يدل على حمل المرأة ، لأن الذهب غلمان والفضة جوار . وربما دل على مال بكثرة ، أو علم للعالم ، ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل . وقد قيل : إن الكنز يدل على الاستشهاد ، والكنوز أعمال ينالها الإنسان في بلاده كثيرة ، وقال بعضهم : من رأى كأنه وجد كنزا فيه مال فيدل على شدة تصيبه وحكي أن امرأة رأت بنتا لها ميتة ، فقالت لها : يا بنية أي الأعمال وجدتي خيرا ؟ فقالت : عليك بالجوز فاقسميه في المساكين . فقصت رؤياها على ابن سيرين، فقال : لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به ، فقالت المرأة : استغفر الله إن عندي كنزا دفنته من أيام الطاعون ورأى رجل ثلاث ليال متواليات كأنه أتاه آت فقال له اذهب إلى البصرة فإنك بها كنزا فاحمله ، فلم يلتفت إلى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة ، فعزم على ا لذهاب إلى البصرة ، وجمع أمتعته ، فلما أن وردها جعل يطوف في نواحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شيء ، وأيس ولام نفسه على ما تجشم، فدخل يوما خربة فرأى فيها بيتا مظلما ، ففتشه فوجد فيه دفترا فأخرجه ونظر فيه ، فلم يعلم منه شيئا وقد كان مكتوبا بالعبرانية ، ولم يجد أحدا بالبصرة يقرأه، فانطلق به إلى شاب في بغداد ، فلما نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه إياه فأبى وقال : ترجمه بالعبرانية لي لأدفعه من بعد إليك ، فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير التاج : وأما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنها تتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غني ، وإن كانت حاملا ولدت غلاما . وإن رآه رجل على رأسه فإنه ينال سلطانا أعجميا ، فإن دخل عليه ما يصلحه سلم دينه ، وإلا كان فيه ما يفسد الدين ، لأن لبس ا لذهب مكروه في الشرع للرجال،وقد يكون أيضا زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة ، وإن رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنه يخرجه ويشرف أمره معه ، كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك ، إلا أن يكون له والد غائب فإنه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه ، والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني فقال : رأيت كأن على رأسي تاجا من ذهب ، فلقال له : إن أباك فر عربة قد ذهب بصره ، فورد عليه الكتاب بذلك ،وقال : إن التاج على رأس الرجل رئيسه الذي كان فوقه ، وقد ذهب عنه شيء يعز عليه وأعز ما عليه بصره