قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صمت نجا وروينا عن
عقبة بن عامر أنه قال يار سول الله فيم النجاة فقال يا عقبة أملك عليك
لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ويروى عن أبي الدرداء أنه قال الصمت حكم
وقليل فاعله وقد روي ذلك مرفوعا وروي أنه من كلام لقمان والله أعلم وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا
أو ليصمت وعن عيسى عليه السلام أنه قال لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله
فتقسوا قلوبكم وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا وأفضل السلام البر ثلاثة
المنطق والنظر والصمت فمن كان منطقه فيغير ذكر الله تعالى فقد وهى ومن كان
نظره في غير اعتبار فقد سها ومن كان صمته في غير تفكر فقد لها وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن
تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه وروي عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال إن الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال
قيل ل بكر بن عبد الله المزني إنك تطيل الصمت فقال إن لساني سبع إن تركته
أكلني وأنشد الخشني شعرا لسان الفتى سبع عليه مراقب فإن لم يدع مرغوبه فهو
آكلهوقال آخر القول لا تملكه إذا نما كالسهم لا يرجعه رام رمى قال هبيرة بن
أبي وهب وإن مقال المرء في غير كنهه لكالنبل تهوى ليس فيها نصالها وقال
أبو العتاهية من لزم الصمت نجا من قال بالخير غنم اجتمع أربعة حكماء فقال
أحدهم أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت وقال الآخر لأن أندم
على ما لم أقل خير من أن أندم على ما قلت وقال الثالث إذا تكلمت
بالكلمةملكتني وإن لم أتكلم بها ملكتها وقال الرابع عجبت ممن يتكلم بالكلمة
إن ذكرت عنه ضرته وإن لم تذكر عنه لم تنفعه وقال طرفة وأعلم علما ليس
بالظن أنه إذا ذل مولى المرء فهو ذليل وأن لسان المرء ما لم تكن له حصاة
على عوراته لدليل وقال غيره عليك بالصمت فإن لم يكن من القول بد فقل أحسنه
فربما فارقت بالذي تقول أماكنها الألسنة كان يقال العافية عشرة أجزاء تسعة
منها في الصمت وجزء في الهرب من الناس وقال صلى الله عليه وسلم إن من شر
الناس الذين يكرهون لاتقاء ألسنتهموقال الشاعر صمت على أشياء لو شئت قلتها
ولو قلتها لم أبق للصلح موضعا وقال منصور الفقيه خرس إذا سألوا وإن قالوا
عيي أو جبان فالعي ليس بقاتل ولربما قتل اللسان قال امروء القيس إذا المرء
لم يحزن عليه لسانه فليس على شيء سواه بخزان وقال آخر قد أفلح الساكت
الصموت كلام واعي الكلام قوت ما كل قول له جواب جواب ما تكره السكوت يا
عجبا لامريء ظلوم مستيقن أنه يموت روينا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه
أخذ يوما بطرف لسانه فقال ها إن هذا أوردني في الموارد قال ابن مسعود إن
كان السموم في شيء ففي اللسان ووالله ما على وجه الأرض شيء أحق بطول سجن من
اللسان أخذه الشاعر فقال وما شيء إذا فكرت فيه أحق بطول سجن من لسان كان
يقال اللسان سبع عقور أخذه الشاعر فقال رأيت اللسان على أهله إذا ساسه
الجهل ليثا مغيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس في النار
على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم قال الله تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد وقال تعالى وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله عقد لسان كل قائل فلينظر
المرء ما يقول قال عمار الكلبي وقل الحق وإلا فاصمتن إنه من لزم الصمت سلم
إن طول الصمت خير للفتى من مقال فيه عي وبكم قال النبي صلى الله عليه وسلم
رحم الله امرءا أمسك فضل لسانه وبذل فضل ماله وعلم أن كلامه محصي عليه قال
الأصبحي من كثر كلامه كثرت خطاياه وقال أبو الدرداء من فقه الرجل قلة
كلامه فيما لا يعنيه وقال مالك بن دينار لو كانت الصحف من عندنا لأقللنا
الكلام لما خرج يونس من بطن الحوت أطال الصمت فقيل له ألا تتلكم فقال
الكلام صيرني في بطن الحوت قال عمر بن عبد العزيز الفقه الأكبر القناعة وكف
اللسان وسئل عمر بن عبد العزيز عن قتلة عثمان فقال تلك دماء كف الله عنها
يدي فأنا أكره أن اغمس فيها لساني قال يزيد بن أبي حبيب المتكلم ينتظر
الفتنة والمتصنت ينتظر الرحمة ويقال شر ما طبع الله عليه المرء خلق دنيء
ولسان بذيء وقالوا البذاء من النفاق