التربية الإسلامية
وتحدي
الإرهاب الفكري
مفهوم الإرهاب
أنواع الإرهاب
أسباب الإرهاب
سمات الشخصية الإرهابية
موقف التربية الإسلامية من تحدي الإرهاب
سبل الوقاية والعلاج من مشكلة الإرهاب
مفهوم الإرهاب
الإرهاب في اللغة :
"رَهِبَ ، كَعَلِمَ، رَهْبَةً ورُهْباً، بالضم وبالفتحِ وبالتحريكِ، ورُهْباناً، بالضم ويُحَرَّكُ: خافَ، والاسْمُ: الرَّهْبَى، ويُضَمُّ ويُمَدَّانِ، والرَّهَبُوتَى، و«رَهَبُوتٌ ، مُحَرَّكَتَيْنِ، خيرٌ منْ رَحَمُوتٍ»، أي: لأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ منْ أن تُرْحَمَ. وأرْهَبَهُ واسْتَرْهَبَهُ : أخافَهُ. وتَرَهَّبَهُ : تَوَعَّدَهُ. والمَرْهُوبُ : الأَسَدُ، كالرَّاهِبِ ، وفَرَسُ الجُمَيْحِ بنِ الطَّمَّاحِ. والتَّرَهُّبُ : التَّعَبُّدُ. والرَّهْبُ : النَّاقَةُ المَهْزُولَةُ، أو الجَمَلُ العالِي. وأرْهَبَ : رَكِبَهُ، والنَّصْلُ الرَّقيقُ، ج: كَحِبالٍ. وبالتَّحْرِيكِ: الكُمُّ. وكالسَّحابَةِ، ويُضَمُّ، وشَدَّدَ هَاءَهُ الحِرْمَازِيُّ: عَظْمٌ في الصَّدْرِ مُشْرِفٌ على البَطْنِ، ج: كَسحابٍ. والرَّاهِبُ : واحِدُ رُهْبَانِ النَّصارَى، ومَصْدَرُهُ: الرَّهْبَةُ والرَّهْبَانِيَّةُ، أو الرُّهْبَانُ، بالضم، قد يكونُ واحِداً، ج: رَهابِينُ ورَهابِنَةٌ ورَهْبانُونَ. و«لا رَهْبانِيَّةَ في الإسْلامِ»: هي كالاخْتِصاءِ، واعْتِناقِ السَّلاسِلِ، ولُبْسِ المُسوحِ، وتَرْكِ اللَّحْمِ ونَحْوِها. و أرْهَبَ : طالَ كُمُّهُ. و الأَرْهابُ ، بالفتحِ: ما لا يَصِيدُ من الطَّيْرِ، وبالكسرِ: قَدْعُ الإبِلِ عنِ الحَوْضِ. وكَسَكْرَى: ع. وسَمَّوْا: راهِباً ومُرْهِباً، كَمُحْسِنٍ، ومَرْهُوباً. ورَهَّبَتِ النَّاقَةُ تَرْهِيباً فَقَعَدَ يُحاييها: جَهَدَها السَّيْرُ، فَعَلَفَها حتى ثابَتْ إليها نَفْسُها.." ( الفيروزبادي ، 1993م ) .
"رهب رهباً من باب تعب خاف والاسم الرهبة فهو راهب من الله والله مرهوب والأصل مرهوب عقابه والراهب عابد النصارى من ذلك والجمع رهبان وربما قيل رهابين وترهب الراهب انقطع للعبادة والرهبانية من ذلك قال تعالى : ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا) (الحديد: من الآية27)" مدحهم عليها ابتداءً ثم ذمهم على ترك شرطها بقوله ( فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا)(الحديد: من الآية27) لأن كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم أحبطها "(الفيومي،1987م ،ص92)
" رَهِب ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَة و رُهْبا ، بالضم، و رَهَبَا ، بالتـحريك، أَي خافَ. ورَهِب الشيءَ رَهْبا ورَهَبا ورَهْبة : خافَه.
والاسم: الرُّهْب ، والرُّهْبى ، والرَّهَبوت ، والرَّهَبُوتـي ؛ ورَجلٌ رَهَبُوت . يقال: رَهَبُوت خَيرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، أَي لأَن تُرْهَب خَيرٌ من أَنْ تُرْحَمَ.
وتَرَهَّب غيرَه إِذا تَوَعَّدَه؛ وقال اللـيث: الرَّهب ، جزم، لغة فـي الرَّهَب ؛ قال: والرَّهْباء اسم من الرَّهَب ، تقول: الرَّهْباء من اللهِ، والرَّغْباءُ إِلـيه.
وفـي حديث الدُّعاءِ: رَغْبةً ورَهْبة إِلـيك. الرَّهْبة : الـخَوْفُ والفَزَعُ، جمع بـين الرَّغْبةِ والرَّهْبة ، ثم أَعمل الرَّغْبةَ وحدها، كما تَقدَّم فـي الرَّغْبةِ. وفـي حديث رَضاعِ الكبـير: فبَقـيتُ سنَةً لا أَحَدِّثُ بها رَهْبَتَه ، قال ابن الأثير هكذا جاء في رواية أَي من أَجل رهبته ، وهو منصوب علـى الـمفعول له.
وأَرْهَبَه ورَهَّبَه و استَرْهَبَه : أَخافَه وفَزَّعه. ". ( ابن منظور،1410 هـ ،جـ )
ووردت كلمة الرهبة في القرآن الكريم بمعنى الخشية وتقوى الله سبحانه وتعالى وفيما يلي عدد من الآيات التي وردت فيها الكلمة:
{ في نُسْخَتِهَا هُدًى ورَحْمَة للَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِم يَرْهَبُونَ } (الأعراف: 154).
{ وأَوْفُوا بعَهْدِي أُوف بِعَهْدِكُمْ وإيَّايَ فَارْهَبُون } (البقرة: 40).
{ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وعَدُوَّكُم وآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ } (الأنفال: 60).
{ واسْتَرْهَبُوهُمْ وجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظيمٍ } (الأعراف: 116).
{ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم من الله } (الحشر: 13).
{ إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُون فِي الخَيْرَاتِ ويَدْعُونَنَا رَغَباً ورَهَبَاً } (الأنبياء: 90).
" وقد وردت في القرآن الكريم عدة ألفاظ تدور معانيها حول مادة الإرهاب وهي: الخوف وقد وردت مادته مئة وثلاثاً وعشرين مرة، ومادة الرعب وردت خمس مرات، ومادة الروع وردت مرة واحدة فقط، ومادة الفزع وردت ست مرات، ومادة الرهبة وردت ثماني مرات."( اليوسف ، 1425هـ ، ص6 )
"كما وردت مصطلحات أخرى تندرج ضمن الإرهاب وهي البغي والطغيان والظلم والعدوان والخيانة والغدر والقتل والسرقة والحرابة، وهي صور ووسائل وأدوات هدامة تشيع الخوف في المجتمع وترهب الآمنين فيه وتعوق المسلمين من حسن خلافتهم في الأرض وحسن عبادتهم لله سبحانه وتعالى وإتقانهم لعمارة الكون، ولكن هناك جريمتين من بين هذه الجرائم أبرزهما الإسلام وحدد العقوبات لهما لأهميتهما وخطورتهما على المجتمع الإسلامي وهما: الحرابة والبغي." ( المصدر السابق ، ص 6 )
الإرهاب اصطلاحاً :
"التطور التاريخي لتعريف الإرهاب:في اتفاقية لاهاي 1907 المادة "22"نصت على أن الضرب بالقنابل من الجو يعتبر عملا غير مشروعا إن كان يهدف إلى إرهاب السكان.
في عام 1934 اتخذت عصبة الأمم قرارا بتشكيل لجنة خبراء لدراسة ظاهرة الإرهاب .
في عام 1946 وبعد عام من إنشائها أصدرت الجمعية للأمم المتحدة قرارا باسم "مبادئ الحقوق الدولية"
صدر قانون "الجرائم التي تهدد السلام والأمن "في عام 1954
أول قرار اتخذته الأمم المتحدة مختصا بمحاربة الإرهاب كان القرار رقم"2197"بتاريخ 18/12/1972
ونص القرار على إجراءات منع الإرهاب الدولي ودراسة أسباب وأشكال الإرهاب.
في سبتمبر 1992 أدرج موضوع "الإرهاب" رسميا في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف وضع تعريف محدد للإرهاب ..ولكن تم تصريف الأمر ب"الاستعانة بلجنة القانون الدولي في هذا المجال
وهناك تعريف الدول العربية للإرهاب الذي تضمنته "الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب"التي وقعت في القاهرة في يوم"22/4/1988" حيث نص التعريف للإرهاب بأنه:"كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه ويقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر" .وخصصت الاتفاقية العربية فقرة منفصلة لتوضيح أن حالات الكفاح بمختلف الوسائل ضد الاحتلال الأجنبي لاتعد جريمة وفقا لمبادئ القانون الدولي .
من أشهر تعريفات الإرهاب من قبل الغربيين تعريف "جيفانوفيتش"حين قال أن "الإرهاب هو عبارة عن أعمال من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالتهديد مما ينتج عنه الإحساس بالخوف "ومن تعريفات الفقهاء العرب والمسلمين تعريف الدكتور صلاح الدين عامر حيث يقول:"إنه اصطلاح يستخدم في الأزمنة المعاصرة للإشارة للاستخدام المنظم للعنف لتحقيق هدف سياسي وبصفة خاصة جميع أعمال العنف التي تقوم منظمة سياسية بممارستها بخلق جو بعدم الأمن "ويرى بعض الباحثين أن التعريف الأمثل لابد أن يشتمل على أمرين :التجريد والموضوعية والحياد وعدم إغفال أي جانب من جوانب الظاهرة " ( آل ناجي ، د: ت ، ص 4 ) .
"وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهداف سياسية." ( اليوسف ، 1425هـ ،ص7 ) .
"استخدام العنف غير القانوني (أو التهديد به) بأشكاله المختلفة كالاغتيال والتشويه والتعذيب والتخريب والنسف بغية تحقيق هدف سياسي معين، مثل كسر روح المقاومة والالتزام لدى الأفراد وهدم المعنويات لدى الهيئات والمؤسسات أو وسيلة من الوسائل للحصول على المعلومات أو المال، وبشكل عام استخدام الإكراه لإخضاع طرف مناوئ لمشيئة الجهة الإرهابية" ( المصدر السابق ،ص7)
" والإرهاب في قاموس علم الجريمة A Dictionary of Criminology نمط من العنف يتضمن الاستخدام المنظم للقتل أو التهديد باستخدامه أو الأذى الجسدي والتدبير لإنزال الرعب أو الذعر (الصدمة) بجماعة مستهدفة (أوسع مدى من الضحايا الذين أنزل بهم الرعب) لإشاعة أجواء من الرعب"( المصدر السابق، ص7)
"الإرهاب والعنف والتطرف هو أي سلوك يهدف إلى إشاعة الرعب أو فرض الرأي بالقوة. والفساد والتدمير كلها صور من صور الإرهاب والعنف والتطرف ، كما أن ترويع الآمنين وإحداث الفوضى في المجتمعات المستقرة هو شكل حديث من أشكال الإرهاب والعنف والتطرف الذي أصبح ينمو مع شيوع الأفكار المتطرفة التي تهدف إلى إقصاء الآخر وفرض الأفكار بالقوة والتهديد بالسلاح. على أن هذه الأفكار ليست محصورة بمكان أو زمان معين وإنما أصبح العالم كله مسرحاً لها." ( المصدر السابق ، ص 8 ) .
" الإرهاب هو إستراتيجية عنف محرم دولياً ، تحفزها بواعث عقائدية ، وتتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين ، لتحقيق الوصول إلى السلطة أو للقيام بدعاية لمطلب أو لمظلمة بغض النظر عن ما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسهم أو نيابة عنها أو عن دولة من الدول " (فرج ، 1426هـ ، ص 16 ) .
" الإرهاب كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع والمحرم شرعاً يلجأ إليه الجاني تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر " ( المصدر السابق ، ص 16 )
ويتضح من التعاريف السابقة التي تم استعراضها ارتباط الإرهاب بالعنف وأن الإرهاب لا بد أن يجد فكراً معيناً لكي يساعد على انتشاره هذا الفكر يأخذ نمط التطرف وإقصاء الآخر.
أنواع الإرهاب
" إرهاب عقائدي ويشمل الإرهاب اليساري ، والشيوعي ، وإرهاب اليمين المتطرف ، والإرهاب الصهيوني ، والهندوسي .
إرهاب وطني ويشمل العمليات التي تستهدف إخراج المحتلين أو تدمير آلياتهم ومصالحهم أو اغتيال رموزهم .
الإرهاب الديني أو العرقي أو اللغوي مثل العمليات الإرهابية التي نفذها أفراد طائفة التاميل ضد الحكومة السريلانكية ومثلها عمليات السيخ الهندوسي ضد المسلمين .
الإرهاب المرضي الناتج عن اعتلال عقلي أو نفسي ." ( فرج ، 1425هـ ، ص19 )
ويمكن تقسيم الإرهاب أيضاً إلى أربعة أقسام :
" 1-إرهاب السلطة ضد رعاياها مثل محاكم التفتيش في ألمانيا ، وحملات التطهير الستالينية في الاتحاد السوفيتي .
2-إرهاب المقهورين والمظلومين وتمثله حرب الشعوب التي لا تملك قوة أو مدداً كافياً ليؤهلها للقيام بحرب تحرير ضد عدوها .
3-إرهاب الحروب الأهلية الناتجة عن صراع ديني بين مجموعتين سكانية تعيشان معاً .
4-إرهاب التخريب وهو إرهاب سياسي أيدولوجي غالباً ما ينفذ عن بعد بواسطة منظمة كبيرة مقرها خارج المدينة . " ( المصدر السابق ، ص 19 ) .
"ويمكن تصنيف الإرهاب إلى صنفين رئيسين هما :
أ – صفة الإرهاب من حيث الفاعل ويندرج تحته نوعان من الإرهاب هما :
• الإرهاب الفردي : ما يقوم به شخص واحد أو عدة أشخاص محدودين من أعمال العنف .
• الإرهاب الجماعي : وهو إرهاب طائفة دينية ووطنية ضد أخرى أو شعب آخر أو أمة ضد أخرى ، ويتخذ شكلين هما : إرهاب المجموعات الوطنية ، وإرهاب المجموعات العقائدية .
ب – صفة الإرهاب من حيث الفعل :
• الاختطاف واحتجاز الرهائن ويقوم على مفهوم احتجاز أو أسر شخص أو أشخاص معينين في مكان سري ، وقد يكون الاختطاف للطائرات بكامل ركابها .
• الكمائن وهي من أنواع الهجوم المباغت والمفاجئ يتم بمقتضاه الاستيلاء على الهدف بعيداً عن أنواع الحماية والحراسة التي تخصص له أو يحيط بها نفسه في مكان إقامته أو عمله .
• أسلوب الاغتيال : الأسلوب المعروف بالعنف الإرهابي ويتم عادة للسياسيين والإعلاميين والليبراليين ، وقد يتم لرجال الدين المعارضين لفكر الإرهابيين .
• أسلوب العنف الطائفي في مهاجمة بعض المجموعات لبعض المواطنين ، إضافة إلى ممتلكاتهم الخاصة ، كذلك مهاجمة المساجد أو الكنائس أو المعابد .
• التفجيرات وهي عادة تتم لأماكن عبادة ، أو أماكن لإيواء أشخاص ينظر إليهم على أنهم أعداء أو من مواطني دول معادية رغم أن منهم ضحايا لسياسات معينة ، ومسالمين أبرياء ، وقد تحمل تلك التفجيرات رسالة للدولة التي نفذت فيها التفجيرات بهدف الابتزاز السياسي أو الديني أو المالي أو بهدف مواجهة نظام الحكم في تلك الدولة .
وهنالك عمليات أخرى كالقنص والتهديد بالإرهاب والحرب النفسية باستخدام البلاغات الإرهابية الكاذبة .. وغير ذلك "( فرج،1425هـ ، ص 20 )
أسباب الإرهاب
"هناك عوامل قد تهيئ لحدوث الفرصة السانحة للسلوك الإرهابي ومن هذه العوامل ما يأتي :
1- تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
2- قيام أنماط من السلوك المشابهة في بقاع أخرى من العالم.
3- عدم وجود منافذ للجوار.
4- القناعة باستحالة تغيير الواقع بأي وسيلة أخرى.
5- وجود رموز فكرية تُنَظَّر للسلوك المنحرف.
6- التطرف على المستويات الثلاثة السابق ذكرها " ( اليوسف ، 1425هـ ، ص 14 ) .
7-" اتباع الفتاوى الشاذة والأقوال الضعيفة والواهية، وأخذ الفتاوى والتوجيهات ممن لا يوثق بعلمه أو دينه، والتعصب لها. مما يؤدي إلى الإخلال بالأمن وشيوع الفوضى وتوهين أمر السلطان الذي به قوام أمر الناس وصلاح أمور معاشهم وحفظ دينهم.
8- التطرف في محاربة الدين وتناوله بالتجريح والسخرية والاستهزاء والتصريح بإبعاده عن شؤون الحياة، والتغاضي عن تهجم الملحدين والمنحرفين عليه وتنقصهم لعلمائه أو كتبه ومراجعه وتزهيدهم في تعلمه وتعليمه.
9- العوائق التي تقام في بعض المجتمعات الإسلامية في وجه الدعوة الصادقة إلى الدين الصحيح النقي المستند إلى الكتاب والسنة وأصول الشرع المعتبرة على وفق فهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين. فإن التدين فطرة فطر الله عباده عليها، ولا غنى لهم عنه، فمتى حرموا من العلم بالدين الصحيح والعمل به تفرقت بهم السبل وتلقفوا كل خرافة وتبعوا كل هوى مطاع وشح متبع.
10- الظلم الاجتماعي في بعض المجتمعات ؛ وعدم التمتع بالخدمات الأساسية، كالتعليم والعلاج، والعمل، أو انتشار البطالة وشح فرص العمل، أو تدهور الاقتصاد وتدني مداخيل الأفراد، فكل ذلك من أسباب التذمر والمعاناة، مما قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه من أعمال إجرامية.
11- عدم تحكيم الشريعة الإسلامية في بلاد غالبية سكانها من المسلمين، وإحلال قوانين وضعية محلها مع وفاء الشريعة بمصالح العباد وكمالها في تحقيق العدالة للمسلمين وغيرهم ممن يستظل بظلها، ويتمتع برعايتها، كيف لا وهي شرع الله الذي(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (سورة فصلت أية 42)
12- نزعة التسلط وشهوة التصدر التي قد تدفع ببعض المغامرين إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن البلاد، تمهيداً لتحقيق مآربهم غير آبهين بشرع ولا نظام ولا بيعة. " ( العبد الجبار ، د: ت ، ص 235 )
ويرى فرج ( 1426هـ ، ص 26 ) أن أسباب الإرهاب تنقسم إلى قسمين :
أولاً : ألأسباب العامة بظاهرة الإرهاب في العالم :
1-أسباب جغرافية :
كاتساع حدود الدول بالنسبة للقوات المسلحة وأجهزة الأمن بها والتي تتسم بالضعف والانتماءات الطائفية لقياداتها ، وتوفر أماكن وتضاريس معينة ومناطق عشوائية تصلح كمخابئ للمترددين وتسهل العمليات الإرهابية .
2-أسباب سياسية :
كالرغبة في تنبيه الرأي العالمي نحو مشكلة يهتم بها المنفذون للعملية الإرهابية ، أو التأثير على القرارات السياسية ، والسياسة الدولية وعدم قدرتها على وضع حد للظلم والاضطهاد والعنصرية والاحتلال ، واستخدام الدول الكبرى لحق النقض ( الفيتو ) ضد أي قرار يصدر لصالح الدول المحتلة والشعوب المستضعفة ، وغياب الديموقراطية والفراغ السياسي .
3-أسباب مرضية ونفسية :
كالفشل والعجز واليأس والإحباط والملل والحياة الروتينية التي يحياها كثير من الشباب ، وسيادة مشاعر الأنانية عند الأغنياء ، وعدم الاحترام المتبادل ، والبطالة ، والاختلالات العقلية التي تؤدي بدورها إلى العنف والحقد على المجتمع وأفراده والانتقام منهم .
4-أسباب إعلامية :
غالبية وسائل الإعلام غارقة في برامج بعيدة عن واقع المسلمين المعاصر ، وبعيدة عن تطلعات الشباب وتلمس احتياجاتهم ومناقشة مشكلاتهم ، وبث الوعي الديني الصحيح مما يجعلها تساهم بشكل أو بآخر في تغذية الشعور بالتطرف والإرهاب .
5-أسباب اقتصادية :
الأزمات الاقتصادية للدول والمجتمعات المطحونة من الأسباب الخطيرة والمحركة لموجات الإرهاب في العالم كما أن التقدم العلمي والتكنولوجي للأنظمة المصرفية في العالم زاد من سهولة انتقال وتحويل الأموال بين شبكات الإرهابيين ولا ننسى معاناة الأفراد في دول العالم الثالث من مشكلات اقتصادية تتعلق بالإسكان والديون والبطالة والفقر والتضخم في الأسعار والمواصلات والصحة .
6-أسباب أسرية :
التفكك الأسري ، وغياب الدور الرقابي للوالدين على الأبناء ، وسوء المعاملة الوالدية ، والتدليل الزائد من الوالدين أو الإهمال ، وغياب لغة الحوار مع الأبناء وإشراكهم في اتخاذ القرارات خاصة إذا كانت تتعلق مباشرة بمصيرهم كالتعليم والعمل والزواج وغيرها .
7-جماعة الأصدقاء :
وهي من أهم العوامل التي تؤدي بالفرد إلى الانخراط في جماعات التطرف والإرهاب لما لها من دور في التأثير والتحريض ، وانخراط الشباب في هذه الجماعات يكون أحياناً بدافع الصداقة أو المصلحة المالية أو نتيجة التأثير والإيحاء من الأصدقاء .
8-أسباب تربوية :
نقص وضعف الثقافة الدينية في المناهج التعليمية من الابتدائي وحتى الجامعة في معظم البلاد الإسلامية ، والاعتماد على طرائق تدريس تقليدية كالتلقين والحفظ وإغفال طرائق التدريس التي تنمي الحوار والابداع والتحليل والتخيل ، كذلك إسناد المواد الدينية لغير المتخصصين في العلوم الشرعية وعدم وضع برامج تربوية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومنها الإرهاب ، ولا ننسى التطرف في تدريس المواد الدينية وفهمها بطريقة لا تتفق مع أهداف تعليمها وتعلمها ، كل ذلك هيأ لخروج تيارات متطرفة انتهى بها الحال إلى اللجوء إلى العنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق أغراضهم .
9-أسباب فكرية :
يعاني العالم الإسلامي اليوم من انقسامات فكرية حادة بين تيارات مختلفة ، وأبرز هذه التيارات : تيار علماني يدعو إلى بناء الحياة على أساس علماني بمنأى عن القيود الشرعية والتقاليد والقيم الاجتماعية ، وفي الجانب الآخر نجد التيار الديني المتطرف البعيد عن الوسطية والاعتدال ، وكل جانب يرفض فكر الآخر ويقاومه وينظر إليه نظرة ريب وشك ، وقد أوحى هذا الوضع لبعض المتطرفين من جهلة المسلمين لسلوك طريق الإرهاب الذي لا يقره الدين ولا يتفق مع أي توجه حضاري . " (فرج ،1426هـ ، ص 26 )
ثانياً : الأسباب الخاصة :
"1-نقص التربية الدينية في بعض المجتمعات الإسلامية .
2-إساءة الطريقة والأسلوب التربوي في توصيل الثقافة الدينية .
3-الجهل بالدين وبفقه العصر ومقتضياته أدى بالشباب إلى إصدار الفتاوى والأحكام والاستشهادات المختلفة للنصوص دون الرجوع للمختصين في العلوم الشرعية .
4-التطورات على الساحة الإسلامية والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
5-الفراغ الديني لدى الشباب وانشغالهم بمسائل فرعية وخلافية في الدين .
6-عدم فهم حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن بيده تغيير المنكر بالقوة .
7-الخضوع التام والطاعة العمياء لقادة الجماعات الإرهابية في بعض المجتمعات الإسلامية وذلك أيضاً لسد حاجاتهم المادية .
8-عدم المشاركة الإيجابية في الحياة الاجتماعية . " ( المصدر السابق ، ص32 ) .
سمات الشخصية الإرهابية
"1/الجور على حقوق أخرى يجب أن تُراعى, وواجبات يجب أن تؤدى . حفطها الشارع الحكيم ورتب الأجر على من حافظ عليها
2/ الالتزام المتشدد في محاسبة الناس على النوافل والسنن وكأنها فرائض والاهتمام بالجزئيات والفروع والحكم على إهمالها بالكفر والإلحاد مع فضل من قام بها في الدنيا والآخرة
3/ سوء الظن بالناس ، والنظر إليهم من خلال منظار أسود يخفي حسناتهم على حين يضخم سيئاتهم .
4/ الغلظة في التعامل والخشونة في الأسلوب والفظاظة في الدعوة
5/ إدخال الخوف على نفس المسلمين والترويع بالحديث عن مؤامرات تدبر للإسلام وتُحاك ضدهم لا صحة لها
6/ أغلب المتطرفين من أنصاف المتعلمين ومصادر تعلمهم بالسماع من الخطباء والوعاظ مباشرة أو عبر التقنيات الجديدة
7/ يبيح المتطرفون القتل والتمرد على الشعوب الكافرة على حد قولهم وسرقة أموالهم بحجة توزيعها على فقراء المسلمين
8/ تفشي حالات التزاوج بين المتطرفين أنفسهم فكل واحد يزوج ابنته أو أخته لصاحبه ونحو ذلك
9/ العزلة في المجتمع وهجر الوظائف الحكومية وفي بعض الدول التي تفرض التجنيد الإجباري نجدهم يهربون من الخدمة العسكرية .
10/ يحرّمون جميع أنواع التعامل مع البنوك دون تفصيل وإيضاح لتعاملات البنك ويعتبرونها ممن يتعامل بالربا وأنهم محاربون لله .
11/لا يعترفون بالبطاقات الشخصية أو العائلية أو وجود التلفزيون والراديو في حالات نادرة ويعتبرونها وسائل للشيطان ودليل على الفساد بوجه عام دون النظر للفائدة والخير المتاح من استخدامها
12/ تتسم الشخصية المتطرفة على المستوى العقلي بأسلوب مغلق جامد عن التفكير أو ليس لديه القدرة على تقبُل أية معتقدات تختلف عن معتقداتها أو أفكارها أو معتقدات جماعتها وعدم القدرة على التأمل والتفكير والإبداع .
12/ يتسم المتطرَّفون بشدة الانفعال والاندفاع والعدوان والعنف والغضب عند أقل استثارة ، فالكراهية مطلقة وعنيفة للمخالف أو للمعارض في الرأي والحب الذي يصل إلى حد التقديس والطاعة العمياء لرموز هذا الرأي خاصة في فئات الشباب
13/ الخروج على الحكام من أبرز سماتهم ، ومسوغهم في ذلك دعوى تكفيرهم لعدم حكمهم بما أنزل الله أو لمخالفتهم للشرع أو لعمالتهم للغرب الكافر على حد زعمهم.
15/ الحكم على المجتمعات الإسلامية المعاصرة بأنها مجتمعات جاهلية والحكم على من لا يهجرها بالكفر ( أي تكفير المجتمعات القائمة ).
16/ الحكم على بلاد المسلمين التي لا يقيم حاكمها الحدود الشرعية بأنها دار كفر لا دار إسلام .
17/ يرجعون في جذورهم للخوارج في مسألة التكفير والحاكمية
18/ التعصب من أبرز سماتهم حيث يصادرون الآخرين رأيهم ويرون أنهم على حق ومن عداهم على الضلال والباطل .
19/ يبلغ هذا التطرف مداه حين يُسقط المتطرف عصمة الآخرين ويستبيح دمائهم أو أموالهم لأنهم خارجين عن الإسلام وكفار على حد زعمهم .
20/ منهجهم المتطرف يقوم على تفسير النصوص حرفيا دون مراعاة مقاصد الشريعة التي ضمنت حقوق الآخرين وتحريم الاعتداء عليها
21/ يقوم المتطرفون والإرهابيون بتكوين منظمات وخلايا سرية يتم من خلالها التغرير بالشباب للقيام بأعمال عنف وإرهاب ضد القادة أو معارضيهم من العلماء والدعاة الآخرين أو من العلمانيين على حد قولهم ، والهدف إشاعة الفوضى والانتفاضة على مرافق الحكم للوصول إلى سدة الحكم تحقيقا لمبدأ الحاكمية الذي يؤمنون به ويحلمون بالوصول إليه .
22/ لا يؤمنون بالحوار مع الآخر ولا يؤمنون بحرية الدين أو التعامل مع الأجنبي وبقائه في البلاد الإسلامية التي أقرها إلا سلام مستندين على فهم خاطئ لشبهة إخراج المشركين من جزيرة العرب ولو درسوا سيرة النبي في تعامله مع اليهود في المدينة وكفار قريش في مكة ، وسيرة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تعامله مع اليهودي واحتكامه إلى القاضي في قضية الدرع الذي أخذه اليهودي بحكم القاضي ، لعرفوا خطأ اعتقادهم وسوء فهمهم وجهلهم بمقاصد الشريعة الإسلامية ." ( العبد الجبار ، د: ت ، ص 50 )
موقف التربية الإسلامية من تحدي الإرهاب
إن موقف التربية الإسلامية من قضية الإرهاب موقف واضح حيث أن الإسلام " يمنع ويعاقب بأشد العقوبات في مسألة أمن وسلامة المجتمع .. فيقطع يد من يرهب الناس ويأخذ أموالهم ( ويقطع من خلاف ) من عمل على مقاطعة الركبان وقطع طرق معاش الناس وأسفارهم .. وكذلك يعاقب بأقسى العقوبات الرادعة من تعدى على أعراض الناس وارتكب الفاحشة .. وهكذا تتواصل العقوبات إلى أعلى سقف في الجريمة ( قتل النفس ) . هذه العقوبات التي تحفظ أمن وسلامة المجتمع لم يترك تشريعها حتى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. إنما أنزلها الله تعالى بواسطة الوحي .. أما قي ما يتعلق بإرهاب المسلم للكافر فهذا أيضاً من أوامر الله تعالى لأنه سبحانه وتعالى الحكم بالعدل يعلم بوسائل ضبط المجتمع ولا يرهب المسلم إلا من اعتدى عليه يقول الله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)(البقرة: من الآية194)
ويقول تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ )(لأنفال: من الآية60) .
ولكن هؤلاء الأعداء .. ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ )(لأنفال: من الآية61) أذاً ليس في الإسلام شهوة الانتقام ." ( آل ناجي ، د: ت ، ص 4 ) .
إن التربية الإسلامية تدعو المسلم إلى الاعتدال والتوازن ، لينشأ المسلم سوياً ، وبما يحقق له التربية السليمة بأبعادها المختلفة .
" والتربية الإسلامية ليست تربية مغالية أو مشطة في أساليبها واتجاهاتها ونظرتها إلى مختلف جوانب الشخصية الإنسانية ، بل تنظر إليها نظرة وسطية معتدلة متوازنة شمولية " ( الزنتاني ، 1993م ، ص 446 ) .
"وخاصية الاعتدال في التربية الإسلامية تكفل لفطرة الإنسان وطبيعته وكسبه ، كما شاء الله تعالى : هداية الإيمان والعقيدة فتزكي روحه ، وتفتح الفكر وحريته فتنمي عقله وتزيد معارفه وعلومه ، واتزان الوجدان بانفعالاته ومشاعره وأحاسيسه وعواطفه فترقي خلقه " ( المصدر السابق ، ص 446 ) .
و " يكسب الإسلام التربية توازناً بين النظرية والتطبيق ، وتوازناً بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، وتوازناً بين أشواق الفرد الروحية وتلبية حاجاته المادية والاجتماعية ، وهذا التوازن في التربية الإسلامية يجعلها أقرب ما تكون إلى طبيعة الأشياء " ( غبان وآخرون، 1415 هـ ، ص 111 ) .
سبل الوقاية والعلاج من مشكلة الإرهاب
إن الوقاية والعلاج من مشكلة الإرهاب والتطرف الديني تكون بالأمور التالية :
"1) المبادرة إلى إزالة الأسباب المؤدية للجريمة، والعمل على إحقاق الحق وإبطال الباطل، والاحتكام إلى شرع الله تعالى وتطبيقه في مختلف شؤون الحياة، فلا شرع أو في ولا أكمل منه في جلب مصالح العباد ودفع المفاسد عنهم،ولا أرفق منه ولا أقوم بالعدل ولا أرحم ) وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( ( سورة المائدة أية 50)
2) بيان فداحة الضرر العام والخاص الذي يصيب الدولة والأمة والمجتمع والأفراد من جراء أعمال العنف والتخريب والتدمير.
3) التربية الواعية الهادفة المخطط لها من أهل العلم والصلاح والخبرة، ووضع منهاج عملي واضح سهل ميسر لتحقيق ذلك.
4) تحرير المصطلحات الشرعية وضبطها بضوابط واضحة، وذلك كمصطلح الجهاد، ودار الحرب، وولي الأمر، ما يجب له وما يجب عليه، والعهود: عقدها ونقضها. " ( العبد الجبار ، د: ت ، ص 239) .
5) تطبيق مبدأ حسن التعامل والحكمة في التعامل مع الآخرين ، فبه تسعد الأمة ، وتسلم من الانهيار والسقوط ، ولا شك أن الحياة تحتاج إلى التعامل مع المسلمين و غير المسلمين من عموم الكفار من أهل الكتاب وغيرهم كالمجوس والوثنيين حيث لا يمكن أن تتم بدونه ، والتعامل الصحيح يسهم في تكوين نظام دقيق هو الأساس في نجاح التعايش وتقبل أفكار الآخرين من المسلمين وغيرهم والعدل معهم وعدم ظلمهم ، قال تعالى (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:
وإذا كان هذا مع الكفار ، فهو مع المسلمين من باب أولى .
ومن الملاحظ سوء الفهم في جانب التعامل مع أهل الكتاب (من خلال الاطلاع على الأحداث في السنوات الأخيرة من استباحة دمائهم وأموالهم والتعدي عليهم بالقتل والتفجير) ، مخالفين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عبدِ اللهِ بنِ عمرو رضيَ اللهُ عنهما عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن قَتلَ مُعاهِداً لم يرحْ رائحةَ الجنة، وإِنَّ ريحَها توجَدُ من مَسيرةِ أربعين عاماً». "(البخاري ، 6/3097)
وقد نسي الكثير هذا الحديث وغيره أو تناسوه بحجة العمل بأحاديث إخراج المشركين من جزيرة العرب ، وكأنهم لا يعرفون أن قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان كافراً مشركاً مجوسياً ومع ذلك فقد أدخله عمر رضي الله عنه لا لجزيرة العرب فقط بل إلى المدينة للحاجة إليه في مهنته ، حتى كتب الله الشهادة لعمر في المدينة وهو يصلي رضي الله عنه وأرضاه .
6)إيجاد الحوار المفتوح من رجال الفكر الديني والعلماء لكل الأفكار الواردة أو المتطرفة ، ومناقشة بعض الجوانب التي تؤدي إلى التطرف .
7)إشغال الفراغ الفكري للشباب وتوجيههم وتوعيتهم توعية دينية وإعلامية كافية .
معالجة أسباب التطرف والغلو كالأسباب الاقتصادية والاجتماعية والأسرية ( الخلافات الأسرية ، الطلاق ، غياب الأب أو الأم عن القيام بدورهم في حياة الطفل ، الحرمان ، سوء المعاملة ، الفقر ، البطالة ، الجهل ، ضعف الدور التربوي للمؤسسات التربوية ) .
9)العمل بمبدأ التسامح ، وتقبل الآخرين كما هم ، والانفتاح الفكري .
10)الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( باعتبار الغلو والتطرف منكر يجب إنكاره والدعوة إلى تركه ) وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة .
5=
التربية الإسلامية
وتحدي
غياب دور المرأة
مكانة المرأة في الإسلام
الفوارق الجوهرية بين المرأة والرجل
المرأة المسلمة بين التهميش والتحرير
كيف نفعّل دور المرأة في بناء المجتمع المسلم
مكانة المرأة في الإسلام
"قلما نجد في أي دين من الديانات أو نظام من المجتمعات ذلك التكريم الذي أعطاه الإسلام للمرأة . ففي كل المجتمعات التي سبقت ظهور الإسلام على اختلاف زمانها ومكانها لم تكن المرأة تتمتع بنظرة محترمة . وكانت مكانتها الاجتماعية تتسم بالدونية بدرجات متفاوتة في هذه المجتمعات تشتد حيناً وتخف حيناً آخر " ( مرسي ، 1996م ، ص 157 ) .
ثم جاء الإسلام فرفع مكانة المرأة ، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه ،
حيث أثبت لها حقوقها المسلوبة في الإرث والنفقة وفي الحياة وفي التقدير والبر والإحسان وفي البيع والشراء وفي سائر العقود . وقبل ذلك حفظ لها في صغرها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية وفي هذا حفظ لحقوقها المادية والمعنوية .
فجعل النساء شقائق الرجال ، وخير الرجال خيرهم لأهله .
" ويبرز تكريم الإسلام للمرأة في جميع شؤون حياتها منذ ولادتها ، وحتى بعد وفاتها ، ومن صور التكريم :
1-خلق الله الخلق ، وكلفهم بعبادته ، وجعلهم مسؤولين عن ذلك رجالاً ونساءً ، ولم يفرق بينهم ، ورتب الجزاء على هذا التكليف ، قال تعالى : ( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً* وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء:123،124) 2-من حكمة الله تعالى – وهو العليم بخلقه – أن جعل لكل جنس منهم سمات تغلب عليه ، وصفات تظهر عليه ، فالعاطفة الجياشة ، والإحساس الرقيق ، والتأثر السريع من صفات المرأة الجبلية ، ولذا جعل الله سبحانه التكليف مناسباً لصفاتها ، فلم يكلفها بما لا تطيق ، وجعل للرجل القوامة عليها بمقتضى تكليفه وصفاته التي ميزه الله بها ، فلله الحكمة البالغة .
3-عظم الأجر برعايتها صغيرة محبوبة ، روى مسلم ، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من عال جاريتين حتى تبلغا ، جاء يوم القيامة أنا وهو " وضم أصابعه . ( )
4-أرشد الإسلام إلى ضرورة تربيتها منذ الصغر على الدين والأخلاق والطهر والعفاف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع " ( )
5-ولأهمية حياتها مع زوجها أمر الإسلام باستشارتها فيمن تقدم لخطبتها ، وحدد معالم من يقبل وهو الدين والخلق ، قال صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض "
6-أمر بتكريمها ورعايتها من قبل زوجها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " ( )
وقال صلى الله عليه وسلم : " وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، "( )
7-أما كونها أماً فقد أوجب لها من الحقوق ما لا يخطر على نظام بشري قديماً وحديثاً ، ويكفي أن الله سبحانه جعل حقها بعد حقه جل وعلا فقال : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَ تَعْبُدُوا إِلاَ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) (الإسراء:23 ، 24 ) (وزارة المعارف ، 1422هـ ، ص 153 ) .
" ويسوي الإسلام بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية الانطولوجية ( الوجودية ) ، حيث خلق الله الاثنين من طينة واحدة ومن معين واحد ، فلا فرق بينهما في الأصل والفطرة ، ولا في القيمة والأهمية ، والمرأة هي نفس خلقت لتنسجم مع نفس ، وروح خلقت لتتكامل مع روح ، وشطر مساو لشطر .
قال تعالى : (أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً*أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى*ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى*فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى) (القيامة:36– 39 ) وقال تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً)(فاطر: من الآية11) والإسلام يقرر أن قيمة أحد الجنسين لا ترجع إلى كون أحدهما ذكراً والآخر أنثى بل ترجع إلى الكفاية الشخصية والعمل الصالح ، يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13) فهذه الآية الكريمة تنص فيما تنص على أن ليس للجنس من حساب في ميزان الله إنما هناك ميزان واحد يعرف به فضل الفرد وتتحدد به قيمته (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ( الحجرات : من الآية 13 ) وهكذا يقرر منهج الله سقوط جميع الاعتبارات الأخرى المزعومة لأحد الجنسين دون الآخر ، ويرفع ميزاناً واحداً بقيمة واحدة ، فلا اعتبار للذكورة والأنوثة في حد ذاتها ، وإنما الاعتبار بالعمل الصالح وحده والذي يجزى عليه الجميع ذكراناً وإناثاً ، بلا تفرقة ناشئة من اختلاف الجنس ، فالكل سواء في الإنسانية بعضهم من بعض والكل سواء في الميزان ، يقول تعالى : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)(آل عمران: من الآية195) وهكذا يمحو الإسلام كل التصورات السخيفة التي كانت تتصورها الإنسانية عن المرأة والتي كانت ترى فيها منبعاً للرجس والشر والبلاء ، وهكذا يعطي الإسلام للمرأة حقوقها كاملة في القيمة الإنسانية ، ويرد إليها كرامتها ، بعد أن كانت مجردة منها في الحضارات السابقة التي سلبتها كل خصائص الإنسانية وحقوقها . ( الخشت ، 1404هـ ، ص 85 ) .
الفوارق الجوهرية بين المرأة والرجل
قال الله تعالى في محكم التنزيل : ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى )(آل عمران: من الآية36) .
" وجرياً على سنة الله تعالى في الطبيعة كان لابد أن يختلف كل من الرجل والمرأة في طبيعة التكوين والفطرة ، حتى إذا ما التقى الاثنان وجد كل منهما عند الآخر ما ليس موجوداً عنده و عند أمثاله . ولذا نرى كلاً من الاثنين يسعى سعياً حثيثاً إلى الاتحاد بصنوه المتمم له ، ويلتمس السعادة والكمال في الامتزاج به" ( الخشت ، 1404هـ ، ص6 ) .
ويمكن إجمال الفوارق بين المرأة والرجل في قسمين :
القسم الأول ، بنيان الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي :
كالبلوغ وتغيراته ، والحساسية البدنية ، والحمل ، والحيض ...
القسم الثاني ، السمات النفسية والعقلية :
كسرعة الاستجابة للدوافع ، وسرعة التأثر العاطفي ، والأمومة ...
ومن خلال هذا تتضح " طبيعة التباين الموجود بين المرأة والرجل ، وكيف أن هذا التباين لا يأتي فقط من الشكل الخاص للأعضاء الجنسية والحوض ، ومن وجود الرحم والحيض والحمل وخلافه . بل ينبع من طبيعة أكثر عمقاً ؛ حيث ينشأ الخلاف بين الجنسين من تكوين الخلايا والأنسجة ، ومن تلقيح الجسم كله بمواد كيميائية محددة تفرزها الغدد المختلفة . فالأنثى تحمل طابعاً أنثوياً في كل خلية من خلايا جسمها ، وفي كل هرمون من هرموناتها ، وفي كل عضو من أعضائها ، وفوق كل شيء في جهازها العصبي . والرجل أيضاً يحمل طابعاً ذكورياً في كل هذه النواحي . " ( الخشت ، 1404هـ ، ص79 ) .
وما سبق من الفروق والاختلافات الوظيفية " تتصاعد حتى تصبح اختلافات في النفس والعقل والوجدان " ( المصدر السابق ، ص79 ) .
" وبناءً على هذه الاختلافات العميقة والمتشعبة بين طبيعة المرأة وطبيعة الرجل كان منطقياً أن ينشأ اختلاف حاسم بينهما في المهمة والأهداف ، حتى يواجه كل منهما مطالب الحياة مواجهة عادلة حسب إمكانياته وقدراته . " ( المصدر السابق ، 79 ) .
المرأة المسلمة بين التهميش والتحرير
"ساوى الإسلام بين الذكر و الأنثى في حق التعليم والعمل (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ)(النساء: من الآية124) وساوى كذلك بين الجنسين في اكتساب أجر يقابل نوع العمل (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)(النساء: من الآية32) وقد ساوى الإسلام بين الذكر والأنثى في الولاية ، فقال الله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)(التوبة: من الآية71) وفي تولي المسؤوليات ، إذ زادت الآية الكريمة تقول : (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(التوبة: من الآية71) وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلطة خاصة من أهم سلطات الدولة في إدارة الأمن عهد الله بها إلى المؤمنين والمؤمنات على السواء " ( الأسرة ، 1424هـ ، ص28 ) .
"ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ولّى أم الشفاء بنت عبد الله ، على مرفق اقتصادي مهم هو حسبة السوق بما يتطلبه ذلك من مراقبة للأسعار وقمع الغش " ( )( المصدر السابق ، ص28 ) .
" كما روي أن سمراء بنت نهيك الأسدية( ) كانت تمر في السوق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وبيدها سوط يرمز إلى هيبتها ويشير إلى وظيفتها الأمنية . وبصفة عامة فإن النساء لم يكن مغيبات عن المهام السامية في عهد الإسلام الأول . وقد أفردت كتب الحديث نساء راويات ومفتيات .( المصدر السابق ، ص28 ) .
" واشتهرت المرأة بالتثبت والصدق في رواية الحديث . ولا يعرف في تاريخ الرواية أن واحدة من النساء كانت من بين من ثبت عليه وضع الحديث الكاذب . وقد كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها من مكثرات رواية الحديث ، حتى أنها روت ألفاً ومائتين وعشرة أحاديث . وعنها قال عروة بن الزبير : ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة ( ). فكانت عالمة تدرس الأبناء في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما إلى أن توفيت رضي الله عنها ." المصدر السابق ، ص28 ) .
تلك مقدمة أوضح فيها أن المرأة في الإسلام وفي عصر الصحابة رضي الله عنهم لم تكن مهمشة ، بل كانت تحظى بحقوقها كاملة وهي طفلة أو شابة أو زوجة أو أماً .
وبالنسبة إلى التهميش فلا يمكن الحديث عنه دون فهم المجتمع الذي نعيش فيه ، فإذا أردنا الحديث عن تهميش المرأة في المجتمع السعودي فيجب علينا أولاً فهم طبيعة المجتمع السعودي وتعدد ثقافاته بين مناطق المملكة المختلفة في الريف أو المدن ، وإذا حصل هذا الفهم فقد تظهر لنا بعض صور التهميش الناتجة عن تصورات خاطئة وثقافات لا تتفق مع وجهة النظر الشرعية ، ومن تلك الصور على سبيل المثال لا الحصر :
1-النظرة الدونية للمرأة في بعض مناطق السعودية ، والخجل من ذكر اسمها .
2-منع المرأة من المطالبة بحقوقها دون حضور ولي أمرها ، الأمر الذي يوضح عدم اعتبار شخصيتها واستقلال مسؤوليتها .
3-اختيار الزوج المناسب لها ( من وجهة نظر وليها ) دون اعتبار موافقتها أو رفضها .
4-منع المرأة من ممارسة بعض الأعمال كقيادة السيارات ، وإلزامها بالركوب مع سائق خاص ، أو مع ولي أمرها . ( أتفق مع من يمنع المرأة من قيادة السيارة في الوقت الراهن ، حتى تتم تهيئة المجتمع ووضع الضوابط وتحسين الوضع الأمني والحد من الفوضى المرورية ، الأمر الذي يصعب توفيره حالياً على الأقل ) .
5-تفضيل الولد على البنت ، وتقديم العديد من التسهيلات له على حساب التفريط في حقوق البنات ( شراء السيارة ، المصروف الشخصي ،الهدايا والهبات ) .
6-عدم البت في كثير من القضايا الزوجية ، أو التأخر في ذلك ، أو عدم تنفيذ الأحكام القضائية ، الأمر الذي يؤدي إلى تضييع كثير من حقوق المرأة في القضايا التي تخصها كالنفقة ، والحضانة ... .
7-عدم تخصيص محاكم شرعية خاصة بقضايا الأسرة والزواج وما يتعلق بها .
8-عدم تخصيص فروع من المؤسسات الحكومية لتقديم خدماتها للنساء ( مع تخصيص المرأة بالعمل في هذه الفروع ) .
وتكمن خطورة تهميش المرأة في ظهور المطالبات بحقوق ليست لها والدعوة لها بالبحث عن العمل بجانب الرجل ودعوتها للسفور وترك حجابها ... "فإن أعداء الأمة الإسلامية ما برحوا يحاربون دين هذه الأمة ويسعون في سبيل ذلك بكل ما أوتوا من قوة مادية ، وفكرية ، وسياسية ، واقتصادية ، وقد تفتقت قرائحهم في هذا المجال عن أمر مهم وخطير ، وجعلوا له عناوين براقة ، مثل : (قضية المرأة ) أو (حقوق المرأة ) . " ( العبد الكريم ، 1425هـ ، ص5 ) .
كيف نفعّل دور المرأة في بناء المجتمع المسلم
" القول بأن المرأة هي نصف المجتمع ... حقيقة اجتماعية لا شك فيها ، ولكن هل الأساس القاعدي لنا للمناداة بضرورة تعليمها وتمتعها بما يتمتع به شريكها الرجل من الحقوق والمزايا وما يلتزم به من الواجبات والتكاليف ؟ إننا لو اقتصرنا على هذه المقولة فإنما نمهد منذ البداية إلى فشل القضية وخسارتها ، لأننا بذلك نحصرها في نطاق كمي بحت ... القضية إذن ( إنسانية )...( اجتماعية )...( دينية )" ( علي ، 1412هـ ، ص243 ) .
وفيما بعض التصورات التي من شأنها تفعيل دور المرأة المسلمة لبناء المجتمع الإسلامي :
1-التعريف بموقف الإسلام من قضايا المرأة وبخاصة ما يتعلق بحقوقها وواجباتها من المنظور الإسلامى .
2-المشاركة الفعالة في المؤتمرات الدولية التي تعقد بشأن المرأة وطرح البديل الإسلامى في المسائل الاجتماعية .
3-أن تولي السلطات الصحية جُلَّ جهدها لتشجيع النساء على الانخراط في مجال العلوم الطبية والتخصص في كل فروعها، وخاصة أمراض النساء والتوليد، نظراً لندرة النساء في هذه التخصصات الطبية . ( )
4-تمكين المرأة من ممارسة الأعمال التي لا تتنافى مع الشريعة المطهرة ، وقد سمح الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة أن تقوم ببعض الأعمال كما في حديث هشام بنِ عُرْوَةَ عن أبيه أنه أخبره عبد الله بن عبد الله عن رَيْطَةَ بنتِ عبدِ الله امرأةِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ أُمّ وَلَدِهِ وكانتِ امرأةً صَنَاعَةً وليسَ لعبدِ الله بنِ مسعودٍ مالٌ، وكانَتْ تُنْفِقُ عليهِ وَعَلَى وَلَدِهِ من ثَمِنِ صَنَعْتَهَا، فقالتْ: والله لَقَدْ شَغَلْتَنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ عن الصَّدَقَةِ فما أسْتَطِيْعُ أَنْ أَتَصَدَّقَ مَعَكُمْ، فقالَ: ما أُحِبُّ إِنْ لم يَكُنْ لَكِ في ذَلِكَ أجرٌ أَنْ تَفْعَلِي، فَسَأَلَتْ رسولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ وهُو فقالتْ: يا رسولَ الله إِنَّنـي امرأةٌ ذاتُ صَنْعَةٍ أَبِيْعُ مِنْهَا، وليسَ لِـي