في
هذا اليوم الثلاثاء
20/3/1422هـ خرجت إلى
مقر عملي صباحا
قبل الساعة
السابعة وعدت
كالمعتاد قبل
صلاة العصر
بحوالي نصف
ساعة ، ثم تناولت
طعام الغداء
سريعا وإذا بجرس
الهاتف يدق ...
وإذا به مسؤول
مغسلة الموتى
القريبة من
المنزل يطلب
مني مساعدته
في تغسيل أحد
الأموات للصلاة
عليه بعد صلاة
العصر ... لم يتبق
على وقت الأذان
إلا خمس دقائق
... استعنت بالله
وسارعت إلى
المغسلة ووصلت
وقد شرع المؤذن
بالأذان ... هذه
ليست أول مرة
لي أشارك في
تغسيل الأموات
فقد شاركت في
العديد قبلها
.. ولكن الذي دعاني
هذه المرة للكتابة
هو ما رأيته
بأم عيني من
حال هذا الميت
نسأل الله لنا
ولكم حسن الختام
.. دخلت باب المغسلة
وكانوا قد أنزلوا
الميت من السيارة
قبل وصولي وإذا
برائحة قوية
تفوح في المغسلة
وكان الميت مغطى
بالكامل لم
يظهر من أي شيء
... بدأنا بفك الغطاء
عنه وذا بي أرى
جسم الرجل يميل
إلى البياض
مع وجود صفرة
خفيفة ... وكانت
هول المفاجأة
عندما نظرت إلى
وجهه ورأسه ...
لقد رأيت وجها
أسوداً ومتجها
إلى الجهة اليسرى
... حاولنا توجيه
وجهه أثناء التغسيل
وتعديل رقبته
إلى الوضع الطبيعي
أو إلى الجهة
اليمنى ولكن
دون جدوى فرقبته
قد تصلبت ولا
يمكن لأحد تحريكها
...!!
أتممنا
تغسيلة وتكفينه
... ثم حملناه أنا
ومعي ثلاثة رجال
أشداء ، ووضعناه
على النقالة
لنذهب به إلى
المسجد للصلاة
عليه ... حملناه
على النقالة
وكانت المسافة
إلى المسجد
حوالي 100 متر ،
لقد كان وزنه
ثقيلا لدرجة
أن يدي كادت أن
تتقطع وتألم
ظهري من ذلك ...
حمدت الله أن
تمكنت من توصيله
معهم ... وما أن
وصلنا حتى سلم
الإمام من صلاة
العصر... ثم صلوا
عليه .. أما أنا
فلم أتمكن من
الصلاة عليه
لهول ما رأيته
منه ... سألت أحد
الذين حضروا
من أصدقائه عنه
فقال إنه طبيب
باطنية وعمرة
قرابة الخمسين
عاما ... ثم سألته
كيف مات هذا الرجل
فقال لي جاءته
ذبحة صدرية مفاجأة
وهو في الحمام
ليلة أمس وسقط
ومات فورا داخل
الحمام ... نسأل
الله حسن الختام
... لم أستطع بعدها
أن أسأل عن حاله
مع الصلاة أو
أشياء أخرى
خشية أن يخرج
مني كلاما يفضح
أمره .. عدت إلى
منزلي متأثر
بما رأيت وأخذ
العرق يتصبب
من جسمي بغزارة
والألم يعتصر
قلبي لحال هذا
الرجل ... هذا المنظر
جعلني أبدأ في
إعادة حساباتي
مع الله من جديد
... وأرجو من كل
من قرأ هذه القصة
مراجعة حساباته
والعودة الصادقة
إلى الله والبعد
عن المعاصي
فإنها سبب لسوء
الخاتمة فقد
تموت وأنت على
معصية فتخسر
الدنيا والآخرة
...