الطريق إلى الله:آياته.فكيف نصل إليها؟
إن الطريق إلى الله تعالى هي آثاره التي تدل عليه وهي طريق وحيد، والعقل والفكر
والعلم شروط أساسية لسالك هذا الطريق.
وآيات الله جل جلاله نراها في ثلاثة: 1- الكــــون 2- القــــرآن 3- المعجزات والكرامات
ولكــــن
ولكــــن
ولكــــن
قبل أن نستعرض الآيات،، يجب أن نحرر أنفسنا من أجل أن نكون أهلاً لرؤية آيات الله..
مم نتحرر؟؟!
هذا ما سنتطرق له في هذا الموضوع لأننا إن لم نتحرر منها فإننا لن نصل
إلى الآيات ولن نؤمن بالله ولنقر أولاً أننا نحن الذين نحتاج إلى أن نؤمن بالله، والله
سبحانه لا يحتاج إلينا كي نؤمن به ((إن الله لغني عن العالميـــــن)). (العنكبوت:6)
نتحرر من:
1-الكبــــر: لأن الله لا يُري قلباً متكبراً آياته ((سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي
الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ
سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ)) (العنكبوت:6).
2- ولنحرر أنفسنا من الظلم والكذب: ((وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) (الصف:7).
(( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) (الزمر:13).
3- ولنحرر أنفسنا من الإفساد في الأرض ونقض العهد وتقطيع أواصر ما ينبغي أن يوصل: ((وَمَا
يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا
أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) (البقرة:26-27).
4- ولنحرر أنفسنا من الغفلة: إن أردنا أن تنكشف آيات الله كلها لنا، فإن بعضاً من آيات الله يتكشف
للإنسان بمجرد الفكر فإن لم تكن هناك موانع، وأخرى بمجرد العقل. ومثال تلك وهذه كل آية في
القرآن قد قال تعالى عنها: ((إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون))(الرعد:3) . ((إن في ذلك لآية لقوم
يعقلون))(الرعد:4)
ولكن آيات الله كلها لا تتكشف لقلب إلا إذا اجتمع لصاحبه فكر مع ذكر: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى
جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) (آل عمران:190-191).
وما أعرض معرض عن الله إلا لغفلة، ولا غفلة إلا وراءها لعب ولهو، والحياة الدنيا كلها لعب
ولهو: ((إنما الحياة الدنيا لعب ولهو ))(محمد:36) . ((اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ))(الأنبياء:1-3).
5-ولنحرر أنفسنا من الإجرام: ((كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون))(المطففين:14).
((كذلك نسلكه في قلوب المجرمين. لايؤمنون به وقد خلت سنة الأولين))(الحجر:12-13).
6- ولنحرر أنفسنا من التردد في قبول الحق إذا رأيناه صريحاً: ((وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ
يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ))(الأنعام:110)
، ولكن
هيهات والقلب قلب شيطان أن يكون أهلاً لهداية الرحمن، ذلك أن الضباب الكثيف يمنع أشعة
الشمس، والعطب في العين يمنع الرؤية، والمرض في الأذن يمنع السمع، وليس الذنب ذنب الماء
الفرات إذا وجده المريض مراً
قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا
آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ
فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي
الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) (المائدة:41)
فالسر دائماً في الإنسان نفسه: ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)) (الصف:5). وأما آيات الله
فواضحة بينة: ((وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)) (ألأنعام:55).
************