الأطفال يسألون
سلسة من الأسئلة
عزيزي الأب عزيزتي الأم:
أنت تعاني في صلتك الممتعة و الحساسة بشريكك الصغير جملة من الصعوبات وعلى رأسها تلك التي تفرزها أسئلته المتعلقة بالدين.
من أجل تلك العيون البريئة التي تسأل دائماً عن كل ما يجول في أفكارهم من خيالات أقدم هذه الأسئلة ومعها الأجوبة لأطفال عجزنا أحياناً أن نرد عليهم وأحياناً صمتنا لأننا ربما نحن أحياناً لا نعرف الإجابة.
السؤال الأول
أين الله ؟
سأل ماهروهوابن السبع سنوات أمه يوماً : هل يرانا الله الآن يا أمي ؟
قالت الأم : نعم
قال ماهر : وهو في حيرة ودهشة وهل يرى كل الناس؟
قالت الأم : نعم يرى كل الناس
قاطعها ماهر قائلاً أقصد الآن الآن في هذه الدقيقة يرانا نحن ويرى أبي ويرى جدي ويرى رفاقي كل واحد في بيته ؟
قالت الأم : نعم يرى كل هؤلاء
قال ماهر كيف يرى كل هذا؟ أين يكون ؟
أدركت الأم أن الصغير يسأل نفسه الأسئلة التالية :كيف يكون الله في كل مكان في الوقت نفسه وهمت لتقول له أنت تعرف أن الله على كل شيء قدير ولكنها أدركت أن هذا لن يؤدي الغرض المطلوب وأن عليها اللجوء إلى المثال التالي فقالت:
انظر إلى السماء.......إنها هنا وفي المدرسة وفي الشارع وفي الحديقة وفي كل مكان ......أليس كذلك ؟
فقال ماهر نعم وفي بيت جدي واواوا
فقالت الأم حسناً فنحن أينما كنا نستطيع أن نرى السماء.
والآن فكر معي ....... لو كان للسماء عينان أفلا تستطيع أن ترانا كلنا ؟
فبدت الدهشة على ماهر ثم تبسم قائلاً للسماء عينان .....كبيرتان.....
أعجبت الأم بربط الصغير رؤية الناس جميعاً للسماء بكونها واسعة وشجعها ذلك على المضي في شرحها فهي الآن تثق أنها قد وفقت في اختيار المثال وأن الصغير في طريقه إلى التخلص من الإشكال الذي يربكه
فتابعت قائلة: والله أعظم من السماء و أكبر فهو في كل مكان ويرى كل شيء .
فتبسم ماهر قائلاً : ويسمع كل شيء و يعرف كل شيء لأنه معنا دائماً أينما كنا.
وهنا بدأت أمه تقص عليه قصة الأطفال الثلاثة الذي طلب منهم المعلم أن يأخذ كل واحد طير ويذبحه في مكان لا يراه فيه أحد فجاء الثلاثة في اليوم التالي فاستغرب المعلم من الطفل الثالث لأنه جاء ومعه الطائر وهو حي فسأله المعلم لماذا لم تذبح الطائر يا بني مثل رفاقك فأجابه الطفل بحثت في كل الأماكن كي أذبح الطائر ولكني لم أجد مكان إلا وكان الله معي فقال المعلم بوركت يا ولدي فهذا ما كنت أقصده من وراء هذه القصة .
فابتسم ماهر في وجه أمه وردد ما علمته بالأمس
الله شاهدي الله ناظري الله معي
فقالت له أمه نعم يا بني يراك في كل مكان فقاطعها ماهر لكننا لا نستطيع أن نراه بل نحس به فقالت له أمه أحسنت يا ولدي وانتهى الحديث بينهما عند هذا الحد
السؤال الثاني
لماذا لا نرى الله ؟
سأل ماجد أباه يوماً أبي لماذا لا نرى الله ؟
تفاجاء الأب من سؤال ابنه وهو في عمر خمسة سنوات
فكرر ماجد سؤاله لماذا لا نرى الله ؟
فقال له أباه لأنه لا يُرى.....
فقال ماجد :إننا الآن نستطيع أن نرى كل شيء ؟
فقال الأب : من قال إننا نستطيع أن نرى كل شيء؟
قال ماجد مستغربا لا نستطيع ؟؟؟
فقال الأب : هناك أشياء كثيرة من حولنا لا نستطيع أن نراها .
فقال ماجد : وكيف نعرف أنها حولنا إذا كنا لا نراها ؟؟
فقال له الأب : قد نسمع صوتها أو نلمسها أو نشمها أو نرى بعض آثارها.... لكننا لا نراها بأعيننا هل ترى الهواء؟
قال ماجد: لا
قال الأب : لكنه حولك في كل مكان ولا تستطيع أن تقول إنه ليس هناك هواء
فقال ماجد : نعم ها أنا ذا أتنفسه
قال الأب : انظر إلى المدفأة تنشر الحرارة هل ترى الحرارة
قال ماجد : أرى النار
قال الأب : لا أسألك عن النار ...أسألك عن الدفء الذي أعطته النار ليديك هل ترى الدفء
قال ماجد وهو يضع كفيه على خده إنه في يدي ولا أستطيع أن أراه
فقال الأب: فهناك إذن أشياء كثيرة لا نستطيع أن نراها
فقال ماجد : والله هكذا ؟
فقال ماجد : لكننا نستطيع أن نراه في الجنة مثلما قالت لي أمي
قال له الأب نعم في الجنة نستطيع أن نحصل على ما نريد فإذا أردنا أن نرى الله رأيناه يا ولدي
ابتسم ماجد و قال اللهم أدخلنا الجنة
السؤال الثالث
لماذا نقول الحمد لله رب العالمين؟
قالت آية بنت الست سنوات بعد أن وضعت كأس اللبن الفارغة على الطاولة : الحمد لله رب العالمين....
ثم التفتت إلى أمها قائلا أمي لماذا نقول الحمد لله رب العالمين؟
قالت لها الأم إذا أعطيتك لعبة أو حلوى ماذا تقولين ؟
قالت آية : أقول شكراً
فقالت أمها : والله خلق البقرة التي أعطتنا الحليب وخلق أباك الذي اشتراه فماذا عليك أن تقولي لله ؟
قالت آية أقول شكراً
قالت لها أمها حسناً الحمد لله تعني شكراً لك يا رب
قالت آية : وماذا تعني رب العالمين؟
قالت الأم : تعني رب الناس كلهم ربنا وهو الله سبحانه و تعالى
قالت آية : ولماذا هو ربنا ؟
أجابت الأم لأنه خلقنا و خلق كل شيء في هذه الدنيا وجعل فيها كل شيء منظم وجميل
قالت آية : أنا أحب الله كثيراً يا أمي و أحبك أيضاً
السؤال الرابع
هل إذا صعدنا إلى السماء في مركبة فضائية نرى الله؟
عادت نور من المدرسة وهي ابنة التسع سنوات إلى البيت حزينة نظرت إليها أمها وسألتها ماذا بك يا نور أجابتها سألتني اليوم صديقتي ندى سؤال لم أعرف إجابته
قالت لها أمها وما هو السؤال يا نور؟
قالت نور: سألتني هل إذا صعدنا إلى السماء بمركبة فضائية نستطيع أن نرى الله؟
أجابتها أمها حسناً بدلي ثيابك الآن وعند المساء أجيبك على هذا السؤال
وعندما جاء المساء جلست الأم مع نور وبدأت بالحديث معها حسناً يا نور : قلت لك البارحة عيوننا لا تستطيع رؤية الله سبحانه وتعالى فهناك أشياء كثيرة لا نستطيع رؤيتها مثل الخوف والجوع والبرد...لا نراها بأعيننا ولكننا نحس بها في قلوبنا
اسمعي يا نور لقد خلقنا الله في هذه الأرض وجعل أجسادنا مناسبة لها حتى أننا لا نستطيع الحياة خارج هذا الغلاف الجوي المحيط بالأرض قاطعتها نور قائلة نعم الكرة الأرضية التي تشبه البرتقالة
قالت الأم نعم وأنت تعرفي أن رواد الفضاء يلبسون سترات واقية كاملة مجهزة بعشرات الآلات لتحمي أجسادهم عندما يغادرون المركبة الفضائية ليسبحوا في الفضاء أو لينزلوا على سطح أحد الكواكب فحواسنا مخلوقة لهذا العالم الضيق المحدود ولذلك لا تستطيع عيوننا أن ترى الله ولا تستطيع أذننا أن تسمعه بل نفهم كلام الله بقلوبنا.
فاجأتها نور بسؤال آخر لأمها
قالت نور: أمي ما شكل الله ؟ أعني هل هو رجل؟
قات الأم : لا أحد يعرف ما شكله
قالت نور مقاطعة أمها ولكن المعلمة قالت لنا إنه نور يعني لست أنا؟
أجابتها يا ابنتي لا أحد يعرف....لم يره أحد قط ....كيف لنا أن نعرف
قالت نور طيب هل له أب أو أم ؟
قالت لها أمها لا إنه قديم جداً فبدا الأسى على وجه الصغيرة وقالت كيف كان الناس بلا آباء وأمهات؟
قالت الأم : لا الله وحده فقط كذلك وهو الذي خلق الناس وقبل أن يخلق الأولاد خلق لهم آباء وأمهات
وكررت الأم عندما جاء أول طفل إلى الدنيا رأى أن الله قد كان قبله ولما سأل أمه هل تعرفين متى كان الله قالت أمه لا أعرف لقد كان قبل أن أولد....
قالت نور : طيب ألم تسألي أمك أنت ؟
قالت الأم : بلى سألتها فقالت أيضاً لقد كان قبل أن أولد
وحتى الآن لا نعرف متى كان الله .
فابتسمت نور في وجه أمها وقالت لها شكراً يا أجمل أم في الدنيا.
السؤال الخامس
لماذا جعل الله هناك كفاراً؟
سأل عبد الله وهو ابن التسع سنين أباه يوماً أبي لماذا خلق الله الكافرين؟
قال الأب: حسناً سأشرح لك في أول العام الدراسي يشتري الطلاب كلهم دفاتر جديدة وقبل أن يستعملوها تكون متماثلة فكلها بيضاء صفحاتها نظيفة أليس كذلك...
هز عبد الله رأسه بنعم
فتابع الأب : وعندما ينتهي الفصل الدراسي وتجمع المعلمة الدفاتر لتضع الدرجات هل تكون الدرجات متساوية؟
قال عبد الله لا هناك من ينال عشرة درجات وهناك من ينال سبعة وهناك من ينال خمسة وذات مرة وضعت المعلمة لأحمد صفر لأنه لم يكتب إلا بضع صفحات وكلها أخطاء ودائماً دفتره قذر وغلافه ممزق
قال الأب : اسمع يا ولدي عندما يولد الناس يكونون متماثلين كالدفاتر فليس هناك مؤمن وكافر ويمنحهم الله جميعاً العقل لكي يعرفوا الخطأ و الصواب ويجعل الكبار منهم آباء وأمهاتهم لكي يرشدوا الصغار ويبينوا لهم الصواب كما يرسل إليهم الرسل ليعلموهم ما لا يستطيعون معرفته بأنفسهم إنه ربهم كلهم و يحبهم كلهم و يريد أن يكونوا كلهم مؤمنين و أن يدخلوا الجنة كما تريد المعلمة أن تكون كل الدفاتر جيدة ...ألا تريد المعلمة ذلك؟
قال عبد الله :طبعاً...تتمنى ذلك وتفرح به كثيراً
قال الأب :كذلك الكافر خلقه الله مثل غيره نظيفاً نقياً فلم يستعمل عقله للتفكير ولم يستفد من نصائح العقلاء المؤمنين ولم يستمع إلى الأنبياء و الرسل ولم يفعل ما أمره الله به فهو مثل أحمد وسوف ينال يوم القيامة صفراً
شكر عبد الله أباه كثيراً على هذه المعلومات القيمة.
السؤال السادس
لماذا خلق الله الشيطان ؟
سأل حازم وهو ابن الثماني سنوات لماذا خلق الله الشيطان أليس هو من يجعلنا نرتكب الأخطاء؟
قالت الأم ليس تماماً......
قال حازم كيف ؟من الذي يجعلنا أن نرتكب الأخطاء ؟أليس الشيطان؟
قالت الأم : الشيطان يا ولدي مثل الرفيق السيئ ...مثل الفكرة السيئة التي تخطر ببالك يقول لك مثلاً : دعنا من الصلاة الآن قم بنا نلعب ....لا أحد يرانا
فإن أطعته خسرت و إن عصيته ربحت
قال حازم لماذا خلقه الله إذن ؟ لو أنه لم يخلقه لما أخطأ أحد و لدخلنا جميعاً الجنة
قالت الأم ليس الأمر كذلك .......أرأيت مثلاً لو أن هناك عاصفة شديدة وقام رجل فوقف على قمة جبل شاهق فدفعته الرياح فسقط ومات أنقول لو أن الله لم يخلق الجبل والعاصفة والموت لما سقط الرجل ومات ؟؟
ضحك حازم وقال لا
تابعت الأم كان على الرجل أن يفكر ليحفظ نفسه أليس كذلك ؟ يا بني هناك دائماً خير و شر و الشيطان يحبب إلينا الشر ويغرينا بفعله مثل الرفيق السيىء تماماً وعلينا أن نفكر في تصرفاتنا جيداً ولا نصغي إلى وسوسته
قال حازم : كيف ؟
قالت الأم : هل تعرف ما هو السلاح الفتاك الذي يقضي فوراً على الشيطان ؟
قال حازم : ما هو يا أمي ؟
كلما أردت القيام بعمل مهما كان اسأل نفسك : هل هذا العمل حلال يحبه الله أم هو حرام يبغضه الله ؟
فإن وجدته حلالاً طيباً و صائباً فعلته وإن وجدته حراماً أي سيء ً خاطئاً تركته
قاطعها حازم وقال : وإذا نسيت أن أسأل نفسي هذا السؤال ؟
قالت الأم فلماذا إذن فرض الله علينا أن نصلي خمس مرات في اليوم ؟
لأن الصلاة تذكرنا كل بضع ساعات أن علينا أن نفعل الخير و الصواب ونتجنب الشر و السوء
فهي يا عزيزي مثل المنبه يدق خمس مرات في اليوم وفي كل مرة يقول : افعل الخير واجتنب الشر و هكذا يبقى المؤمن يقظاً ولا يلتفت إلى وسوسة الشيطان ولا يؤثر فيه إغرائه بالسوء و الضلال
قالت الأم ادعوا الله دائماً أن يبعد عنك وسوسة الشيطان يا ولدي
تبسم حازم وقال حسناً سأفعل.
السؤال السابع
لماذا ينبغي أن نطيع الله ؟
انفردت جود بأباها يوماً وقالت له أبي أريد أن أسألك سؤال فحملها أباها و وضعها في أحضانه وقال هاتي ما عندك يا حبيبتي
قالت جود : ....أعرف أنه علينا أن نطيع الله و أنا أحب أن أفعل ذلك ولكن ...لم َ علينا أن نطيعه ؟
قال الأب : لماذا على الأبناء أن يطيعوا أمهاتهم و آبائهم؟
قالت جود : لأن آراء الآباء والأمهات أكثر صواباً من آراء الصغار ....ولأنهم يريدون لأبنائهم ما هو الأفضل..
قال الأب : والآن لو سألنا أنفسنا ماذا إذا لم يطع الأبناء آبائهم طبعاً ستكون هناك فوضى ويضطرب نظام البيت وقد يمرض الأولاد وربما يجوعون ويقضون الوقت باللعب والشجار ولن يدرسوا ولن يناموا ولن يستطيعوا شراء شيء لأن آبائهم لا يعطونهم المال و حتى لا يكون هذا فعلينا أن نطيع أهلنا وننفذ ما يطلبون منا كذلك علينا أن نطيع الله لأنه يحبنا ويريد لنا الخير و لأنه هو من أقام هذه الدنيا ونظم شؤنها ووضع قوانينها فهو أعلم بالطريقة المناسبة فيها
وقد علمونا الأنبياء و الرسل كيف نتصرف ليكون كل شيء على صواب وحق وتكون الأمور كلها على ما يرام .
فإن لم نفعل ذلك اضطرب نظام الدنيا وفسد وأصابنا من ذلك الأذى و الضرر
قالت جود : لكن لماذا يعذب الله من لا يطيعه ؟
قال الأب : لأن من يطيع الله يكون عادلاً محسناً ومن لا يطيعه يكون شريراً ظالماً و الشرير الظالم يضر الناس ويسيء إليهم ولا بد أن ينال جزائه
ثم إن الله لا يعذب إلا السيئين جداً الذين يفسدون حيثما كانوا ويؤذون الصالحين ويقتلون الأبرياء ويسيؤن إلى كل شيء طيب وجميل في هذه الدنيا .
وكما أن الطالب المجد يكافأ و الطالب المهمل يعاقب
فالإنسان الصالح يجب أن يكافأ و السيىء ينبغي أن يعاقب
وتلك هي عدالة الله .
السؤال الثامن
لماذا مات جدي ؟
قال عبيدة ابن الست سنوات أبي لماذا مات جدي ؟
قال الأب : لقد تخرب جسده
قال عبيدة : ولماذا تخرب جسده ؟
قال الأب : لأنه قدم ....فهو يستعمله منذ ثمانين عام
قال عبيدة : وفيم كان يستعمله ؟
قال الأب في كل شيء ..وكلنا نستعمل أجسادنا فنحن نستعمل أعيننا لنقرأ ولنشاهد التلفاز فقاطعه عبيدة وقال نعم و نستخدم أرجلنا للمشي أيضاً
قال الأب أحسنت وماذا نفعل بأيدينا قال نأكل و نشرب ونكتب ونلبس الحذاء
قال الأب هذا صحيح وقد ظلت يدا جدك ورجلا و عيناه وقلبه وجسده كله يعمل ثمانين عاماً لذا قدم و تخرب.
قال عبيدة : لقد رأيت في التلفاز شهيداً صغيراً قد قتل... فكيف تخرب جسده وهو لم يستعمله طويلاً ؟
قال الأب : لقد ضربه الإسرائيليون بالرصاص فتخرب جسده و استشهد
قال عبيدة : وإذا لم يستعمل الإنسان أعضاءه ولم يقتله الإسرائيليون هل يبقى حياً ؟
قال الأب : لا يمكن لأحد ألا يستعمل جسده هل تستطيع ألا تأكل ولا تتنفس وألا تمشي ؟
إن جسد الإنسان كالآلة يصبح قديماً ثم يتوقف عن العمل بعد زمن معين
قال عبيدة : ولكن كيف يعيش جدي في الجنة وقد تخرب جسده ؟؟
قال الأب : يعطيه الله في الجنة جسداً آخر
قال عبيدة : وإذا تخرب مرة أخرى
قال الأب : يا حبيبي ألم أقل لك في الجنة لا يتخرب شيء ولو استعمل مئات السنين وأكثر من ذلك بكثير فهناك الناس لا يموتون أبداً
قال عبيدة : إذن الجنة أفضل من هنا
قال الأب : نعم فهناك يعيش الناس طويلاً ولا تنخرب أجسادهم أبداً و يفعلون ما يشاءون
وانتهى الحديث بينهما عند هذا الحد
السؤال التاسع
ماذا سوف تفعل جدتي في القبر؟
كانت راما ابنة العشر سنين كالحة الوجه بعد وفاة جدتها وقد مضى على وفاتها أسبوع فاقتربت من أمها وسألتها
قالت راما: أمي كيف تكون جدتي الآن ؟
قالت الأم : جدتك الآن يا راما تحيا حياة أخرى ولأنها كانت مؤمنة و صالحة فهي إن شاء الله في طمأنينة وسلام
قالت راما : كيف تحيا في طمأنينة و سلام وهي في هذا المكان الضيق
قالت الأم : تقصدين القبر ؟
قالت راما ؟ نعم
قالت الأم ؟ جدتك ليست في القبر يا راما
استغربت راما وقالت : ولكني رأيتهم يضعونها في القبر بعيني
قالت الأم : لقد رأيت يضعون جسدها في القبر بعد أن غادرته هي
وتابعت قائلة : اسمعي يا راما أجسادنا هذه أغلفة أحاطنا الله بها لكي نتمكن من العيش في هذه الحياة الدنيا ...إنها مثل ألبسة رواد الفضاء التي تعد لكي تمكنهم من البقاء في الفضاء الخارجي فيرتدونها وهم هناك فإذا انتهت مهمتهم خلعوها
استغربت راما من هذا الكلام وكان في عينيها شيء من الانزعاج
قالت الأم : اسمعي سأشرح لك أكثر
لنفرض يا عزيزتي أنك أردت الانتقال عبر نهر عريض إلى الضفة الأخرى فماذا تفعلين
قالت راما : نهر عريض ...؟ لا ينفع أن أسبح إذاً ...سوف أستقل سفينة أو قارب
قالت الأم : سوف تحتاجين وسيلة للعبور
قالت راما : طبعاً
قالت الأم : حسناً و الآن وصل بك القارب إلى الضفة الأخرى ونزلت ماذا تفعلين بالقارب ؟
قالت راما : هل هو لي ؟
قالت الأم : ليس مهماً لنفرض أنه لك
قالت راما : تربط القوارب عادةً إلى شجرة أو إلى صخرة لكي تستخدم في رحلة العودة
قالت الأم : وإذا كنت لن ترجعي أبداً ؟
قالت راما : أبيعه أو أقدمه لصياد فقير أو أتركه يذهب في الماء
قالت الأم : أجل لأنه لم يعد يلزمك إذاً القارب الآن انتهت مهمته تماماً فتركته وكذلك جسد الإنسان ليس له وسيلة تمكنه من عبور الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة فإذا وصل صاحبه إلى الدار الآخرة انتهت مهمته ولم يعد لصاحبه علاقة به تماماً كما انتهت مهمة القارب عندما انتقلت إلى الضفة الأخرى
قالت راما : يعني مثل القميص إذا كنت أرتديه وخلعته
قات الأم : نعم يا عزيزتي
السؤال العاشر
لماذا يعاقبنا الله ؟
سألت نور وهي ابنة السبع سنوات جدها يوماً : جدي هل يعاقب الله الأطفال؟ لا أعني نفسي بل أعني الصغار
قال الجد : الله يا نور لا يعاقب إلا من يعرف الخطأ و الصواب هل رأيت القطة مثلاً إذا كسرت الإبريق هل نقوم بمعاقبتها
قالت نور: لا يا جدي
قال الجد : كذلك الله لا يعاقب الذين ليس لديهم عقل
قالت نور : طيب لماذا خلق الله لنا العقل ؟
قال الجد: لنبني العمارات و المدارس و نخترع الطائرات والسيارات ونزرع الأرض و نربي الأطفال و نعلمهم ولو لم يخلق الله لنا العقل لما استطعنا أن نفعل شيء من هذا .
السؤال الحادي عشر
ماذا تعني بسم الله الرحمن الرحيم ؟
سأل محمد أباه يوماً : أبي لماذا يجب علينا أن نقول دائماً قبل قراءة القرآن بسم الله الرحمن الرحيم و قبل الطعام أيضاً ؟
قال الأب : يجب علينا ذلك يابني لأن الله سبحانه و تعالى يريدنا أن نقرأ قراءة صحيحة كما يريد هو ولكي ننتبه جيداً ونفهم ما نقرأ ونفعل ما يعلمنا الله في الآيات التي نقرؤها
قال محمد : طيب وقبل الطعام ؟
قال الأب : لنتذكر أن نأكل كما يريد الله .......فقاطعه الصغير نعم تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما خاطب الغلام
قال الأب: وما الغلام ؟
قال محمد: الغلام تعني الولد
قال الأب : هيا أسمعنا
قال محمد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا غلام سم الله و كل بيمينك و كل مما يليك )
قال الأب : أي قل بسم الله و كل بيدك اليمنى وكل من الطعام الذي أمامك
السؤال الثاني عشر
ما معنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
سأل يوسف وهو ابن ثماني سنوات أباه : هل محمد نبي أم هو رسول ؟
قال الأب :هو نبي و رسول
قال يوسف : له اسمان ؟
قال الأب : ليسا اسمان أنت يقال لك يوسف و يقال عنك تلميذ
قال يوسف: و لماذا نقول رسول الله ؟
قال الأب :لأن الله أرسله
قال يوسف : وما معنى أرسله ؟
قال الأب : إذا قلت لك اذهب إلى الشرفة و جاءت أمك فلم تجدك هنا و سألتني أين يسوف ؟ فسوف أقول لها أرسلته إلى الشرفة
قال يوسف : تعني بعثت بي
قال الأب :هذا صحيح و الرسول هو نبي ولكن الله بعث به إلى الناس ليعلمهم كيف يكونون صالحين
قال يوسف : ولماذا نقول صلى الله عليه وسلم ؟
قال الأب : لقد علمنا رسول الله كيف نكون مسلمين صالحين ولذلك فنحن نحبه و ندعو الله له : يا رب صل و سلم على محمد أي يا رب ارحمه و اجعله دائماً في سلام و أمن .
السؤال الثالث عشر
لماذا بطنك منتفخ يا أمي ؟
سألت شهد وهي ابنة السبع سنوات أمها : أمي لماذا بطنك منتفخ هكذا كأنك تضعين به بالون ؟
قالت الأم : ألا تريدي لك أخ صغير تلعبين معه ؟
قالت شهد : نعم أريد
قالت الأم: عندي لك ما تريدي قاطعتها شهد أين هو ؟
قالت الأم :إنه هنا وهي تشير إلى بطنها مبتسمة فاندهشت شهد و قالت : وما اسمه ؟
قالت الأم : سأسميه إن شاء الله أحمد
قالت شهد: ولماذا تضعيه هنا ؟
قالت الأم : لست أنا من وضعه هنا
قالت شهد : من إذاً؟
قالت الأم : الله فقاطعتها شهد وقالت ولماذا لم يضعه الله في السرير ؟
قالت الأم : لأنه صغير جداً جداً
قالت شهد : مثل القطة ؟؟؟
قالت الأم : أصغر بكثير وتناولت الأم قلماً ووضعت على كفها نقطة صغيرة وقالت لها مثل هذه النقطة أرأيت لو وضعناه في السرير لضاع ولم نجده ولذلك وضعته في بطني ريثما يكبر قليلاً
قالت شهد : طيب أخرجيه الآن
قالت الأم : سوف يخرج قريباً
قالت شهد كيف يخرج من بطنك ؟
قالت الأم : عندما يحين موعد خروجه سوف يضغط على بطني بقوة بقوة و سوف تساعده الطبيبة و عند ذلك تنفتح فتحة صغيرة في أسفل بطني فيخرج منها
قالت شهد : هل يؤلمك ذلك ؟
قالت الأم : قليلاً ولكن سوف أنسى هذا الألم لأنني سأكون سعيدة بأحمد
قالت شهد : و من أين جاء إلى بطنك ؟
قالت الأم : إنه في بطني منذ أن كنت صغيرة و كل بنت في داخلها بذور مثل التفاحة وحبة العنب و البرتقالة وهذه البذور تصبح فيما بعد أطفالاً
قالت شهد : هل أن في داخلي بذور ؟ وهل ستصبح أطفالاً الآن ؟
قالت الأم : لا فأنت الآن صغيرة ولا يتسع بطنك للولد ولن تستطيعي العناية به ثم إن الأطفال يحتاجون إلى أم و أب قاطعتها شهد يوجد أبي يمكن أن يصبح أبوهم؟
قالت الأم : أبوك زوجي والأطفال التي سوف تنجبيهم عندما تتزوجي سوف يكون أباك جدهم
اسمعي يا شهد لا يأتي الطفل حتى تتزوج أمه بأبيه و يكون لهما بيت خاص يسكنان فيه معاً فيأكلان معاً و ينامان معاً و يتنزهان معاً وهكذا تكون أسرة أب و أم وبيت وعند ذلك يأذن الله أن يأتي الولد
قالت شهد: حسناً يا أمي لقد فهمت و أرجو أن يأتي أحمد قريباً جداً