أنا العبد الذى سترت عليه ...صحائف لم يخف فيه الرقيبا.. أنا الغدار كم عاهدت عهدا.. وكنت على الوفاء به كذوبا قصص حقيقية فهل من معتبر
أخي صابر
إخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنها قصة من واقع حياتي لا من محض الخيال قصة أخي صابر شاب فى مقتبل العمر جميل الوجه والهيئة تعرفت عليه في المسجد صاحب ابتسامة لا تفارقه أبداًً كان أول من يدخل المسجد وأخر من يخرج يسعى إلى طاعة الله فى أى مكان يعشق صلاة الفجر والصيام كان يبحث عن أخت تعينه على طاعة الله ويمزح معنا بحياء قابلته ذات يوم فقال إننى غدا سأصبح صائما إن شاء الله الاثنين ،وسأذهب إلى زيارة القبور يوم الجمعة وبالفعل صلى معنا الفجر,وقال الأذكار ,وأصبح صائما سعيدا مسرورا.بعد صلاة العصر قال لي :سأذهب كي أمارس رياضة كرة القدم حتى أذان المغرب. وذهب حيث مكان اللعب, وأثناء اللعب وقع صابر على رأسه حاولنا أن نتحدث إليه فلم نفلح لم يتكلم لم يرد ...ننادى ونقول صابر صابر فلم يجيب.أسرعنا به إلى المستشفى ...كشف عليه الدكتور وقال ادعوا له . لقد دخل في غيبوبة.سبحان الله ما الذي حدث...فلا نملك إلا الدعاء لصابر وأثناء الغيبوبة
يرتل صابر آيات من كتاب الله..ثم يفارق الحياة يوم الجمعة..ذلك اليوم الذي كان سيذهب فيه إلى زيارة القبور ولكنه لم يكن زائرا بل كان من أهلها أنزلناه فى قبره يوم الجمعة وبكت عليه القلوب قبل أن تبكى العيون وعدنا إلى بيوتنا, وذهبنا فى اليوم التالى إلى صلاة الفجر لكننا لم نجده معنا بكى الجميع عليه فى الصلاة. بعد أيام يدخل علينا طفل المسجد ننادى عليه ونقول من أنت فيقول أنا أخو صابر يبكى عليه الجميع ونتذكر ابتسامته وأدبه معنا والله إنها قصة حقيقية ولعلها من حسن الخاتمة لأخي صابر ...
صليت معه صلاة المغرب
كنت مسافرا ليلة الأربعاء إلى قريتي الصغيرة التي تبعد عن مقر عملي ... فما إن وصلت حتى رأيت تجمعا وأناس تذهب وأناس تأتي... عند احد المجاورين إلى قريتنا... وما إن وصلت حتى نقل إليَّ نبأ وفاته... رحمه الله ثم قمنا بالعزاء ... وجاءت صلاة الجمعة لينطلق الخطيب بكلمات تبكي عيون الموحدين عن حقيقة الدنيا وزيفها وعن من شغل بها عن ذكر ربه ثم قال أيها الأخوة توفي ليلة الثلاثاء واحد من جماعة هذا المسجد الذي نشهد بالله أنه كان من المحافظين على الصلاة جماعة وكان من السباقين إلى الصلاة ... ورجال الخير ( رحمه الله (إنه أخيكم ( فلان بن فلان(وقد طلب مني أبناءه أن أعلن بين يديكم من كان له عليه دين أو شيء من أمور الدنيا فهم مستعدون بالسداد كل ما عليه أن يتوجه إليهم فقط وأرتفع النشيج وظهر البكاء ... وزاد ذلك عندما بدأ الإمام في قراءة ) يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين .... الآيات من البقرة )
انتهت الصلاة ... ولكن الأنفس لم تنته من حب الدنيا وطول الأمل حملت حقيبتي وعدت إلى مقر عملي ليلة الجمعة... وصليت المغرب في جامع الحي ... وصلى معنا أحد أعضاء المسجد الذين ما دخلت إلى صلاة إلا وهو مسند ظهره إلى جدار المسجد قد أدى السنة الراتبة ووضع نظارته على عينيه وحمل كتاب الله بين يديه وانطلق يرتل آياته ... وقد شهد له كثير بذلك وكان من أكثر الناس تبسما ومزاحا ومن أكثر خدام المسجد ومتابعي شؤونه خرجنا بعد مغرب الجمعة إلى بقالة بجانب المسجد وأخذت بعض أغراضي من البقالة ورأيته يحاسب صاحب المحل في دين كان لصاحب المحل عليه ويراجعه هذا بكذا وهذا بكذا ثم أعطاه حسابه وانصرف ولكن الفاجعة أيها الأحبة أن هذا الرجل الذي صليت أن وإياه البارحة صلاة المغرب معا أنني أصلي عليه هذه الليلة المغرب مع جماعة المسجد رحمه الله رحمة واسعة . .
الأسانسير
إنها قصة شاب نشأ في أسرة ثرية..لا ترفض له طلبا يتفنن في معصية الله دون خوف,سعيدا بأفعاله يتباهى بها بين أصحابه...ليله نهار,ونهاره ليل لا يعرف من الدنيا إلا ما يغضب مولاه ... كان يسكن بجانبه شاب لا يعرف إلا طاعة الله وقراءة القرآن ودعوة الناس إلى عمل الخير... تعرف الشاب الطائع على الشاب العاصى وقال فى نفسه لماذا لا أكون سبباً فى هدايته؟ ... وقال الشاب العاصى لماذا لا أدعوه إلى ما أنا عليه؟ وبدأ الصديقان الطائع دائماً يتحدث معه عن طاعة الله والأخر يتحدث عن أحدث الأفلام ..وفى يوما من الأيام يقرر الصديقان النزول للنزهة .. وينتظران الأسانسير.ولكنه تأخر عن النزول. ذهب الطائع كى يستطلع الأمر وفتح الباب لينظر..وإذا بالاسناسير ينزل على عنقه فى الحال.. يقع الصديق مات الصديق.. يسرع الشاب العاصى فيجد صاحبه وقد قطعت عنقه.يحتضنه ويبكى بكاء الأب الذى فقد ابنه والأم التى فقدت وحيدها.. ينادى أخى وحبيبي أجبنى.. ويعود إلى بيته لا يملك إلا البكاء والحسرة على ما فات ويتغير حاله من مرح إلى حزن من مسارح إلى مساجد من أغانى إلى قراءة للقرآن الكريم. وفى يوم من أيام هذا العام قرر أن يذهب للعمرة.. ويصطحب معه بعض الأصحاب على نفقته الخاصة..وهناك عند الكعبة يبكى بصوت مرتفع..وهو يقول ماذا أقول لربى؟ماذا أفعل يوم أن أقف بين يديه؟ ويشهق فى البكاء.. وكأنه فقد ابنه فى هذا اليوم يقول أصحابه ...كنا ذات يوم نمشى فى مكة نضحك ونمرح ونتحدث وهو عينيه مليئة بالدموع لا يتحدث إلا بالذكر والاستغفار والدموع على عينيه.. يردد ويقول رحمك الله يا صاحبى رحمك الله يا صديقى ماذا كنت فاعلا لو كنت مكانك فى ذلك اليوم؟ أسأل الله أن يلحقنى بك فو الله إنى مشتاق إليك.. نسأله من هذا ؟ يقول إنه الذى دلنى على الطريق وفجأة ينزل حجر من أعلى عمارة على رأس الشاب فيقع على الأرض وهو يبتسم ويقول لا تنسوا أن تدعوا لى كما دعوت لصديقى ويفارق الحياة ولسان حاله يقول أنا العبد الذى كسب الذنوبا...وصدته الأمانى أن يتوبا أنا العبد الذى أضحى حزينا...على زلاته قلقا كئيبا أنا العبد الذى سترت عليه ...صحائف لم يخف فيه الرقيبا.. أنا الغدار كم عاهدت عهدا.. وكنت على الوفاء به كذوبا فهل من معتبر...