ما جاء في جماعة المسلمين وأميرهم
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ جَدِّهِ أَبِي حبيبة , قَالَ : دَخَلْت
الدَّارَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ , فَسَمِعْت أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ : سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إنَّكُمْ
سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي فِتْنَةً وَاخْتِلاَفًا , قَالَ : فَقَالَ لَهُ
قَائِلٌ : فَمَا تَأْمُرُنِي , فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِالأَمِيرِ
وَأَصْحَابِهِ , وَضَرَبَ عَلَى مَنْكِبِ عُثْمَانَ. رواه ابن أبي شيبة
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رجل على عهد رسول الله صلى الله
عليه و سلم يغزو مع رسول الله فإذا رجع و حط عن راحلته عمد إلى مسجد الرسول
فجعل يصلي فيه فيطيل الصلاة حتى جعل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
يرون أن له فضلا عليهم فمر يوما ورسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد في
أصحابه فقال له بعض أصحابه : يا نبي الله هذا ذاك الرجل - فإما أرسل إليه
نبي الله و إما جاء من قبل نفسه - فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم
مقبلا قال : و الذي نفسي بيده إن بين عينيه سفعة من الشيطان فلما وقف على
المجلس قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أقلت في نفسك حين وقفت على
المجلس : ليس في القوم خير مني ؟ قال : نعم ثم انصرف فأتى ناحية من المسجد
فخط خطا برجله ثم صف كعبيه فقام يصلي فقال رسول الله : أيكم يقوم إلى هذا
يقتله ؟ فقام أبو بكر فقال رسول الله : أقتلت الرجل ؟ قال : وجدته يصلي
فهبته فقال رسول الله : أيكم يقوم إلى هذا يقتله ؟ فقال عمر : أنا و أخذ
السيف فوجده قائما يصلي فرجع فقال رسول الله لعمر : أقتلت الرجل ؟ قال : يا
نبي الله وجدته يصلي فهبته فقال رسول الله : أيكم يقوم إلى هذا يقتله ؟
فقال علي : أنا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنت له إن أدركته فذهب
علي فلم يجده فرجع فقال رسول الله : أقتلت الرجل ؟ قال : لم أدر أين سلك
من الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن هذا أول قرن خرج من أمتي
لو قتلته - أو قتله - ما اختلف في أمتي اثنان إن بني إسرائيل تفرقوا على
واحد وسبعين فرقة و إن هذه الأمة - يعني أمته - ستفترق - على ثنتين و سبعين
فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة فقلنا : يا نبي الله من تلك الفرقة ؟
قال : الجماعة
قال يزيد الرقاشي : فقلت لأنس : يا أبا حمزة و أين الجماعة ؟ قال : مع أمرائكم مع أمرائكم . رواه أبو يعلى
وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فارق الجماعة شبرا فقد فارق الإسلام . رواه البزار
وعن أبي ذر ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من
فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه . رواه البزار
والبيهقي
وعن سعد بن جنادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
الله صلى الله عليه و سلم : من فارق الجماعة فهو في النار على وجهه لأن
الله عز و جل يقول ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء
الأرض ) فالخلافة من الله فإن كان خيرا فهو يذهب به وإن كان شرا فهو يؤخذ
به عليك أنت بالطاعة فيما أمرك الله تعالى به . رواه الطبراني في
الكبير
وعن عرفجة بن ضريح الأشجعي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول : سيكون بعدي هنات و هنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو
يريد أن يفرق بين أمة محمد وأمرهم جميع فاقتلوه كائنا من كان يد الله على
الجماعة و ان الشيطان مع من فارق الجماعة . رواه الطبراني في الكبير
وقوله صلى الله عليه وسلم هنات : جمع هنة، وهي الخصلة من الشر، ولا تقال في
الخير ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم يد الله على الجماعة : أي سكينته
ورحمته مع القوم المتفقين المجتمعين.فإذا تفرقوا واختلفوا أزال السكينة
عنهم وأوقع بأسهم بينهم.