قصة ولادة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم لقد أرسلَ اللهُ تعالى سيِّدَنا محمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجعلَهُ أفضلَ خَلْقِهِ وأكرَمَهُم عليهِ، وقدْ ظهرَ لهُ منَ الفَضَائلِ ما يَدُلُّ على عُلُوِّ مَقَامِهِ وشَرَفِهِ على سائِرِ خَلْقِ اللهِ.
حتَّى إنَّهُ ظهرَ في مَولِدِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِنَ الآياتِ ما يدُلُّ على عظيمِ بَرَكَتِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ.
وقَدْ قَالَ بعضُ العلماءِ مِمَّنْ ألَّفَ في قِصَّةِ المولِدِ الشريفِ : حملَتْ ءامِنةُ بنتُ وَهَبٍ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عشيَّةَ الجُمُعةِ أوَّلَ ليلةٍ مِنْ رَجَبٍ.وإنَّ ءامِنَةَ لمَّا حملَتْ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَتْ ترى الطيورَ عاكِفَةً عليها إجْلالاً للذي في بَطْنِها وكانَتْ إذا جاءَتْ تستقي مِنْ بئرٍ يَصْعَدُ الماءُ إليها إلى رأسِ البِئْرِ إجلالاً وإعظاماً لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَتْ وكنتُ أسمَعُ تسبيحَ الملائكةِ حَوْلي وسمعتُ قائلاً يقولُ : هذا نورُ السيِّدِ الرسولِ ثم رأيتُ في المنامِ شجرةً وعليها نجومٌ زاهرةٌ بينهنَّ نجمةٌ فاخرةٌ أضاءَ نورُها على الكُلِّ، وبينما أنا ناظرةٌ إلى نورِها واشتعالِها إذْ سَقَطَتْ في حِجْري وسمعتُ هاتفاً يقولُ هذا النبيُّ السيِّدُ الرسولُ، ثم أمامي مَلَكٌ ومَعَهُ ورقةٌ خضراءُ فقالَ: إنكِ قدْ حَمَلْتِ بسيِّدِ المرسلينَ ونبيِّ المؤمنينَ.
قالَتْ : فانتبهتُ مِنْ نَوْمِي مرعوبَةً وحدَّثْتُ بذلِكَ زَوْجي فقالَ: قومِيْ إلى خَليفَةَ بنِ عتَّابٍ يفسِّرُ لكِ هذا المنامَ، قالَتْ فأتيتُ إليهِ وَقَصَصْتُ عليهِ هذا المنامَ فقالَ : الشجرَةُ إبراهيمُ الخليلُ والنجومُ الزاهرةُ همُ الأنبياءُ مِنْ أولادِهِ والنجمةُ الفاخِرَةُ التي علا ضوؤهَا علَى الكلِّ فهو نبيٌّ يظهرُ في هذا الزمانِ يكسِرُ الأوثانَ ويعبدُ الرَّحمنَ، وأمَّا سقوطُها في حِجْرِكِ فسوفَ تَلِدينَهُ وسَيَعْلو مكانُهُ وينتشرُ في المشْرِقِ والمغربِ برهانُهُ، ومرضَ عبدُ اللهِ وماتَ بالمدينةِ ولآمنةَ سِتَّةُ أشهرٍ وهيَ حاملٌ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولما ماتَ ضَجَّتِ الملائكةُ إلى بَارِيْها (سؤالاً لا اعتراضاً لأنَّ الملائكةَ لا يعترِضونَ على اللهِ) وقالَتْ إلهَنَا يبقَى نبِيُّكَ وحبيبُكَ يتيماً، قالَ اللهُ تعالى { يا ملائكَتي أنا أولى بحفظِهِ مِنْ أمِّهِ وأبيهِ وأنا خالِقُهُ ورازِقُهُ ومربِّيه ، ومُظَفِّرُهُ على أعادِيهِ ، ولِيَ تدبيرُ ذلكَ وأنا على كلِّ شَىْءٍ قديرٌ }.