الأوقات التي تفتح فيها ابواب السمــــاء
عندما نريد ان نسأل الله أن يقضي حوائجناويسرأمورنا
(1) قبل الظهر :
عَنْ عَبْدِ الَّهِ بْنِ السَّائِبِ : (( أَنَّ رَسُولَ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ وَقَالَ : إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ ، (( وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الزَّوَالِ لا يُسَلِّمُ إِلا فِي آخِرِهِنَّ [1]
( كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ ) قَالَ الْعِرَاقِيُّ هِيَ غَيْرُ الأَرْبَعِ الَّتِي هِيَ سُنَّةُ الظُّهْرِ قَبْلَهَا وَتُسَمَّى هَذِهِ سُنَّةَ الزَّوَالِ .
( وَقَالَ إِنَّهَا ) أَيْ مَا بَعْدَ الزَّوَالِ ( سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ) لِطُلُوعِ أَعْمَالِ الصَّالِحِينَ ( أَنْ يَصْعَدَ فِيهَا ) أَيْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ ( عَمَلٌ صَالِحٌ ) أَيْ إِلَى السَّمَاءِ وَفِيهِ تَلْمِيحٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَيْسَ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ تُفْتَحُ لَهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ [2]
قال المناوي : (قبل الظهر) أي قبل صلاته أو قبل دخول وقته ويؤيد الأول ما في رواية أخرى للترمذي بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وهو عند الزوال
(ليس فيهن تسليم) أي ليس بعد كل ركعتين منها فصل بسلام
(تفتح لهن ابواب
السماء) كناية عن حسن القبول وسرعة الوصول .[3]
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ : (( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ وَقَالَ : إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ [4]
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : (( أَدْمَنَ رَسُولُ الَّلهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الَّهِ مَا هَذِهِ الرَّكَعَاتُ الَّتِي أَرَاكَ قَدْ أَدْمَنْتَهَا ؟ قَالَ : إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَلا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا خَيْرٌ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الَّهِ تَقْرَأُ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَفِيهَا سَلامٌ فَاصِلٌ ، قَالَ : لاَ [5
فإن كانت هذه الساعة وتقبل الصلوات فحري أن يقبل الدعاء إذا دعا العبد في صلاته هذه ، إن شاء الله ، فإن قبل الله الصلاة وفتحت لها ابواب السمـاء فلا بد من قبول ما اشتملت عليه هذه الصلاة من ذكر ودعاء ، فنسأل الله من فضله .
(2) عند قول : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً :
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : (( بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : الَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ الَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، فَقَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : أَنَا يَا رَسُولَ الَّهِ ، قَالَ : عَجِبْتُ لَهَا ، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ [6]
(3) عند قول لا إله إلا الله :
ولكن بشرطين : الإخلاص واجتناب الكبائر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَا قَالَ عَبْدٌ لا إِلَهَ إِلا الَّهُ قَطُّ مُخْلِصًا إِلا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى الْعَرْشِ مَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ [7]
(مُخْلِصًا) أَيْ مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ , وَمُؤْمِنًا غَيْرَ مُنَافِقٍ .
(إِلا فُتِحَتْ لَهُ) أَيْ لِهَذَا الْكَلامِ أَوْ الْقَوْلِ فَلا تَزَالُ كَلِمَةُ الشَّهَادَةِ صَاعِدَةً
(حَتَّى تُفْضِي) أَيْ تَصِلَ .
مَا اِجْتَنَبَ" أَيْ صَاحِبُهُ " الْكَبَائِرَ" أَيْ وَذَلِكَ مُدَّةَ تَجَنُّبِ قَائِلِهَا الْكَبَائِرَ مِنْ الذُّنُوبِ .
قَالَ الطِّيبِيُّ : حَدِيثُ عَبْدِ الَّهِ بْنِ عَمْرٍو الَّذِي فِيهِ : وَلا إِلَهَ إِلا الَّهُ . لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ دُونَ الَّهِ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَيْهِ , دَلَّ عَلَى تَجَاوُزِهِ مِنْ الْعَرْشِ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى الَّهِ تَعَالَى , وَالْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ سُرْعَةُ الْقَبُولِ , وَالاجْتِنَابُ عَنْ الْكَبَائِرِ شَرْطٌ لِلسُّرْعَةِ لا لِأَجْلِ الثَّوَابِ وَالْقَبُولِ .
قَالَ الْقَارِي : أَوْ لأَجْلِ كَمَالِ الثَّوَابِ وَأَعْلَى مَرَاتِبِ الْقَبُولِ لأَنَّ السَّيِّئَةَ لا تُحْبِطُ الْحَسَنَةَ بَلْ الْحَسَنَةُ تُذْهِبُ السَّيِّئَةَ .[8]
(4) عند قول : (الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ) في الصلاة :
عن وائل بن حجر رضي الله عنه قَالَ : (( صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ : الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ الْقَائِلُ ؟ قَالَ الرَّجُلُ : أَنَا يَا رَسُولَ الَّهِ وَمَا أَرَدْتُ إِلا الْخَيْرَ ، فَقَالَ : لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ فَلَمْ يُنَهْهَا دُونَ الْعَرْشِ [9]
قال السندي : وَالْمُرَاد أَنَّهُ مَا مَنَعَهَا مَانِع مِنْ الْحُضُور فِي مَحَلّ الإِجَابَة وَالْمُرَاد سُرْعَة حُضُورهَا فِي ذَلِكَ الْمَحَلّ .[10]
(5) دعوة المظلوم تفتح
لها ابواب السمـاء :
وفي :حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : (( .. وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ [11]
(6) عند انتظار الصلاة :
عَنْ عَبْدِ الَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : (( صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ ، فَجَاءَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ : أَبْشِرُوا هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلائِكَةَ يَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى [12] عَقَّبَ : أي بقي ومكث .
(7) عند النداء :
عن أنس قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا نودي بالصلاة فتحت ابواب السماء
و استجيب الدعاء [13] .
قال المناوي : أي أذن مؤذن بأي صلاة كانت (فتحت ابواب السماء واستجيب الدعاء) قال الحليمي : معناه أن الله يستجيب للذين يسمعون النداء للصلاة فيأتونها ويقيمونها كما أمروا به إذا دعوه ويسألون ليكون إجابته إياهم إلى ما سألوه ثواباً عاجلاً - لمسارعتهم لما أمرهم به .
والدعاء أيضاً عند ختمه مستجاب لخبر أبي داود وغيره أن رجلاً قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال قل كما يقولون ، فإذا انتهيت فسل تعطه .[14]
عن أبي أمامة قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا نادى المنادي فتحت ابواب السمـاء و استجيب الدعاء [15] .
( عند إقامة الصلاة :
عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ [17]
(9) يومي الاثنين والخميس :
عن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ ، فَيُغْفَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِالَّهِ شَيْئًا ، إِلا امْرَأً كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا [18]
(10) وفي شهر رمضان :
عن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ الَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ [19]
(11) وفي جوف اليل :
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ ثُلُثُ الَّيْلِ الْبَاقِي يَهْبِطُ الَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ [20]
عن عثمان بن أبي العاص قال صلى الله عليه وسلم : ((أبواب السماء
نصف اليل فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مكروب فيفرج عنه ؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارًا [21] .
(12) عند صعود روح العبد الصالح :
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : (( خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةٍ فَجَلَسَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَبْرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَهُوَ يُلْحَدُ لَهُ فَقَالَ : أَعُوذُ بِالَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ثَلاثَ مِرَارٍ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي إِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا ، تَنَزَّلَتْ إِلَيْهِ الْمَلائِكَةُ كَأَنَّ عَلَى وُجُوهِهِمْ الشَّمْسَ ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ كَفَنٌ وَحَنُوطٌ فَجَلَسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، حَتَّى إِذَا خَرَجَ رُوحُهُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ إِلا وَهُمْ يَدْعُونَ الَّهَ أَنْ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ مِنْ قِبَلِهِمْ .. الحديث [22]