صعد عثمان بن عفان رضي الله عنه المنبر فارتج عليه فقال إن
أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام عملا وأنتم إلى إمام فعال أحوج منكم
إلى إمام قوال وسأعود فأقول وروي في هذا الخبر أنتم إلى إمام عادل أحوج
منكم إلى إمام قائل وارتج يوما على عبد الملك بن مروان فقال نحن الى الفصل
منا في الرأي أحوج منا في الفصل في المنطق وارتج على معن بن زائدة وهو في
المنبر فضرب المنبر بيده فقال فتى حروب لا فتى منابر وصعد روح بن حاتم
المنبر فرأى القوم قد شغروا أبصارهم وفتحوا أسماعهم فقال نكسوا رؤوسكم
وغضوا أبصاركم فإن أول كل مركب صعب وإذا فتح الله فتح قفل تيسر خطب مصعب
بن حيان خطبة نكاح فحصر فقال لقنوا أمواتكم شهادة أن لا إله إلا الله فقالت
أم الجارية عجل الله موتك ألهذا دعوناك قيل لرجل قم فاصعد المنبر فتكلم
فقام فلما صعد المنبر حصر فقال الحمد لله الذي يرزق هؤلاء وبقي ساكتا
فأنزلوه وأصعدوا آخر فلما استوى قائما وقعت عينه على رجل أصلع فحصر فقال
اللهم العن هذه الصلعة صعد عتاب بن ورقاء منبر أصبهان فحصر فقال ولا أجمع
عليكم عيا وبخلا ادخلوا سوق الغنم فمن أخذ شاة فعلى ثمنها وهي له وصعد
آخر المنبر فقال إن الله لا يرضى لعباده المعاصي ولقد أهلك أمة من الأمم
بعقرهم ناقة لا تساوي مائتين وخمسين درهما فسمى مقوم الناقة صعد المنبر
أعرابي فقال أقول لكم ما قال العبد الصالح ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم
إلا سبيل الرشاد فقالوا له هذا فرعون فقال قد والله أحسن القول قال
بزرجمهر هيبة الزلل تورث حصرا وهيبة العاقبة جبنا