العيون، نبض حياة.. سحر وجمال.. بريق وأبجدية صمت..
يعبر الانسان احيانا في مواقف مختلفة عما بداخله نحو الآخرين من مشاعر
متباينة، بلغة يعرفها اغلب الناس ان لم يكن جميعهم، وهي لغة العيون * لغة
الصمت حيث تصمت الكلمات فوق الشفاه، لتنطق تلك النظرات الملتهبة بلاغة تفوق
لغة الكلام وكل ابجديات الكون.لغة العيون.. لغة الحب والعتاب، هي 'مسج'
حيوي وسريع قادر على توصيل مختلف الرسائل بصمت وصفاء وبأدق وأصدق التعابير،
لان العيون مرآة الروح، لا تعرف الكذب فهى تعبير داخلى يخرج على شكل نظرات
متعددة الاشكال والحركات.
انواع النظرات:
- النظرة الحانية:
وهي النظرة التى تشع حناناً ودفئاً ويشعر بها الأخر فتسحره وتنفذ إلي قلبه وهي تقول أقترب منى فستجد لدى الحنان والحب..
- النظرة المعاتبة:
وهي التى تقول: لماذا تتفوه بما لا يجب أن يقال بين الأحبة .. تأسّف حتى لا أغضب .. فسوف أسامحك فأنا سريعة السماح..
- النظرة المرحة:
وهي التى تضفي علي الحياة بهجة وسعادة وهي تقول: هيا إلي السعادة فالحياة أبسط من أن نعبس في وجهها..
- النظرة المحبة:
وهي التى تقول: أحبك .. فأنت حياتي ولا أستطيع الاستغناء عنك لأنك نصفي
الذي يكملني .. فأنت سر حياتي.. كما أنها بمثابة اليد الحانية التى تبدل
اليأس والتعاسة إلي أمل وسعادة.
- النظرة الحالمة:
وهي التى تشعرك بأنك فراشة صغيرة .. تطير محلقاً في سماء الحب وهي تقول لك: السماء مكاننا والأرض متاعنا والحياة ملكنا..
- النظرة الراضية:
وهي التى ترضى منك بالقليل.. لأن القليل منك كثير بالنسبة لها .. وكل شئ مهما صغر حجمه فهو كبير منك .. وهي دائما شاكرة لك فضلك..
- النظرة الطيبة:
هي أجمل نظرة لأجمل عيون لأنها تحمل البراءة والوداعة وتنطق بالنقاء
والوفاء والسماحة .. وتقول للجميع : إننى أثق بكم فأرجو ألا تخيبوا ظنى .
- النظرة الواثقة:
هي النظرة الجريئة التى لا تتردد في قول الحق مهما كانت النتائج .. ولكنها
تنطوي علي البراءة والصدق .. ولا نقصد بالعيون الجريئة .. العيون الوقحة ..
بل نقصد العيون الصريحة الواثقة التى لا تكذب ولا تتجمل.
- النظرة البريئة:
هي التى تدل علي صفاء النية وسلامتها .. كما أنها تحمل بعض السذاجة المحببة
التى تنم عن طيبة مفرطة .. فالعيون لها سحرها وتأثيرها في الحب والمحبوب
..
وقديماً قال الإمام الشافعي عن صاحبه وحبيبه:
مرض الحبيب فعُدته فمرضت من حزني عليه
جاء الحبيب يزورني فبرئت من نظري إليه
فالعين هي النافذة التى يطل منها الإنسان علي من حوله .. وهي ساعي البريد
الذي يوصل المشاعر الناعمة إلي المحبين.. وهي التى تعبر عما بداخل الإنسان
من مشاعر شتى سواء كانت مشاعر رقيقة ناعمة محبة أو عاتبة لائمة أو حتى
مشاعر غاضبة عاصفة أو ناقمة حاسدة
كيف تستخدم عينيك بفاعلية امام الغير؟
1) اعرف جيدًا ما الذي ستقوله، حتى لا تصرف جهدك الذهني إلى تذكر ترتيب
الأفكار والكلمات، وذلك يحتم عليك التحضير الجيد والتدريب الكافي.
(2) ابْنِ مَمَرًّا بصريًّا متصلاً بينك وبين المستمعين، وتذكَّر أنَّه
مهما كبر عدد المستمعين، فإنَّ كل مستمع منهم يريد أن يشعر أنَّك تكلِّمه
هو شخصيًّا. وتستطيع أن تحقق ذلك بالطريقة البسيطة التالية:
أثناء حديثك اختر شخصًا معينًا وانظر في عينيه حتى تبني بينك وبينه خط
اتصال بصري [من 5 إلى 10 ثوان، أي ما يوازي جملة واحدة تقريبًا] ثم انقل
بصرك إلى شخصٍ غيره. وهذا شيء سهل حدوثه نسبيًّا بالنسبة للأعداد الصغيرة،
أمَّا إذا كنت تتحدَّث إلى مئاتٍ أو آلاف، فهذا أمرٌ مستحيل بالطبع، وفي
هذه الحالة اختر فردًا أو فردين من كل قطاع، وابنِ جسرًا بصريًّا بينهما،
وبالتالي سيشعر كل فرد أنَّك تكلمه هو مباشرة.
(3) لاحظ رجع الصدى البصري، فأثناء حديثك يستجيب لك مستمعوك برسائلهم غير
اللفظية الخاصة، فيجب أن تكون عيناك نشيطتين حتى تلتقط هذه الرسائل، وتعرف
ما التصرف الذي سيُبنَى على هذا الأساس.
فإن كان رد فعلهم إيجابيًّا فما عليك إلاَّ أن تستمر فيما أنت عليه، ولتبشر
بنجاحك، ولتحاول توطيد صلتك بمن استجابوا لك بصريًّا، بأن تخصهم بابتسامة
خاصة ونظرات أعمق.
أمَّا إن كانت انطباعاتهم [ردود أفعالهم] سلبية، فلتنظر ما السبب في ذلك؟ فإن كان سببًا خارجًا عن إرادتك فحسبُك الله.
أمَّا إن كان السبب منك، فلتحاول أن تغيِّر من نبرات صوتك، أو تضيف بعض
المرح والدعابة إلى حديثك، أو بعض القصص والأشعار، ولتراقب الأعين، وأي
الموضوعات كان أشدهم جذبًا لانتباههم.
وإن كان في مظهرك شيء يشتت انتباههم، فلتحاول إصلاحه إن أمكن ذلك.
إنَّ لغة العيون لغة موحَّدة يفهمها كل الناس مهما كانت أوطانهم وأجناسهم وألسنتهم، فلنحرص على تعلمها.المرفقات