نزل المدرب الوطني الأسبق رابح سعدان ضيفا على موقع "دزاير واب تي في"، في حصة "مقهى الرياضة" التي يقدمها الزميل رياض بلخديم..
سعدان
وكانت الفرصة مواتية لـ "الشيخ" من
أجل الحديث عن عدة أمور تخص مشواره التدريبي مع المنتخب، سواء في المرة
الأخيرة التي أشرف فيها على "الخضر" أو خلال فترة "مونديال" المكسيك سنة
1986، حين حمل وقتها لوحده مسؤولية النتائج السلبية التي سجلها بلومي
ورفقاؤه، وتعرض لضغط رهيب وصل إلى حد محاولة حرق منزله.
"كان يفترض أن أنهي مسيرتي مع الخضر بعد المونديال ولقاء تانزانيا كان زيادة"وإذا
كان سعدان قد أوضح أن ما حدث له في 1986، يعود بشكل مباشر إلى المشاكل
التي عانى منها محيط المنتخب منذ تنحية وزير الشباب والرياضة آنذاك كمال
منتوري، الذي قال بشأنه إنه شخص رائع ساهم بشكل كبير في النتائج التي حققها
"الخضر" بين 1984 و1986، فإن "الشيخ" بالحديث عن تجربته الأخيرة بين 2008
إلى غاية سبتمبر 2010 قال: "لقاء تانزانيا بالنسبة لي كان زيادة، حيث وضعت
حدا لمسيرتي مباشرة بعد نهاية كأس العالم، خاصة أن عقدي مع الفاف كان يفترض
أن ينتهي وقتها، وحتى عائلتي طلبت مني ذلك لكن حب الوطن والمنتخب الوطني
جعلاني أقبل المواصلة ليحدث ما يحدث بعدها".
"الناس فهموا الآن ماذا كنت أقول بعد أن انهار المنتخب الوطني بدنيا ومعنويا"وعن
سر تصريحاته الانهزامية دائما قال سعدان: "الناس بعد سنة من رحيلي عن
المنتخب الوطني فهموا ماذا كنت أقصد بكلامي، وهذا بعد أن شاهدوا انهيار
اللاعبين بدنيا ومعنويا. أنا لما قلت إنه مستحيل أن نتأهل إلى كأس العالم
كنت أعرف جيدا قدرة اللاعبين وكلامي هذا صرحت به بعد هزيمتنا أمام السنغال.
يجب أن لا ينسى أحد أنه قبل 3 سنوات من الآن، لما أمسكت بزمام الأمور فإن
المنتخب الوطني لم يتأهل إلى دورتين متتاليتين من نهائيات كأس أمم إفريقيا،
وأنا كنت أتحدث بواقعية وليس من باب العاطفة، حيث أن الهدف الأول كان
العودة إلى الساحة الإفريقية من خلال ضمان مشاركة في كأس أمم إفريقيا التي
جرت في أنغولا".
"حققنا معجزة بالتأهل إلى كأس العالم وعرقلتنا أمور خارجة عن الجانب الرياضي"وفي
سياق كلامه أضاف الناخب الوطني الأسبق: "لقد حققنا معجزة بالتأهل إلى كأس
العالم 2010، بالنظر إلى وضعية المنتخب الوطني قبل سنتين من ذلك، لكننا
بالعمل المنجز قدنا المنتخب واللاعبين إلى قمة مستواهم. حيث عملنا كثيرا
وساعدتنا بعض الظروف، ولو أنه عرقلتنا أمور خارجة عن النطاق الرياضي. حيث
مثلا في تصفيات المونديال كدنا أن ندفع ثمن سوء التحكيم غاليا خاصة في لقاء
رواندا بالبليدة، حين كان ظل المنتخب المصري يومها حاضرا في الملعب خاصة
لما لا يحتسب لك هدفين أكثر من شرعيين، فإنك تحس أن الأمور ليست في وضعها
الطبيعي".
"أعطيت حياتي كلها للمنتخب الوطني وأتأثر كثيرا لما أجد نفسي في الهامش عند قيامي بعمل كبير"ولخص
سعدان مسيرته مع المنتخب الوطني بالقول: "لقد أعطيت حياتي كلها إلى كرة
القدم والمنتخب الوطني، حيث عملت دائما بإخلاص لخدمة بلدي لكني أتأثر كثيرا
لما أجد نفسي في الهامش عند قيامي بعمل كبير، ولا أخفي عليكم أني تمنيت أن
أكون مديرا فنيا وطنيا عند نهاية مشواري في العارضة الفنية للمنتخب
الوطني، حتى أضمن استمرارية العمل المنجز في 3 سنوات الفارطة". كلام سعدان
جاء ليؤكد أن سبب عدم إشرافه على أي فريق أو منتخب منذ رحيله عن تدريب
"الخضر"، مرده الأساسي رغبته في الحصول على منصب المديرية الفنية الوطنية.