بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاو والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
آه .. آه ... طال هجري لك السنين تلو السنين .. والأيام تلو الأيام .
اللهم غفراً .. اللهم تجاوز عني ... اللهم أصلح قلبي وسدد عملي .. اهدني لوصاله والاهتمام به .
لقد غفلت كثيراً وتساهلت أكثر وقصرت وفرطت .. كل كلمة تدل على الجفاء نحو حبيبي فهي دالة على شخصي .
هل يا ترى أحد مثلي ؟! هل يوجد في المسلمين من فرط مع حبيبه كتفريطي ؟؟!
قد كنت أجلس معه بعد الفجر وبعد العصر أحمله وأحتضنه على صدري أرطب شفتاي باللهج به .
أستمتع بقربه وألتذ بجواره ، فما بال نفسي عزفت عنه ؟! ما بال قلبي قسى وجفا وأعرض عن لقائه ؟!
لعلكم - يا أعزائي - تتفكرون في محبوبي هذا الذي هجرته هذا الهجران الكبير .
لعلكم تتشوفون لمعرفته .
إن له حقا عظيماً علي ، وكم أخشى أن يقبضني ربي وأنا هاجر له فيكون يوم القيامة خصيماً لي في يوم
غضب الله فيه أشد الغضب .
عوذا بالله من ذلك المنقلب ومن ذلك المآل يوم يصير حبيبك خصمك ويتمكن منك في يوم قسط وجزاء .
اللهم ربي يا حي يا قيوم اهدني للقيام بحقه واجعله سميراً لي وأنيساً .
وأرجعني إليه رجعاً جميلاً وردني إليه رداً حسناً .
قال الله تبارك وتعالى : (( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )) .