لماذا الابتعاد عن : القراءة و الثقافة ؟
ابتعد
الشباب و الطلبة في مجتمعاتنا عن قراءة الكتب و المطالعة بشكل كبير أثر
على عدد الكتاب و عدد الكتب المطبوعة ( مع وجود عوامل أخرى لذلك )
فنادرا
ما تصادف شابا حتى في الجامعة قرأ كتابا خارج كتبه المدرسية و الجامعية
مما يعني تدني المستوى الثقافي العام للمجتمع و للشريحة الشابة بشكل خاص و
النتيجة : المجتمع يسير إلى الوراء و إلى انقسام لطبقتين : الأولى قليلة
العدد ذات كفاءات علمية و ثقافية كبيرة جدا و الثانية كثيرة العدد
فيها
من هو ذو كفاءة علمية و من لا يملكها لكن يجمعهما قلة القراءة و الثقافة
العامة ( لا يعرف خارج اختصاصه شيئا ) و هذا الامر كارثة حقيقية للمجتمع و
الوطن !
دعونا نبحث عن الأسباب التي تقود لمثل هذه الظاهرة :
أولاً : السبب المادي :
في
البلدان الفقيرة مثل سوريا - مصر - العراق ..... حيث قد لا يملك الشخص ما
يمكنه من العيش مع عائلته دون أعمال إضافية و و و ... فلا تكون القراءة و
المطالعة من أولوياته أو من اهتماماته .. لكن هذا السبب ليس مقنعاً فنشاهد
دولا كدول الخليج العربي الغنية جدا و فيها نفس الحالة , كما نشاهد دولة
مثل موريتانيا فقيرة في اقتصادها لكن أهلها جميعهم مثقفون يكتبون و يقرؤون
و يشاركون في النشاطات السياسية ( قد لا يخلو منزل من سياسي أو ناشط حزبي
أو أديب أو مثقف )
ثانياً : انتشار مبدأ " من تمنطق فقد تزندق " :
هذا
المبدأ الذي عملت على نشره الدولة العثمانية لمنع الشعوب الخاضعة لسلطتها
من التفكير و الكتابة و نشرا للجهل حتى تمنع ثورتهم ضدها ... و قد بقي هذا
المبدأ قائماً إلى الآن في كثير من الدول و خاصة في منطقة الخليج العربي
... و قد تشعب و تفرع كثيراً و أكثر مظاهره السياسة التكفيرية التي تسلط
سيفها على رقاب المفكرين .
ثالثاً : سياستا التدجين و التتفيه لدى بعض الحكومات العربية :
في
الماضي كانت سياسة التدجين هي الرائجة فلا يحق لك أن تقرأ إلا ما تقدمه
هذه الحكومة أو تلك .. و لا يحق لك أن تفكر إلا فيما تسمح لك به , لا رأي
لك سوى إذا ما وافقت على رأيها .. لكن الآن نلاحظ انتشار سياسة التتفيه و
حلولها محل التدجين , ما نوع موبايلك ؟ كم نغمة لديك ؟ ... أي مطربة تفضل
؟ ما هو آخر " لوك " لفلان ؟ و نلاحظ الاهتمام المتزايد للقنوات الفضائية
الحكومية بهذه التفاهات و التي الغرض منها شغل الشباب بها عن السياسة و
الاقتصاد و ..
رابعاً : الخوف :
هذا ليس سبباً قائماً بذاته
لكنه مرتبط بكل ما سبق و بغيره : الخوف من الحكومات - الخوف من السلطة
الدينية - الخوف من المجتمع و نظرته المتخلفة المرتبطة بعادات و تقاليد
قديمة أو بخرافات و شعوذات -
هذه مجموعة أسباب في رأيي أنها
أساسية ... إذا كان لديكم أسباب أخرى أو مظاهر لهذه الحالة أرجو ذكرها في
ردود على الموضوع ... و سأذكر في رد لاحق الحلول التي أراها مناسبة .