشك والريبة، وأعاب بما ليس لي فيه ذنب ولا خطيئة، هذا الوسام الذي وسمني به والداي عندما زوجاني وأنا لست أهلاً للزواج، من رجل يحمل المال .. فقط .. ! مطلقة كلمة ترميني في دهاليز الآلام والحزن.

ولكن بالرغم من ذلك كله لن أيأس، وسأبدأ حياتي من جديد، وأكمل دراستي . .وسألتحق بحلقات تحفيظ القرآن ومجالس الذكر، ولن أقبل إلا بمن يحفظ القرآن .. كاملاً. (38)

الخادمة سرقت زوجي!

أصبح من المعتاد أن تطلب المرأة خادمة في بيتها سواء كانت تحتاج إليها أم لا؛ لكن الغريب أن ترفض النساء ذلك وتلح في الرفض حتى لو كانت تحتاج إليها نظراً لكثرة الأعباء المنزلية .. فما الأسباب وراء ذلك!

تروي ريم حكايتها بأسىً قائلة: لم أكن أتصور أن "الخادمة" ستؤدي دوراً كبيراً مثل ما حدث في حياتي، فقد تزوجت منذ حوالي سنتين، كنت مقتنعة بزواجي هذا تماماً، فقد كان زوجي مثالياً، ويبحث عن كل ما يرضيني ليفعله، وحدث الحمل بعد الزواج بشهور قليلة.

ورغبة في إرضائي أحضر لي زوجي خادمة فلبينية، كنت في الأشهر الأولى للحمل متعبة جداً أكاد لا أقوم من الفراش، وهي تقوم بكل أعمال المنزل، ولأن هذا هو حملي الأول فقدت كثيراً من وزني وحيوتي، وهي في كل حيويتها ورونقها.

أصبحت زاهدة في كل متع الدنيا نتيجة لمتاعب الحمل، مرهقة، ولا أتزين دائماً وهي دائماً في كامل زينتها، تجوب بيتي كأنه لها! بدأت أحس نحوها بشيء غامض ودفعني إحساسي هذا إلى مراقبتها، ولاحظت منها بعض التصرفات، ومنها أنها تغير ملابسها وتتزين وتعدل من تسريحتها عند عودة زوجي، وبتكرار ملاحظتي أيقنت أنها تتزين لزوجي لكنني أبداً لم أفقد الثقة فيه لحظة واحدة.

الحمل يكبر وأنا أزداد وهناً وضعفاً، وهي تبالغ في زينتها وتزداد حيوية، وكانت المصادفة التي صعقتني، فمن عادة زوجي أن يقرأ الصحف بعد الغداء في حجرة مكتبه، ذهبت إليه لأجلس معه قليلاً لكنني فوجئت عندما رأيته مع الخادمة في وضع غير لائق.

وتنحدر من عيني "ريم" دمعة وتكمل في حزن ظاهر: لحظتها لم أنطق بكلمة، حاول أن يكفر عن خطئه، فطردها في اليوم نفسه، ولكنني خرجت إلى منزل أهلي، لم أحك لهم شيئاً مما حدث، وحتى الآن لم أعد إلى زوجي .. ولن أعود. (39)

قلت: كل من تساهل في الالتزام بالأحكام الشرعية جنى عاقبة ذلك من الوقوع في الحرام، أو الاضطراب في مسيرة الحياة، ومثل هذه الحالة ربما ينطبق عليها قول الشاعر:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

ومثل هذه الزوجة وقد أدركت خطأ وخطر هذا التصرف ينبغي لها أن تطوي صفحة الماضي، وتبدأ حياتها بعيداً عن الممارسات التقدمية أو الاجتماعية المخالفة للأحكام الشرعية.


(القسم الثالث)

طرائف أسرية

تمهيد

إن من أسباب غرس المحبة في القلوب وبث النشاط في النفوس بين الزوجين أحاديث المسامرة والطرائف المضحكة. أعتقد أن ذلك من الأمور التي قد يغفل عنها بعض الأزواج فتجد جل كلامهم في هموم الحياة ومشكلاتها وواجباتها ومسؤولياتها، فالزوجة عادة ما تتحدث عن مشكلات الأولاد ومتاعبهم، ونواقص البيت وحاجاتهم، والزوج يتحدث عادة عن صعوبات الحياة ومشقة العمل، فالحياة جافة مما يزرع في القلوب الجفوة والنفرة.

ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يحرص على مسامرة زوجاته ... وما حديث أم زرع عنا ببعيد؛ بل حث صلى الله عليه وسلم أصحابه على ذلك ولم يكتف عليه أفضل الصلاة والسلام بمجرد فعله مع أنه كاف في الدلالة على المشروعية حيث قال لجابر: هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك . .فالحياة الزوجية بأمس الحاجة إلى مثل هذه الوقفات ... وقفات الملاعبة والمضاحكة..

ولكن في مسألة المضاحكة والمسامرة أمور لا بد من مراعاتها:

一- أن يكون الكلام هادفاً بقدر الاستطاعة؛ لأن الله وصف عباده المؤمنين فقال: (والذين هم عن اللغو معرضون).
二- أن تكون المسامرة خالية مما نهى الله عنه من الغيبة والنميمة، وإذا وقع ذلك فعلى السامع أن يرشد المتحدث كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
五- أن تكون خالية من الكذب .. لأنه قد ورد النهي عن الكذب لإضحاك الناس ..
八- أن تكون بقدر لأن كثرة الضحك يميت القلب .. ويشغل عن المهمات ويسقط المروءات.
هـ- أن لا يكون فيها ما يقدح بخاطر الزوجة أو الزوج.

إذا ثبت هذا .. فإن هذه الطرائف أوردهاعلى لسان قائليها ممن سمعت أوقرأت فأعجبت بما كتبوا أو قالوا، وهي لا تخلو من ملحوظات .. ولكن ظني أنها بالجملة مما ينفع سماعه والله يغفر الشطط، وقد اجتهدت أن أذكر المرجع الذي اقتبست منه ولكن ربما عجزت عن بعضها نظراً لنسياني المرجع الذي أخذت عنه، فليغفر لي أصحابها ذلك فإنما الخير أردت...


عندما هممت بالزواج من الثانية!

ما أكثر ما يدور الحديث في مجالس الرجال عن التعدد، وإن كان الكثير من الكلام لا رصيد له من العمل في الواقع، ويبدو أن ذلك تنفيس عن الأمنيات المكبوتة والآمال المحبوسة في صدور الكثير من الرجال، والتي لا يستطيعون التصريح بها أمام زوجاتهم!!

وفي مجلس من المجالس الذي دار فيه الحديث عن تجارب المعددين، قال أحدهم:

حدثتني نفسي يوماً بالزواج من ثانية... ولما كنت حريصاً على أن أمهد لزوجتي قبل أن أصارحها برغبتي في الزواج فقد بحثت عن كتاب أو رسالة تبين فضل التعدد وأهميته .. وفعلاً اطلعت على مقالة أعجبتني في صحيفة فانتزعتها ووضعتها في موقع بارز في "المطبخ" رجاء أن يقع بصر زوجتي عليها فتقرأها، لعل ذلك يخفف غيرتها ويحد من غضبها عندما أصارحها بما يدور في نفسي.

ذهبت إلى العمل وأنا أفكر في موقف زوجتي من هذا المقال وماذا سيكون رد فعلها عندما تقرؤه .. لقد كنت متفائلاً في أن المقال سيغير موقفها وسيسهل علي مهمتي التي عزمت عليها .. ولكن عندما عدت من عملي في آخر النهار ودخلت المطبخ .. خاب ظني وتلاشى تفاؤلي، حيث وجدت مقالي قد وضع على طاولة الطعام وقد وضعت زوجتي فوقه سكيناً كبيرة!!

قلت ـ في نفسي ـ وأنا أنظر إلى السكين: الآن عرفت السبب الذي جعل الكثير من الرجال يحجمون عن التعدد على الرغم من كثرة ثرثرتهم حوله في مجالسهم، يبدو أنهم رأوا سكاكين كثيرة .. ورحم الله "زوجاً" عرف قدر نفسه.




أنا وأب زوجتي

أنا وأب زوجتي في إشكالات مستمرة.. اتصل بنا مبدياً رغبته في زيارتنا ورحبنا وهللنا وسهلنا وطلبنا منه موعد إقلاع الرحلة حتى نكون في انتظاره .. اتصل هاتفياً ولم أكن موجوداً، وأبلغ زوجتي موعد الوصول إلى مطار جدة بدلاً من موعد الإقلاع من الرياض .. فذهبنا إلى المطار وفوجئنا بأن الرحلة قد وصلت من عشر دقائق والعم غير موجود، وبعد البحث والتقصي عرفنا أنه ذهب إلى بيت ابن أخيه بالرغم من أنه يعرف عنوان بيتنا، وهذا دليل "الزعل" وذهبنا على الفور إلى بيت أبن أخيه، وقد قدمنا له فروض الاعتذار ورجوناه ألا يؤاخذنا على الخطأ وسوء الفهم، واتفقنا على أن يتغدى في بيت ابن أخيه ويتعشى عندنا...

وتكفيراً عن الخطأ الذي اقترفناه فقد ذهبت إلى محل حلويات راق، واشتريت كيلوي بقلاوة زينت بها السفرة التي كان يتوسطها مفطح مندي استندت قيمته من أحد الأصدقاء . .. انتهى العشاء وانصرف الضيوف، ونمت تلك الليلة مرتاح الضمير .. وفي الصباح ذهبت إلى العمل للتصل بي زوجتي من المستشفى لأن أباها مريض بالسكر، وقد أسرف في تناول الحلويات، مما اضطر الطبيب إلى إدخاله المستشفى، والسبب معروف هو أنني تعمدت شراء البقلاوة للانتقام من عمي!

وخرج العم من المستشفى وتحولت سفرتنا إلى سفرة مستشفيات: رز مسلوق، دجاج بدون جلد، دهن قليل الدسم، خبز أسمر، إلخ .... مما لا يخفى عليكم .. ولكنني حتى هذه المرة لم أسلم من تشنيع العم ـ حفظه الله ـ فقد اتهمني بالبخل ومحاولة تطفيشه، طبعاً كل هذه الرسائل كانت تصلني بصورة غير مباشرة عن طريق ابنته ـ زوجتي ـ
ألم أقل لكم إنني أنا وأب زوجتي في إشكال مستمر؟! (41) بقلم: التعيس.


جارتنا وكالة أنباء

التصقت الثرثرة بالمرأة ...وظلت الأقلام تتناول هذه الظاهرة، وتزيدها التصاقاً بالمرأة حتى ترسخت في عقولنا جميعاً بأنها من لوازم شخصيتها!!

ومع التسليم بأن هناك نساء لا يعرفن الثرثرة .. إلا أن الدلائل كلها تشير إلى أن نسبة عالية منهن يعرفن الثرثرة ويحترفنها.

جارتنا العزيزة "عزيزة" لا يمر يوم إلا وتقوم بزيارتنا دون موعد سابق .. وبمجرد إلقائها تحية الصباح أو المساء .. تبدأ في بث إرسالها، حتى لكأنها وكالة رويتر والأستوشيتد برس والشرق الأوسط وغيرها، في آن واحد!!

ونظراً لأن زوجتي ـ شفاها الله ـ تعاني من ضعف السمع فإن جارتنا يعلو صوتها، فيصل حجرتي ليخترق سمعي تماماً كما يخترق سمع زوجتي المسكينة التي لا تجد مفراً من السمع والإنصات .. فكلهن من "حواء" ويردن أن يعرفن أسرار بعضهن .. ولا تخرج نشرة جارتنا عن أن "فلانة" كانت على خلاف مع زوجها طوال شهر مضى .. وبنت فلان تركها عريسها لأسباب سوف أحاول معرفتها .. والجارة "الفلانية" تغار على زوجها مني، وفلان مريض، وبنت جارتي ضربها ابني .. و ... و ... إلى آخر الزعيق والنعيق الذي لا يتوقف من جارتنا العزيزة "عزيزة" .. !! تتخلل ذلك لحظات صمت معدودة، فأظن أن موعد انصرافها قد حان .. إلا أنني ـ من واقع التجربة ـ تبينت أن فترة الصمت هذه ما هي إلى فترة همهمات وتمتمات في أذن امرأتي المسكينة حتى لكأن الأمر يتعلق بسر خطير .. إضافة إلى هذا كله.. زوجتي ـ كان الله في عونها ـ تظل مجالسة للجارة دون أن تعبأ بأنني في حاجة إلى تناول غدائي أو إفطاري، بعد يوم عمل شاق، أو قبل الخروج إلى العمل، والصغار المساكين لا يكون أمامهم سوى خيارين .. إما الذهاب إلى المدرسة دون تناول الفطور، أو الانتظار دون غداء، وهذا كله يتوقف على موعد زيارة جارتنا العزيزة "عزيزة" التي تأتي دون سابق إنذار.

هذا كله لا يمنع زوجتي من التردد على المطبخ من آن لآخر لعمل المشروبات باختلاف أنوعها .. وتعددها من ساخن إلى بارد .. إلى نصف ساخن، وذلك إكراماً لجارتنا.

العرض مستمر ولمدة لا تقل عن ثلاث ساعات، وفي الغالب يتم ذلك في الفترة الصباحية "على الريق"، الحسنة الوحيدة لجارتنا العزيزة "عزيزة" أنها أعطتني تفسيراً لعدم اهتمام زوجتي بقراءة الجرائد، أو عدم سماع نشرات الأخبار التي تبثها الإذاعة والتلفزيون، حيث إن اجتماع جارتها بها يغنيها عن ذلك كله.

وآه لو تكلمت مع زوجتي منتقداً جارتها، سرعان ما تكشر عن أنيابها وتبادرني قائلة: هذه نميمة وغيبة ولا يصح منك ذلك!!

وأتساءل: أليس ما يحدث بين زوجتي وجارتها هو من باب الغيبة والنميمة؟؟ أعرف أن المرأة العاقلة "الراسية" تستطيع بذكائها أن تحد من ثرثرة جارتها بشيء من "الدبلوماسية" الهادئة، والصد، وتوجيه النصح غير المباشر، وعدم مسايرتهن في تناول سيرة الناس.

صحيح أن الود والصلة مطلوبان بين الجيران ولكن بحدود حددها الدين والأعراف السائدة في كل مجتمع ..ليت نساءنا يفهمن تلك الحدود ولا يفسرنها تبعاً لأهوائهن..

رحم الله أيام زمان، يوم أن كان الجيران يثمنون العلاقة فيما بينهم .. يتزاورون، ويهنئ بعضهم بعضاً في المناسبات، لم يكن الحقد يعرف طريقاً إلى قلوبهم؛ بل كان النقاء والصفاء سمعتهم الرئيسة.. أصابع الاتهام كلها تشير إلى أن الماديات طغت واستطاعت أن تمحو الأخلاقيات، وتحول العالم من عالم الإخاء والإيثار إلى عالم التناقضات والأنانية!!

رحم الله جدتي عندما كانت تقول في الجار : "الجار جار ولو جار" أي أن الجار سيبقى جاراً حتى لو ظلم جيرانه... كذلك حينما كانت الأسرة تنتقل من مسكن إلى آخر كانت جدتي تنصح بقولها: "الجار قبل الدار"، ثم تتبع ذلك بقولها: " دي مش عشرة يوم .. دي عشرة دوم".. أي أنها عشرة دائمة ..

تبخرت أقاويل جدتي، "وكأنها أذنت في مالطة" ورفع الجيران اليوم شعارات عديدة لعل من أبرزها (أنا ومن بعدي الطوفان) .. فلا حساب لشعور جار بجار مريض، أو لجار ألمت به مصيبة، أو لجار أراد أن يستريح في بيته بعد مهمة عمل شاق ..

وبالتأكيد ـ عزيزي القارئ ـ استطعت أن تفسر ثرثرة جارتي مع زوجتي، والتي هي ـ في اعتقادي ـ لا تخرج من كون جارتي بسلامتها "بتحلي قعدتها" .. أي أنها لا تستطيع ترغيب زوجتي سوى بالحديث في سيرة 0فلانة وعلانة، وزعيط ومعيط، ونطاط الحيط). (42)

طباخة ماهرة

كنت لا أزال في بداية المرحلة الجامعية عندما تزوجت .. كان أول شيىء أخبرت به زوجي بعد عقد القران أنني لا أتقن فن الطبخ، لأنني لم أفكر يوماً في الدخول إلى المطبخ لعمل وجبة غداء أو عشاء للعائلة، فما كان منه إلا أن ابتسم وقال: "أنوقف استمرار مسيرة حياتنا من أجل عدم إتقانك للطبخ فأنا لا أهتم بمثل هذه الأمور".

وسارت حياتنا الزوجية بلا عناء أو نكد أو خصام، فقد كان زوجي عند وعده لي، يحتمل الكثير وتغاضى عن الكثير، والحق أنني كنت أجهد نفسي في إتقان طبخة أو أكله يحبها، فتراني أبحث بين طيات الكتب، أو أرفع سماعة الهاتف لأسأل ذوات الخبرة والاختصاص، فصعدت درجة واحدة فقط في سلم الطبخ كانت بالنسبة لي قفزة واسعة خاصة بعد سماع تشجيعات زوجي وإطرائه المستمر، كان زوجي من نوعية الرجال الذين يستقبلون الكثير من الأصدقاء على وجبة العشاء مرة أسبوعيا على الأقل، وفي كل مرة كان يقوم بشراء وجبات خارجية حتى جاء اليوم الذي أحسست فيه أن هذا عيب كبير في حقي كزوجة، وكثيراً ما كنت أشعر منه أنه يتمنى اليوم الذي أقدم فيه شيئاًَ لأصدقائه من صنع يدي .. وقررت أن أقوم بهذا العمل من الأسبوع المقبل، فأخذت أستعد لذلك إلى أن جاء يوم الاستقبال، وحاولت جاهدة أن أتقن ما أقوم بعمله خاصة وأنا أرى السرور والفرح ينتاب زوجي، ومكثت ساعات في المطبخ ولكن محاولتي الأولى ماتت يوم مولده، فأنا لم أتقن عمل كمية بسيطة تكفيني وزوجي فكيف إذاً بكمية لعشرة أشخاص أو أكثر بقليل، ثم إنني لا ألم بأساسيات الطبخ فقد وضعت الأرز على نار متوهجة وكمية الماء قليلة جداً حتى تعانقت حبات الأرز من بعد الفراق وأبت إلا الوصال، وأصبح وكأنه معد لكبار السن في دار العجزة الذين فقدوا أسنانهم وأضراسهم فهو للبلع أقرب منه للمضغ، ورأيت انكسار خاطر زوجي وذبول عينيه التي ما برحت تنظر إلى الأرض من شدة الخجل من الأصدقاء الذين فجعوا بهذا المصاب الأليم، فبعد الانتظار لم يجدوا إلا الدمار، وانتهت الضيافة وخرج الأصدقاء وقد ماتت على لسان كل واحد منهم كلمة عزاء يود لو قالها لزوجي على هذه الزوجة الماهرة.

وبكيت في تلك الليلة كأن لم أبك من قبل، بكيت على فشل، بكيت على عدم إتقاني لفن الطبخ الذي هو تاج تفتخر به كل زوجة ماهرة، والذي لم يكن يعني لي شيئاً قبل الزواج، بكيت بشدة على الموقف المؤسف المحرج الذي وضعت زوجي الحنون فيه.

بكيت على تحمله لي وحسن عشرته وصحبته والتي أقابلها بالخيبة والفشل.

بكيت إلى أن بزغ يوم جديد تفجرت في نفسي في ذلك اليوم موهبة جديدة اسمها فن الطبخ، فقد أصبح حديثي الدائم والذي لا ينتهي هو الطبخ وما هي أساسياته وكيفية إتقانه، ويوماً بعد يوم أصبحت أتقن مئات الطبخات والحلويات، وأصبح زوجي يستقبل أصدقاءه مرفوع الرأس وهو يسمع إطراءهم على طعامي اللذيذ.

ولكني تعلمت درساً لن أنساه... وأحب أن أحدث به كل فتاة على أبواب الزواج، وأنصحها بأن تتعلم أساسيات الطبخ وتتقن عمل الكثير من المأكولات؛ لأن هذا الأمر سيكون مهماً بالنسبة لها بعد الزواج، فإذا ما جاءها زوج حنون فإنها ستشعر بمدى الإساءة التي تسببها له، كيف تقابل إحسانه بإساءة؟، ,إن كان غير ذلك فستكون هذه بداية المشاحنات، فقد حدثتني إحدى القريبات بأن زوجها كان يترك البيت ويذهب إلى أحد المطاعم وهو ناقم عليها وعلى حالها، وكانت نظرته ترمقها دائما وهي تقول : "بأنك لا تستحقين لقب زوجة". وكان هذا الأمر يكدر عليها حياتها إلى أن أتقنت صنع الطعام، وقديماً قالوا: أقرب طريق إلى قلب الرجل هو معدته ...
مع تحيات زوجة ناصحة.
وأنا أقول: أيتها الأخوات:

1- إن أمر الطبخ واهتمام المرأة فيه أمر مهم؛لأن ذلك من أساسيات خدمة المرأة لزوجها.

2- لكن لا إفراط ولا تفريط، ما نسمعه من تضييع بعض النساء لجل أوقاتهن بين عجينة كيك وعجينة بيتزا هذا أمر غير صحيح .. لأن المرأة المسلمة عندها ما يشغلها غير الطبخ من صلاة وقراءة قرآن وتربية أبناء..

3- وبالمناسبة كانت أم المؤمنين صفية معروفة بإجادتها للطبخ، فهي طباخة ماهرة، ولذلك امتدحتها عائشة بذلك رضي الله عنها.

ومما يزيد في كسل المرأة وتهاونها في أمر الطبخ تدليل زوجها لها بموافقته الدائمة على شراء الطعام الجاهز وقت الولائم، فإن هذا يعود المرأة على الكسل وعدم الاهتمام بفن الطبخ، أما إذا أوكل الرجل للمرأة أمر الطبخ في بعض الولائم البسيطة وأجبرها على ذلك ـ من غير إضرار بها ـ فإن هذا في الحقيقة مصلحة لها، لأنه سيدفعها إلى أن تتعلم ما يمكن تعلمه في هذا الفن.

4– والأمر الأخير الذي نؤكد عليه أنه لا بد من تدريب البنت قبل زواجها على أمور الطبخ وتدبير شؤون المنزل.. ولعلي أختم هذه الطرفة بما قاله ذلك الزوج الذي تبرم من زوجته وكسلها وتهاونها؛ بل ومن بنات العصر اللاتي غلب عليهن التهاون .. فقال مناديا: (43)

يا فتــاة العصـــر قومي
وانــــهضي فالفجر لاح
اذكـــــري الله وصـــلي
واعــــــبديه بانشـــــراح
اخــلعــي بــــرد التواني
والبـــسي ثـــوب العمل
رتبي أعمــــال يومـــك
واحذري ســـوء الفشل
نـــــظفي ثم اجـــــــعلي
كـــــل شيء بانــتـــظــام
امســـــحي ثم اصــقلي
مـن زجــــاج ورخــــام
اغســــلي غسـلاً نظيفاً
أصـــلحي مـنه الممزق
واعتنـــي في الكي جداً
بــــعد هــــذا فــليطبق!
فــــصلي ثـــوباً وقيسي
طــرزي يا عاقـــــــــلة
هيـــئي طبـــخاً نــظيفاً
متــــقــــناً للــــــــعائلة
غــــــربلي قمحاً ونقي
واهرســي هرساً قوياً
وانـــخــــليه واعجنيه
واخـــبزي عيشاً هنيّا!
لاطفــــي الأهل جميعاً
اعطفــي نحو الأقارب
كل مــن يبدي ابتساماً
فهو ممـــدوح وغالب
مرضي المرضى بنصح
واجبري قلب الحزيــن
واسعفيهم بعــــــــــلاج
ثم بري اليـــــــــائسين
واحتـــــرام الزوج حتم
ليــــــــــــس فيه شائبة
لا تغيظـــــــــــيه وكفي
أو تسوء الــــــــــعاقبة
أبعـــــــديه عن ديـــون
عقــــــبها دومـــاً وخيم
اعـــــــذريه لا تكــــوني
مثــــل شـــــيطان رجيم!


اربطي فمك من أجل الرشاقة

في مجلس من مجالس "الثرثرة" قالت فلانة لجارتها: والله يا ( ..... ) "سمنت كثيراً" لا بد أن تنتبهي لنفسك....!!

وكأنها عندما سمعت هذه العبارة نقل لها خبر وفاة قريب لها .. فتكدر خاطرها .. وضاق صدرها، وتغير وجهها وجلست وهي تحمل هماً ثقيلاً بين قريناتها وسألتهن بقلق بالغ: أدركوني .. ما الحل؟ سمنت .. كيف أنحف؟

سؤال بليغ .. أجابت عليه الحاضرات بحماس شديد واهتمام بالغ، وإليكم أبرز الحلول التي ذكرت للمسكينة المعذبة...!!

1- التسجيل بأحد مراكز العلاج الطبيعي لعمل الرياضة بمختلف أنواعها: سباحة، جري، تمارين رياضية .. إلخ. وهذه الخطوة نصحها الجميع بالقيام بها، لأنها حسب زعمهن أساسية مع أي وسيلة أخرى كما أنها سهلة وجميلة حيث فيها ترفيه عن النفس بالخروج من البيت، كما أن تكاليفها لا تتعدى مئات الريالات شهرياً .. وهي وسيلة مريحة ورخيصة، وإن كانت نتائجها بمفردها بطيئة بعض الشئ..!!

2- اتباع نظام غذائي معين بحيث لا يتم أكل كثير من أنواع المواد الغذائية كالسكريات والنشويات .. إلخ. وهذه الخطوة أساسية وإن كانت شاقة فلا بد منها، وعليها أن تتحمل ـ في بادئ الأمر ـ صداع الرأس والإعياء الناجم عن ذلك .. !

وأشارت عليها إحداهن بالاستفراغ ـ أكرمكم الله ـ إن هي لم تتحمل تجنب الكثير من المأكولات فبإمكانها أن تأكل ما تريد وبعد الانتهاء تستفرغ ما أكلته.

3- تناول بعض أنواع الأعشاب وإن كان غالباً طعمها مراً وبلعها صعباً، فالمرارة الحقيقية في فقدان الرشاقة وصعوبة الحصول عليها ... !!

4- شفط الدهون من الجسم لدى أحد مراكز العلاج الطبيعي أو المستشفيات الخاصة للتخلص منها، وإن كانت العملية مكلفة مادياً بعض الشيء إلا أن هذا غير مهم فالمهم "الرشاقة".. !!

5- وضع بالون في المعدة عن طريق أحد المستشفيات لتشعر دوماً بالشبع فلا تأكل...!

وحذرها البعض من هذه العملية خوفاً من الأضرار الصحية في حين شجعها البعض على القيام بها، فرشاقتها لها ضريبة ولا بد أن تصبر على دفعها...!!

6- وهذه خطوة جديدة وهي "المضمونة" اربطي فمك (!!!) نعم ... ! اذهبي لإحدى العيادات الخاصة وادفعي ما يقارب الألف ريال حتى يربطوا فمك، ولا يصبح لك سوى فتحة صغيرة بالكاد تتمكنين خلالها من شرب السوائل فقط؛ بل وبالشفاط .. !! عندها لا تأكلين رغماً عن أنفك وتخفين خلال فترة زمنية قصيرة، وإن كان مظهرك خلال فترة ربط فمك سيكون شاذاً نوعاً ما، كما إن كلامك سيكون غير واضح ... ولكن لا بأس فالصبر مفتاح الفرج.. ستصبرين وتنالين .. وهذا مؤكد فكثيرات أقدمن على هذه الخطوة ونجحن فصرن من معشر الرشيقات.

7- وخطوة أخرى جديدة "خيطي نصف معدتك لتصبح بحجم معدة الطفل فلا تأكلين إلا قليلاً"...!!

هذه هي جميع الحلول التي قدمت للمسكينة وهذه تعليقاتهن القيمة، ولو دخلت المجلس ورأيت حماسهن وانفعالهن حين الحديث لحسبت أن الأمر أعظم من ذلك وأكبر .. وإذا به من أجل الرشاقة....!!

أكل هذا بحثاً عن "الجمال"؟ فكيف حال من يبحث عن السلامة والعافية من مرض ألم به؟ كيف حال من يدفع كل ما يملك ليحصل على طعام يسد جوعه؟ كيف حال من يعمل ليل نهار ليشتري علبة حليب لابنه الرضيع؟ كيف حال من يسافر بعيداً عن بلده وأهله ليجمع المال ويوفر العلاج؟ كيف؟ وكيف ... !!

الفراغ: هل هو الذي أوصل النساء لهذه المرحلة؟ أم حب المظاهر والتعلق بالدنيا؟ أم ماذا؟

* من المسؤول .. التربية، أم الإعلام، أم من ؟
* هلا تداركنا وضع نسائنا مع الرشاقة إبان ظهور طرق جديدة للحصول على الرشاقة تستولي على جل اهتمامهن وتأخذ حظاً وافراً من أوقاتهن ونصيباً كبيراً من أموالهن. (44)

أخيتي: إذا أردت الرشاقة فاتبعي ما يلي:

1- الحفاظ على الوصية النبوية: "ثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".
2- القيام بأعمال المنزل والاستغناء عن الخادمة ـ إن أمكن ـ وإلا فمعاونتها في أعمال البيت وعدم إسناد كل المهام لها.
3- الإكثار من صيام النافلة مع الملاحظة أن يكون قصدك طاعة الله تعالى.
أما مراكز العلاج الطبيعي ففري منها فرراك من الأسد، فإنك ستخرجين منها كما دخلت، ولن تكون هناك "رشاقة" إلا في حق حقيبتك.

وأما وضع البالون في جوفك فإني أحذرك أن "يتفرقع" داخلك.

وأما ربط فمك فأرجوك لا تفعلي فنحن بحاجة إلى كلماتك الصادقة الداعية إلى الخير، فإنك إن آثرت رشاقتك على الدعوة إلى الحق فقد تركت لأهل الباطل فرصتهم وأخرست صوت الحق بنفسك.


شر البلية ما يضحك !!

خلق الله عز وجل الإنسان في أحسن صوره، وجعله في أفضل هيئة، ودعاه إلى التزين والتجمل فقال: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) (45) وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال"(46).

وأباح ـ عز وجل ـ للنساء في أمور الزينة والتجمل ما لم يبحه للرجال؛ وذلك لكون غريزة حب التزين عند النساء أكبر منها عند الرجال، ولهذا أباح لهن الحرير والذهب وحرمهما على الرجال.

ومع مراعاة الإسلام لهذه الغريزة عند المرأة إلا أنه دعاها لضبطها بضوابط شرعية، فحدد لها حدوداً ينبغي عدم تجاوزها، وحرم أشياء يجب عدم انتهاكها، حرصاً من الشارع على كرامتها وحماية لها من كل ضرر في دينها أوعقلها أو نسلها أو مالها... وعندما تنفلت المرأة من هذه القيود والضوابط الشرعية فإنها تتردى في أودية تلك الغرائز والرغبات حتى تصل إلى حد السفه والحماقة..

ومن أمثلة هذا الانفلات ما قرأته عن الفتاة الأمريكية (كاثي ليوك) حيث استبدلت وجهها بوجه آخر ياباني حتى تستطيع أن تتزوج من الشاب الياباني الذي أحبته خلال إقامتها في اليابان، إلا أن أسرة الشاب الياباني رفضت أن تزوج ابنها إلا من إحدى اليابانيات.. وإزاء ذلك وحتى تستطيع (كاثي) أن تتزوج عشيقها ذهبت إلى أحد جراحي التجميل وطلبت منه أن يغير ملامح وجهها حتى تبدو كاليابانيات، فقام الطبيب بتعريض أنفها وتغيير شكل حاجبيها حتى تصبح عيونها ضيقة!! وبعد كل هذا رفضت الأسرة الزواج.

أما عن حبيبها فلم يعجبه وجهها "الأمريك ـ ياباني" وتركها وتزوج من فتاة يابانية، وأمام هذه الخيبة لجأت كاثي ليوك مرة أخرى لجراحة التجميل لاستعادة وجهها الأمريكي!

وهكذا يفعل الشيطان بأتباعه كما أخبرنا ربنا عز وجل عنه وهو يقول: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً). (47)

والحمد لله على نعمة الإسلام التي أخرجنا الله بها من الظلمات إلى النور، ومن هذا التخبط الشيطاني إلى الهدى الرباني. (48)


مسيار

استيقظت "هيلة" مفزوعة لأن موعد جارتها "أم علي" قد فات منه أكثر من نصف ساعة ...

لبست "هيلة" عباءتها، وخرجت نحو "أم علي" ولكنها نسيت شيئاً مهماً .. فهي خرجت دون أن تغسل وجهها وتمشط شعرها.. وما علمت المسكينة أن شكلها للجن أقرب منه للإنس!!

ضربت الباب بشدة، فيد للباب والأخرى للجرس.. وجاءت "أم علي" مذعورة، من الطارق ... من ... !

أم علي .. أم علي افتحي أنا "هيلة" عسى ما تأخرت، فتحت "أم علي" ودخلت "هيلة" بسرعة (تفوق سرعة الصوت) إلى مجلس النساء أخذت تصافحهن قائلة "صبحكم الله بالخير" .. والكل يرقب شكلها الموحش، والذي لا يعرف "هيلة" ظن أن الوجه اليابس والشعر الأشعث "موضة برشلونة الجديدة"!

جلست هيلتنا في أضيق مكان في المجلس! ولم تأبه بتململ من بجوارها.. ثم قطعت حيدثهن كالعادة قائلة: سمعتوا آخر خبر "سوبر" تطلقت وهالحين هي و "أبو إبراهيم" من محكمة إلى محكمة .. أنا شفتهم بعيوني .. الله يعينا يالحريم، "سوبر" ثالث واحدة تطلق هالشهر بعد "شما" و "أم نضال" الفلسطينية ... بس "شما" تستاهل لأنها مغرورة وتدلع .... والله ما تحسفت عليها .. إللي تحسفت عليها "أم سعد" الزينة يتزوج عليها زوجها .. الله يغربله..
عند ذلك لم تصبر "فاطمة" – المرأة التقية ـ على هذه الغيبة وكشف الأسرار والإرجاف فقالت:
حسبك يا هيلة .. اتقي الله .. كذب وافتراء وغيبة .. إلى متى؟ تدرين أن "سوبر" ما تطلقت ولا شيء .. زوجها بيكتب بيت باسمها ولازم تروح معه للمحكمة، وأنت شفتيهم في المحكمة وظنيتي ...!! و "شما" ما تطلقت، زوجها تزوج واحد ثانية و"شما" هي خاطبتها .. و"أم سعد" مبسوطة ومرتاحة.. ولا أعدل من زوجها .. ثم يا أخواتي الفاضلات .. ودنا نغير مجالسنا من غيبة ونميمة وكذب وتجسس إلى تناصح وتذكير وسوالف تنفع...
خجلت "هيلة" وانسلت من بين النساء إلى بيتها .. تتمنى أن تبتلعها الأرض.(49)

مقامة للمتزوجين فقط

قالت: حدثتني صديقتي هيام بنت هشام عن زوج همام، ليس له مثيل في الأنام، حدثتني تشكو قسوة الأيام، مع زوجها البطل؛ إذ حتى في شهر العسل، عرفت طعم البصل !! تصحو لكي تنام، على شخير بانتظام .. لا كلمة لطيفة، ولا لمسة حصيفة ... بل أحاديث عن زوجة الجيران .. يقول عنها : هي في المطبخ أروع من فنان يدها تدر ذهباً فهي تخيط في الشهر مائة (فستان)..

وبعد أن ينام، يسمعها عزفاً منفرداً من الشخير والكوابيس والأحلام .. لن أطيل في الكلام .. فشرحه يطول، وزوجها البطل، يصول أو يجول .. حاله واحد لا يحول ولا يزول..

وبعد سنين عديدة .. تعودت هيام، وصارت تتحمل المصاعب والآلام .. تعمل في النهار موظفة في المطار!! تفتش الجويب وتكشف العيوب .. وفي البيت تعمل مربية قديرة .. لأحمد ومنيرة .. ولسعود ثم الصغيرة.. أعباؤها كثيرة .. وزوجها المتيم بالنوم .. دائماً يلقي عليها اللوم . .إن أخطأ الصغير فذنبها كبير، لم تحسن التهذيب، بل تحتاج إلى تأديب .. وإن تأخر الطعام فيوم الساعة قد قام.. فالجوع كافر .. يجعله يصهل كحصان ولكن بلا حافر!!

وفي المساء يريدها كالعاشق الملهوف .. ترتدي الحرير، وتنثر العطور، وتلبس الشفوف، ومن حلو الكلام تتقن الصنوف، وإن قضت الضرورة تدق بالدفوف!!

وبسرعة كبيرة يبدأ عزفه المعتاد.. في نفس الوقت والميعاد !!! وفي آخر الشهر تذوق ألوان القهر ... راتبها كله لجيوبه !! وعليها أن تضحي وتخفي كل عيوبه .. هكذا المرأة الصالحة تكون ، يقولها بصوت حنون !! ثم يربت على جيبها وهو ممنون.
ويهمس في لحظة غرور مثيرة: تستحقين الخير يا أميرة، أنت بزوج عظيم مثلي جديرة! (5)
قد ذكرت هذه المرأة عدة أمور:
1- مسألة الشخير وقد وجد الطب لها علاجاً.
2- الاعتقاد الخاطئ عند بعض الرجال أن تربية الأبناء من مسؤولية الأم، ولذلك يحملها وزر انحرافهم وسوء أدبهم.
3- يريدها في المساء كالعاشق الملهوف وقد كدها في النهار كداً، مصادرة للرحمة التي وضعها لله بين الزوجين: (وجعل بينكم مودة ورحمة). (51)
4- الاستيلاء على الراتب، والتضييق على الزوجة من أجل الاستحواذ عليه، وهذا ظلم، وأخذ للمال بالباطل: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل). (52)
وقال صلى الله عليه وسلم : "إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى". (53)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3oloum.7olm.org
 
كشكول الأسرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتـــــيب الأسرة
» فكرة لتربية الأسرة 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات آي ميس يو :: المنتدى الأسري :: الحياة الاسرية :: الحياة الأسرية-
انتقل الى: