لا
أعلم أذا كانت
هذه القصة حقيقية
أم لا ولكنها
فعلاً مأساة
يشيب لها الرأس
!!
((هذه أحداث
قصة حقيقة من
واقعنا المؤلم
يحكيها من جرت
عليه القصة
ويكتبها فاعل
خير))
الدموع
وحدها لا تكفي
، والموت ألف
مرة لا تعادل
آه واحدة تخرج
من جوفي المجروح
وفؤادي المكلوم
.. أنا الذي عرفت
الآن أن السعيد
من وعظ بغيره
، والشقي من وعظ
بنفسه .. لله در
من قال هذا المثل
ما أصدقه ، ولله
دره ما أحكمه
!!
إنه الألم
، إنها الندامة
على كل لحظات
الحياة ، كلما
بدأ يوم جديد
بدأت معاناتي
وكل لحظة بل
كل غمضة عين أراها
تحرق في قلبي
كل شيء !!
أموت
في اليوم ألف
بل آلاف المرات
، ولا أحد يدري
بي ولا أحد يعلم
ما بي إلا الله
.. أنا الذي هدم
كل ما بني له
وخرب أعز ما
يملك بيديه ،
نعم بيدي المجرمتين
النجستين الملعونتين
.. يالله ما أقسى
التفكير ، يالله
ما اشد المعاناة!!
في كل
صباح جديد يتجدد
الألم وتتجدد
الأحزان وفي
كل زاوية من
زوايا البيت
أرى ألوان العذاب
وأصيح وفي داخلي
صيحات لو أخرجتها
لأحرقت وهدمت
الجدران التي
أمامي .. إذا ما
انساب الليل
على سماء النهار
وغطاها وبدأ
ليل الأسرار
الذي يبحث عنه
العاشقون ويتغنى
به المغننون
وينادمه الساهرون
أنا
أبكي
ألف مرة وأتحسر
ألف مرة لأنني
حي وأعيش إلى
الآن !!
أريد
أن أموت ولكن
لا أستطيع ربما
لأني جبان وربما
لأنني لا أريد
آن أكرر الخطأ
مرتين فلعل
الله أن يغفر
لي ما جنيت في
حياتي الماضية
بل في مرارتي
الماضية..
كثيرون
يتلذذون بالماضي
وما فيه ويحبون
الحديث عنه إلا
أنا .. أتعلمون
لماذا ؟!؟
لا أريد
أن أخبركم لأنني
أخاف أن تلعنوني
وتدعون علي أكثر
من دعواتي ولعناتي
على نفسي ويكون
فيكم صالح تجاب
دعوته فيعاقبني
الله بدعوته
ويلعنني بلعنته
..
إعذروني
على كلماتي
المترنحة الغير
مرتبة لأنني
مصاب وأي مصيبة
وليتها كانت
مصيبة بل اثنتان
بل ثلاث بل أكثر
بل أكثر ..
أنا من
باع كل شيء وحصل
على لاشيء..
ووالله
لم أذكر قصتي
لكم لشيء إلا
أنني أحذركم
أحذر من يعز عليكم
من أن يقع في
مثل ما وقعت به
.......................
.............................................
لا أدري
هل أكمل سرد
مأساتي أم أتوقف
..
والله
إن القلم ليستحي
مما أريد أن
أكتب ، واصبعي
يردني ألف مرة
ويريد أن يمنعني
ولكن سأكتب قصتي
لعل
الله أن يكتب
لي حسنة بها
أو حسنتين ألقى
بها وجهه يوم
القيامة .. مع
أني أتوقع أن
يقبل الله توبة
الشيطان ولا
يقبل توبتي..
لا تلوموني
واسمعوا قصتي
واحكموا واتعظوا
واعتبروا قبل
أن يفوت الأوان
!!
أنا شاب
ميسور الحال
من أسرة كتب
الله لها الستر
والرزق الطيب
والمبارك .. منذ
أن نشأنا ونحن
نعيش سويا يجمعنا
بيت كله سعادة
وأنس ومحبة ..
في البيت أمي
وأبي وأم أبي
(جدتي) وإخواني
وهم ستة وأنا
السابع وأنا
الأكبر من الأولاد
والثاني في ترتيب
الأبناء فلي
أخت اسمها سارة
تكبرني بسنة
واحدة ..
أنا رب
البيت الثاني
بعد أبى والكل
يعول علي كثيراً
.. استمريت في
دراستي حتى وصلت
للثاني ثانوي
وأختي سارة
في الثالث الثانوي
وبقية إخوتي
في طريقنا وعلى
دربنا يسيرون
.. كنت أتمنى أن
أكون مهندساً
وأمي كانت تعارض
وتقول بل طياراً
وأبى في صفي
يريد أن أكون
جامعياً في
أي تخصص , وأختي
سارة تريد أن
تكون مدرسة لتعلم
الأجيال الدين
والآداب ....ولكن
وياللأحلام
وياللأمنيات
!!
كم من
شخص انقطعت حياته
قبل إتمام حلمه
وكم من شخص عجز
عن تحقيق حلمه
لظروفه وكم من
شخص حقق أحلامه
ولكن أن يكون
كما كنا لا أحد
مثلنا انقطعت
أحلامنا بما
لا يصدق ولا
يتخيله عاقل
ولا مجنون ولا
يخطر على بال
بشر..!!
تعرفت
في مدرستي على
أصحاب كالعسل
وكلامهم كالعسل
ومعاملتهم كالعسل
بل وأحلى .. صاحبتهم
عدة مرات ورافقتهم
بالخفية عن
أهلي عدة مرات
ودراستي مستمرة
وأحوالي مطمئنة
وعلى أحسن حال
وكنت أبذل قصارى
جهدي لأوفق بين
أصحابي وبين
دراستي .. وقد نجحت
في ذلك ولكن هذا
النجاح لم يطول
فمع حلول الإجازة
سأتخلى عن أحد
أعبائي أقصد
عبء الدراسة
وسأتفرغ لمن
أخالهم أحبة
لي .. لتبدأ المأساة
..!!
لاحظ
أبى أن خروجي
من البيت قد زاد
وأن عدم إهتمامي
بالبيت قد زاد
أيضاً فلامني
ولامتني أمي
.. أما أختي سارة
فكانت تدافع
عني لأنها كانت
تحبني كثيراً
وتخاف علي من
ضرب أبى القاسي
إذا ضرب وإذا
غضب واستمرت
أيام العطلة
ولياليها التي
لو كنت أعلم ما
ستنتهي به لقتلت
نفسي بل قطعت
جسدي قطعة قطعة
ولا استمريت
فيها ولكن هي
إرادة الله ..!!
كنا أنا
وأصحابي في
ملحق لمنزل
أحد الشلة وقد
دعانا لمشاهدة
الفيديو وللعب
سوياً فجلسنا
من المغرب
حتى
الساعة الحادية
عشر ليلا وهو
موعد عودتي للبيت
في تلك الأيام
ولكن طالبني
صاحب البيت
بالجلوس لنصف
ساعة ومن ثم نذهب
كلنا إلى بيوتنا
.. أتدرون ما هو
ثمن تلك النصف
ساعة ؟
إنه عمري
وعمر أبى وعمر
أمي وعائلتي
كلها نعم كلهم..كانت
تلك النصف ساعة
ثمناً لحياتنا
وخطوة نقلتنا
من السعادة إلى
الشقاء الأبدي
.. ليس ذلك فحسب
بل مهدت الطريق
لنقلي إلى نار
تلظى لا يصلاها
إلا الأشقى
..
أعتذر
لكم .. أظنني انحرفت
عن قلب المأساة..
المهم
تحت إصرار الجميع
بقيت وليتني
لم أبقى .. ليت
الأرض انشقت
وبلعتني وقتها
.. فقد تبرع أحد
الأصحاب بإعداد
إبريق من الشاي
.. وأخذنا نحن نتمازح
ونجرأطراف أحاديث
شتى لحين وصول
صاحبنا .. وها
هو يصل وبكل
ما تعنيه البراءة
من كلمة يقدم
الشاي للجميع
.. رشفة من الشاي
وبدأنا نتمايل
و نتقيأ بكل شكل
ولون ..تتعالى
ضحكاتنا تشق
ذاك السكون الرهيب
.. لا ندري ما الذي
أصابنا ، الكل
يتلوى على الأرض
في حالة هستيرية
.. لا أدري ما الذي
حدث بعدها حتى
أيقظنا أول من
تيقظ منا .. وأخذ
صاحب المنزل
يلومنا ويعاتبنا
على الذي فعلناه
فقمنا ووحده
من أعد الشاي
يدري ما حدث ولماذا
حدث وكيف حدث
فعاتبناه على
الذي فعله..فقال
أنه لم يقصد إلا
مزاحنا وإزالة
الرتابة والملل
الذي انتابنا
تلك الليلة
، فتنظفنا ونظفنا
المكان وخرجنا
إلى منازلنا
.. وصلت المنزل
مع بزوغ الفجر
ولحسن حظي لم
يكن أبي مستيقظاً
.. الكل نائم .. تسللت
إلى غرفتي وأغلقت
خلفي الباب
.. ألقيت بجثتي
على السرير
.. أغمضت عيني
لبرهه .. فتح أحدهم
الباب بقوة
.. بلل الرعب جسدي
كالمطر .. آه ..لقد
أرعبتني يا
ساره ..
نظرت
إلي بنظرة حاده
مستنكرة فعلي
هذا .. وأخبرتني
أنها بقيت مستيقظة
تنتظرني وأنها
شعرت بالخوف
عندما تأخرت
واضطرت لتكذب
على أبي لأجلي
.. وأخذت تنصحني
وتحذرني بل أنها
هددتني أن تخبر
أبي إن لم أعدها
بأن لا أكرر
ما فعلته الليلة
فطلبت منها أن
تسامحني ووعدتها
أن لا أكررها
مرة أخرى.. ولم
تعلم المسكينة
أن ما أخفيه
عنها أعظم فحياتها
مهددة قبل حياتي
.. ليتها ما سامحتني
ليتها ضربتني
أوقتلتني وما
سامحتني ....... يا
رب ليتها ما
سامحتني .. سامحها
الله ليتها
ما سامحتني
..!!
اعذروني
.. كل ما تذكرت
تلك اللحظات
تغلبني دموعي
وتختنق الكلمات
داخل حلقي فاجتمعنا
بعد أيام عند
أحد الأصحاب
وبدأنا نطلب
إعادة تلك المزحة
لأننا أحببناها
وعشقناها فقال
لنا صاحبنا إنها
تباع بسعر لا
يستطيعه لوحده
فعملنا قطية
فاشترينا بعددنا
كبسولات صاحبنا
.. أظنكم عرفتم
ما هي ؟!؟
إنها
المخدرات ..إنها
مزحة بحبة مخدرات
ونحن لا ندري
، دفعنا بعضنا
إلى التهلكة
بمزحة وضحكة
وحبة من المخدرات
!!
اتفقنا
على عمل دورية
كل أسبوعين على
واحد منا والحبوب
نشتريها بالقطة
فمرت الأيام
وتدهورت في المدرسة
، فنقلني آبى
إلى مدرسة أهلية
لعلي أفلح وأخرج
من الثانوي فقد
تبخرت أحلامي
وأحلامه وأحلام
آأمي بالطيران....
أي طيران وأي
هندسة ترجى من
مثلي ؟
والله
لم يكن ذنبي ولم
أكن أعلم ولو
عرض الأمر علي
لرفضت ولتركت
شلتي ولكنها
المزحة .. لعن
الله من مزحها
ومن لازال يمزحها
مع شباب المسلمين
!!
مرت
الأيام ونحن
في دوريتنا واجتماعنا
الخبيث ولا أحد
يعلم ولا أحد
يحس بما يجري
.. لقد أصبحت لا
أطيق البعد
عنها ولا عن أصحابي
فجاءت نتائج
نهاية العام
مخيبة لكل أهلي
ولكن خفف علينا
أن سارة نجحت
وتخرجت بتقدير
عالي .. مبروك
يا سارة قلتها
بكل إخلاص على
الرغم مما قد
كان أصابني قلتها
وأنا
لأول مرة وكانت
لآخر مره أحس
فيها بفرح من
أعماقي .. ماذا
تريدين أن اشتري
لك يا سارة بمناسبة
نجاحك .. أتدرون
ما قالت؟ كأنها
حضرتنا أنا وأصحابي
.. كأنها عرفت
حالنا .. أريدك
أن تنتبه لنفسك
يا أخي .. أنت عزوتي
بعد الله !!
لا أستطيع
المواصلة........
لقد قالتها
في ذلك اليوم
مجرد كلمات لا
تعلم هي أنها
ستكون في بقية
حياتي .. أشد من
الطعنات .. ليتها
ما قالتها وليتني
ماسألتها .. أي
سند وعزوة يا
سارة ترتجين؟
أي سند وأي عزوة
يا سارة تريدين
حسبي
الله ونعم الوكيل
حسبي الله حسبي
الله حسبي الله
ونعم الوكيل
!!
دخلت
سارة معهد للمعلمات
وجدت واجتهدت
وأنا أتنقل من
رسوب إلى رسوب
ومن ظلال وظلام
إلى ظلال وظلام
ومن سيء إلى
أسوأ ولكن أهلي
لا يعلمون ،
ونحن في زيادة
من الغي حتى
إننا لا نستطيع
آن نستغني عن
الحبة أكثر
من يومين فقال
لنا صديق بل عدو
رجيم بل شيطان
رجيم هناك ما
هو أغلى أحلى
وأطول مدة وسعادة
فبحثنا عنه ووجدناه
فدفعنا فيه المال
الكثير وكل ذاك
من جيوب آبائنا
الذين لا نعلم
هل هم مشاركون
في ضياعنا آم
لا وهل عليهم
وزر وذنب أم لا
!!؟
وذات
مرة وأنا عائد
للبيت أحست
سارة بوضعي
وشكت في أمري
وتركتني أنام
وجاء الصباح
..
جائتني
في غرفتي ونصحتني
وهددتني بكشف
أمري إن لم أخبرها
بالحقيقة .. دخلت
أمي علينا وقطعت
النقاش بيننا
وليتها ما دخلت
بل ليتها ماتت
قبل أن تدخل بل
ليتها ما كانت
على الوجود لأعترف
لأختي لعلها
أن تساعدني .. فأرسلتني
أمي لأشتري
أغراضاً لها
، فذهبت وأصبحت
أتهرب عن أختي
خوفاً منها على
ما كتمته لأكثر
من سنة أن ينكشف
وقابلت أحد أصدقائي
فذهبنا سويا
إلى بيت صديق
آخر ، فأخذنا
نصيبنا من الإثم
فأخبرتهم بما
حدث وخفنا من
الفضيحة وكلام
الناس وفكرنا
بل فكروا شياطيننا
وقال أحدهم لي
لدي الحل ولكن
أريد رجالاً
حقيقيون ينفذون
ما أريد عمله
.. أتدرون ما هو
الحل ؟ أتدرون
؟
والله
لو أسال الشيطان
ما هو الحل لما
طرت على باله
.. لحظة ، أتدرون
ما قال؟ أتدرون
كيف فكر؟
لا أحد
يتوقع ماذا قال
.. أقال نقتلها
ليته قالها ..
بل قال ما هو
أعظم !!
أقال
نقطع لسانها
ونفقأ عيونها
؟ لا بل ما قاله
أعظم !
أقال
نحرقها ؟ لا
بل قاله أعظم
!
أتدرون
ماذا قال ؟
حسبي
الله ونعم الوكيل
حســـــــــــبي
الله على الظالمين
..
حسبي
الله على أهل
المخدرات جميعاً
وعلى مهربيها
وعلى مروجيها
وعلى شاربيها
!
حسبي
الله على صاحبي
ذاك ..
حسبي
الله على نفسي
الملعونة .. حسبي
الله ونعم الوكيل
..
لقد قال
فصل الله عظامه
وأعمى بصره
وأفقده عقله
ولا وفقه الله
في الدنيا ولا
في الآخرة .. اللهم
لا تقبل توبته
إنه شيطان إنه
السبب في كل
ما بي وأنت تعلم
.. اللهم اقبضه
قبل أن يتوب وعاقبه
في الدنيا قبل
الآخرة .. أتدرون
ماذا قال ؟
لقد قال
المنكر والظلم
والبغي والعدوان
.. لقد قال أن أفضل
طريقة أن نجعلها
في صفنا (جعله
الله في صف فرعون
وهامان يوم القيامة)
نضع لها
حبة من حبوب
المخدرات وتصير
تحت أيدينا ولا
تستطيع فضحنا
أبداً .. رفضت ذلك
بالتأكيد !!
إنها
سارة العفيفة
الشريفة الحبيبة
الحنونة .. إنها
سارة أختي !
ولكن
وسوسوا لي وقالوا
هي لن تخسر شيء
.. أنت ستحضر لها
الحبوب في بيتكم
وهي معززة مكرمة
!!
إنها
مجرد حبوب وأنت
تعرف أنها لا
تؤثر ذاك التأثير
!
وتحت
تأثير المخدر
وتحت ضغوط شياطينهم
وشيطاني وافقت
ورتبت معهم كل
شيء .. ذهبت إلى
البيت وقابلتني
سارة وطالبتني
وقلت لها اصنعي
لي كوباً من الشاي
وأنا سأعترف
لك بكل شيء .. ذهبت
المسكينة من
عندي وكلها أمل
في أن تحل مشكلتي
وأنا في رأسي
ألف شيطان وشيطان
وهمي هو هدم حياتها
كلها ..
أحضرت
لي كوب الشاي
فقلت لها : صبي
لي ولك فصبت
ثم قلت لها : أحضري
لي كأساً من الماء
فذهبت لتحضره
وعندما خرجت
من الغرفة .. أقسم
بالله من غير
شعور نزلت مني
دمعة ..
لا أدري
.. هل هي دمعة ألم
على مستقبلها
؟
أم هي
دمعة على روحي
التي طلعت من
عيني .. لا أدري
ضميري !!
لا أدري
هل هي دمعة فرح
لأنني أوفيت
لأصحابي بالوعد
وأني حفظت السر
للأبد!
وضعت
في كأستها حبة
كاملة وجائت
وهي تبتسم وأنا
أراها أمامي
كالحمل الوديع
الذي دخل غابة
الذئاب بكل نية
صافية !
رات
سارة دموعي
فصارت تمسحها
وتقول لي أن الرجل
لا يبكي وأخذت
تحاول مواساتي
وهي تعتقد بأنني
نادم .. للأسف
هي لا تدري أنني
أبكي عليها
وليس على نفسي
.. أبكي على مستقبلها
، على ضحكتها
، على عيونها
وعلى قلبها
الأبيض الطاهر!!
الشيطان
في نفسي يقول
اصبر فلن يضرها
وغداً سوف تتداوى
أنت وهي .. وهي
لا تستطيع أن
تحس بمعاناتك
ولن تقدر على
مساعدتك للخروج
من أزمتك إلا
إذا عاشت التجربة
بنفسها !!
راح
الشيطان يزين
لي السوء والفسق
والفساد .. حسبي
الله عليه
قلت لها
دعينا نشرب الشاي
حتى أهدأ وبعدها
نتكلم .. فشربت
ويا ليتها ما
شربت ويا ليتها
ما صنعت الشاي
ولكنني أخذت
أجرها في السوالف
حتى بدت تغيب
عن الوعي فصرت
أضحك مرة وأبكي
مرة أخرى .. لا
أدري ما الذي
أصابني .. أضحك
وأبكي ودموعي
على خدي .. وبدأ
إبليس يوسوس
لي بأنني سوف
أنكشف إذا شاهدها
أبي وأمي بهذه
الحالة ففكرت
في الهروب وفعلاً
هربت لأصحابي
وبشرتهم بالمصيبة
التي صنعتها
فباركولي وقالوا
لي لا يفعل هذا
إلا الرجال
.. أنت الأمير
وأنت زعيم الشلة
وأنت الآمر والناهي
ونحن كلنا رهن
أمرك !!
نمنا
تلك الليلة
وعند الظهر بدأت
ارتجف وأسال
نفسي ماذا فعلت
وماذا اقترفت
يداي فصاروا
أصحابي يسألونني
ويقولون نحن
أول الناس معك
في علاجها ومادامت
حبوب فقط فهي
بسيطة وأهم
شيء أن سرنا في
بئر لا يعلمه
أحد ..
بعد يومين
بدأ أبي يسأل
عني بعد ما انقطعت
عنهم ، فأرسلت
أصحابي حتى
يشاهدون الوضع
في البيت كيف
هو لأنني خائف
من وعلى أختي
.. طمئنوني بأن
كل شيء على خير
ما يرام ولم
يحدث شيء فذهبت
إلى البيت وأنا
مستعد للضرب
والشتم والسب
والملام الذي
لم يعد يفيد!!
ضربني
أبي وأمي تلوم
وأختي تلوم ويهددون
.. وبعد أيام جائتني
أختي وسألتني
عن شيء وضعته
لها في الشاي
أعجبها وتريد
منه ورفضت فصارت
تتوسل لي وتقبل
أقدامي مثلما
كنت أفعل أنا
مع أصحابي عندما
أطلبهم فرحمتها
وأعطيتها وتكرر
هذا مرات كثيرة
وبدأت أحوالها
الدراسية تتدهور
حتى تركت الدراسة
بلا سبب واضح
لأهلي فصبروا
أنفسهم لأن البنت
مصيرها في النهاية
هو بيتها ، فتحولت
الآمال إلى
أخي الأصغر
مني ..
في إحدى
المرات طلبت
البضاعة من أحد
أصدقاء الشلة
وما أسوأها
من مرة من مرة
فقد انتهت من
عندي ورفض أن
يعطيني إلا
إذا وافقت على
شرطه .... أتدرون
ما هو شرطه ؟
حسبي
الله ونعم الوكيل
حسبي الله عليه
وعلى إبليس
حسبي الله عليه
!!
شرطه
أختي سارة يريد
أن يزني بها فرفضت
وتشاجرت معه
.. وأصحابنا الحاضرين
يحاولون الإصلاح
ويقولون لي أن
الأمر عادي
ومادامت مرة
فهي لا تضر وإذا
سألتها ووافقت
فما يضيرك أنت
؟ فصاروا معه
ضدي .. كلهم كانوا
معه وقلت له أنت
أول واحد كان
يقولي أنا معك
في طلب دوائها
وعلاجها واليوم
تطلب .. حسافة
بالصداقة .. فقال
بالفم المليان
: أي صداقة وأي
علاج يا شيخ
انسى انسى انسى
.. فتخاصمنا وقاطعت
الشلة .. طالت
الأيام وصبرت
أنا وأختي بدأت
تطلب وأنا لا
يوجد عندي وليس
لي طريق إلا
هم وأختي حالتها
تسوء يوماً بعد
يوم وتطالبني
ولو بكسرة حبة
.. فوسوس لي الشيطان
أن أسألها إذا
وافقت فلا أخسر
أنا شيئاً ولن
يدري أحد سوى
أنا وهي وصاحبي
على أن يعدني
بأن يبقى الأمر
سراً بيننا ولا
يخبر أحداً به
!!
فصارحتها
وقلت لها بأن
الشخص الذي عنده
الحبوب يريدك
ويريد أن يفعل
بك كذا وكذا ثم
يعطينا كل الذي
نحتاجه وببلاش
ودائماً سيعطينا
ما نريد !!
قالت
على طول : أنا
موافقة .. هيا
بنا نذهب إليه
!!
خططنا
أنا وأختي أن
نخرج وفعلاً
خرجنا أنا وهي
وذهبنا غلى صاحبي
في شقته وطلب
مني أن أقضي مشواراً
حتى يقضي ما
يريد من أختي
.. الله يلعني
ويلعن نفسي وصاحبي
وشياطيني والحبوب
وأهلها ومستعمليها
!!
جئت بعد
ساعة وإذا بأختي
شبه عارية في
شقة صاحبي وأنا
مغلوب على أمري
وكل ما أريده
هو هفة هيروين
.. فجلسنا أنا
وصاحبي وأختي
من الظهر إلى
بعد العشاء
في جلسة سمر
وشرب وعهر !!
يا ويلي
من ربي يا ويلي
من ربي ويلي
من النار أنا
من أهلها أنا
من أهلها .. ليتني
أموت يا رب موتني
يا رب موتني
أنا حيوان ما
استاهل أعيش
لو لحظة ..
رجعنا
أنا وأختي للبيت
ولا كأن شيئاً
قد حدث فصرت أقول
لأختي هذه أول
وآخر مرة وأثاري
صاحبي النجس
عطى أختي مواعيد
وأرقامه الخاصة
فإذا أرادت أختي
تتصل به دون الرجوع
إلي بلا علمي
ومرت الأيام
وأنا أرى أختي
تطلع من البيت
على غير عادتها
وترافقها أختي
الصغيرة فمرة
يذهبون للسوق
وللمستشفى حتى
أنها طلبت التسجيل
مره ثانية بالمعهد
فحاول المسكين
أبي بكل ما يملك
وبكل من يعرف
حتى يرجعها
من جديد وفرحت
العائلة من
جديد بعودتها
للدراسة واهتمامها
بها !!
ومره
وأنا عند أحد
أصحابي قال
لنا هيا نذهب
إلى أحد أصحابنا
وبالفعل ذهبنا
له وياللمصيبة
لقيت أختي
عنده
وبين أحضانه
وانفجرت من الزعل
فقامت أختي وقالت
لي : ما شأنك أنت
؟ هذه حياتي وأنا
حرة فيها !!
أخذني
صاحبي معه وأعطاني
السم الهاري
الذي ينسي الإنسان
أعز ما ما يملك
ويجعله في نظره
أبخس الأشياء
وأرذلها .. رجعنا
لصاحبنا وأنا
في شدة الإدمان
ولعبوا مع أختي
وأنا بينهم كالبهيمة
بل أسوأ .. ما ألعنها
من حياة وما
ألعنه من مصير
!!
مع العصر
رجعنا للبيت
وأنا لا ادري
ما افعل فالعار
ذهب والمال ذهب
والشرف ذهب والمستقبل
ذهب والعقل ذهب
وكل شيء بالتأكيد
ذهب !!
مرت
الأيام وأنا
أبكي إذا صحيت
وأضحك إذا سكرت
.. حياة بهيمة
بل أردى حياة
رخيصة سافلة
نجسة وفي مرة
من المرات المشؤومة
وكل حياتي كانت
مشؤومة .. وفي
إحدى الصباحات
السوداء عند
التاسعة
إذا بالشرطة
تتصل بأبي في
العمل ويقولون
له احضر فوراً
.. فحضر فكانت
الطامة التي
لم يتحملها
ومات بعدها بأيام
وأمي فقدت نطقها
منها .. أتدرون
ما هي .. أتدرون؟
لقد كانت
أختي برفقة
شاب في منطقة
استراحات خارج
المدينة وهم
في حالة سكر..
وحصل لهم حادث
وتوفي الاثنان
فوراً .. يالها
من مصيبة تنطق
الحجر وتبكي
الصخر !!
يالهما
من نهاية يا سارة
لم تكتبيها ولم
تختاريها ولم
تتمنينها أبداً
!
سارة
الطاهرة أصبحت
عاهرة ..
سارة
الشريفة أصبحت
زانية مومس
..
سارة
الطيبة المؤمنة
أصبحت داعرة
..
يالله
ماذا فعلت أنا
بأختي .. لهذا
الدرب أوصلتها
!!
إلى
نار جهنم دفعتها
بيدي إلى اللعنة
أوصلتها أنا
إلى السمعة
السيئة .. يا رب
ماذا أفعل؟
اللهم
إني أدعوك أن
تأخذني وتعاقبني
بدلا عنها يا
رب إنك تعلم إنها
مظلومة وأنا
الذي ظلمتها
وأنا الذي أحرفتها
وهي لم تكن تعلم!!
كانت
تريد إصلاحي
فأفسدتها لعن
الله المخدرات
وطريقها وأهلها
!!
أبى
مات بعد أيام
وأمي لم تنطق
بعد ذلك اليوم
وأنا لازلت في
طريقي الأسود
وإخواني على
شفا حفرة من
الضياع والهلاك
.. لعن الله المخدرات
وأهلها !!
بعدها
بفترة فكرت
آن أتوب ولم أستطع
الصبر فاستأذنت
من أمي أن أسافر
إلى الخارج
بحجة النزهة
لمدة قد تطول
أشهراً بحجة
أنني أريد النسيان
.. فذهبت إلى مستشفى
الأمل بعد آن
هدمت حياتي وحياة
أسرتي وحياة
أختي سارة !!
رحمك
الله يا سارة
رحمك الله .. اللهم
اغفر لها ..اللهم
ارحمها إنها
مسكينة وخذني
بدلاً عنها .. يا
رب ..!!
عزمت
على العلاج
ولما سألوني
عن التعاطي
زعمت أنه من الخارج
وأن تعاطي المخدرات
كان في أسفاري
وبعد
عدة أشهر تعالجت
مما كان أصابني
من المخدرات
ولكن بعد ماذا
؟
بعد ما
قطعت كل حبل
يضمن لنا حياة
هانية سعيدة
.. عدت وإذا بأهلي
يعيشون على ما
يقدمه الناس
لهم
لقد باعت
أمي منزلنا واستأجرت
آخر .. من بعد الفيلا
الديلوكس إلى
شقة فيها ثلاث
غرف ونحن ثمانية
أفراد من بعد
العز والنعيم
ورغد العيش إلى
الحصير ومسألة
الناس !!
لاعلم
لدي ولاعمل
وإخواني أصغر
مني ونصفهم ترك
الدراسة لعدم
كفاية المصاريف
فأهلي إن ذكر
اسم أختي سارة
لعنوها وسبوها
وجرحوها لأنها
السبب في كل
ما حصل ودعوا
عليها بالنار
والثبور وقلبي
يتقطع عليها
لأنها مظلومة
وعلى أهلي لانهم
لا يعلمون!!
ولا
أستطيع أن أبلغ
عن أصحاب الشر
والسوء الذين
هدموا حياتي
وحياة أختي
لاني إذا بلغت
سأزيد جروح
أهلي التي لم
تندمل بعد على
أختي وآبى وأمي
وسمعتنا وعزنا
وشرفنا لانهم
سيعلمون أني
السبب وستزيد
جراحهم وسيورطني
أصحاب السوء
إن بلغت عنهم
معهم فأنا في
حيرة من أمري!!
إني ابكي
في كل وقت ولا
أحد يحس بي وأنا
أرى أنه من المفروض
أن أرجم بالحجارة
ولا يكفي ذلك
ولا يكفر ما
فعلت وما سببت
!!
انظروا
يا أخواني ماذا
فعلت أنا .. إنها
المخدرات ونزوات
الشيطان .. إنها
المخدرات .. إنها
أم الخبائث ..
إنها الشر المستطير
.. كم أفسدت من
بيوت ، وكم شردت
من بشر وكم فرقت
من أسر ..
لا تضحكوا
يا إخواني ولا
تعجبوا وقولوا
اللهم لا شماتة
..
يا اخواني
اعتبروا وانشروا
قصتي على من
تعرفون لعل الله
أن يهدي بقصتي
لو شخص واحد أكفر
به عن خطئي العظيم
الذي أعتقد أنه
لن يغفر !!
اللهم
ارحم سارة بنت
..........اللهم ارحمها
واغفر لها .. ووالله
إني محتاج لوقفتكم
معي في شدتي
ولكن لا أريد
منكم شيئا وأشكر
أخى الذي كتب
معاناتي التي
بين أيديكم وأحسبه
الصاحب الصادق
والله حسبه
وأشكر من نشرها
وعممها ..
وهذا
مختصر المختصر
من قصتي التي
لو شرحتها بالتفصيل
لزاعت أنفسكم
اشمئزازاً وغمضت
عيونكم خجلاً
ولعل فيما قلت
الكفاية والفائدة
.. ووالله لولا
الحياء وسكب
ماء الوجه لأعطيتكم
طريقة اتصال
بي لتعرفوا
أن في الدنيا
مصائب لا تطري
على بال بشر
ولا يتخيلها
إنسان فقولوا
يالله الستر
والعافية!!
الستر
الذي ضيعته أنا
والعافية التي
ضيعتها أنا ..
لو تعرفون طعمها
ما تركتم الدعاء
والشكر والحمد
لله عليها لحظة
ولكن خلق الإنسان
عجول .. وجزاكم
الله خيرا