منتديات آي ميس يو
آفات اللسان الباب الثالث Ezlb9t10
منتديات آي ميس يو
آفات اللسان الباب الثالث Ezlb9t10
منتديات آي ميس يو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أكبر منتدى للتعليم و الإبداعات بالعالم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المنتدى ينصح إستعمـــال برنامج opera للتصفــــــــح
طلب مديرين نشيطين للمنتدى

 

 آفات اللسان الباب الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mimou
Admin
mimou


الدولـه : : آفات اللسان الباب الثالث Jazaer10
ذكر عدد المساهمات : 1108
نقاط : 2272
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 06/12/1996
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
العمر : 27

آفات اللسان الباب الثالث Empty
مُساهمةموضوع: آفات اللسان الباب الثالث   آفات اللسان الباب الثالث I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 31, 2012 6:43 pm

الباب الثالث
القذف والخصومات
وبذاءة اللسان

الفصل الأول: القذف
وفيه مبحثان

الفصل الثاني: الجدال والخصومة
وفيه ثلاثة مباحث

الفصل الثالث: بذاءة اللسان بقبيح الكلام
وفيه خمسة وعشرون مبحثاً

الفصل الرابع: وجوب حفظ اللسان


الفصل الأول: القـذف

المبحـث الأول
تعريـف القـذف
يقال: قذف بالحجارة (أي) رمى بها، والمحصنة رماها بزنية... والتقاذف الترامي...(1).
وهو في الأصل رمي الشيء بقوة ثم استعمل في الرمي بالزنا ونحوه(2).

المبحث الثاني
الترهيب من الوقوع في القذف
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(3).
وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}(1).
وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(2).
وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} الآيات(1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”اجتنبوا السبع الموبقات“ قالوا: يا رسول الله ما هن؟ قال: ”الشرك بالله والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات“(2).
وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم بمنى: ”أتدرون أي يوم هذا“؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ”فإن هذا يوم حرام. أتدرون أي بلد هذا“؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ”بلد حرام. أتدرون أيَّ شهر هذا“؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ”شهر حرام“ قال: ”فإن الله حرم عليكم دمائكم، وأموالكم، وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا“(3).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (والغرض – من هذا الحديث- بيان تحريم العرض – الذي هو موضع المدح والذم من الشخص – أعم من أن يكون في نفسه، أو نسبه، أو حسبه)(1).
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ”كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله“(2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”من قذف مملوكه وهو بريء مما قال، جلد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال“(3).
وحديث الإفك الطويل فيه أحكام كثيرة لا يتسع المقام لذكره(4).


الفصل الثاني: الخصومات والجدال

المبحث الأول
الجدال بالباطل
الجدل اللدد في الخصومة والقدرة عليها(1) يقال: جادل مُجادلةً وجدالاً: إذا خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب(2) والجدال نوعان:
النوع الأول: الجدال المحمود الممدوح: وهو كل جدال أيّد الحق أو أوصل إليه بنية صالحة خالصة وطريق صحيح(3). قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(4). وقال عز وجل: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}(1). والمجادلة بالتي هي أحسن هي التي تكون عن علم، وبصيرة، وبحسن الخلق، ولطف، ورفق، ولين، وحسن خطاب، ودعوة إلى الحق، وتحسينه، ورد الباطل وبيان قبحه بأقرب طريق موصل إلى ذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المغالبة وحب العلو، بل يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق(2).
النوع الثاني: الجدال المذموم: وهو كل جدال أيد الباطل أو أوصل إليه أو كان بغير علم وبصيرة.
وهذا النوع هو من أعظم آفات اللسان قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ، كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}(1). {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ، ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}(2). {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا}(3). {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}(4).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار“(5).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا تعلموا العلم لثلاث: لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله، فإنه يدوم ويبقى، وينفذ ما سواه)(1).
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”ما ضلّ قومٌ بعد هُدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}“(2).
وقد ضمن النبي صلّى الله عليه وسلّم بيتاً في الجنة لمن ترك الجدال بالباطل من أجل الله عز وجل فقال عليه الصلاة والسلام: ”أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وأن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلُقه“(3).
الأسباب الباعثة على الجدال بالباطل
لا شك أن الأسباب الباعثة على الجدال بالباطل كثيرة منها:
1- الغرور، والكبرياء، والخيلاء.
2- إظهار العلم والفضل.
3- الاعتداء على الغير بإظهار نقصه وقصد أذاه.
وعلاج ذلك بالتوبة إلى الله تعالى، وبأن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله، والعدوان الباعث على احتقار غيره وتنقصه(1).

المبحث الثاني
الخصومة والنزاع
قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}(1).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصِمُ“(2).
والألدُّ: هو شديد اللدد كثير الخصومة. والخَصِمُ الذي يخصم أقرانه ويحاجهم بالباطل ولا يقبل الحق(3).
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم“(4). فالشيطان يحرش بين المصلين بالخصومات والشحناء، والحروب، والإغراء بين الناس بأنواع المعاصي والفتن وغيرها(5).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إن الله يبغض كل جعظريّ، جوَّاظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة“(1).
الجعظري: الفظُّ الغليظُ المتكبر. والجوّاظ: الجموع المنوع. والسخاب: كالصخاب: كثير الضجيج والخصام المتكبر.
جيفة: أي كالجيفة؛ لأنه يعمل كالحمار طوال النهار لدنياه، وينام طوال ليله كالجيفة التي لا تتحرك(2).
عالم بأمر الدنيا: أي بما يبعده عن الله عز وجل من السعي في تحصيلها. جاهل بأمر الآخرة، أي بما يقربه ويدنيه من الآخرة(3).
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ”إن الله لا يحب الفاحش المتفحش“(1) والفاحش الذي يرسل لسانه بما لا ينبغي، وذو الفحش وهو القبيح في الأقوال والأفعال. والمتفحش: الذي يتكلف ذلك ويتعاطاه ويستعمله(2).
وقال عليه الصلاة والسلام: ”هلك المتنطعون“ قالها ثلاثاً(3).
التنطع في الكلام: التعمق فيه والتفاصح: فهم المتعمقون، الغالون، المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم(4).
وقال عليه الصلاة والسلام: ”إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها“(1). وهو الذي يظهر التفاصح تيهاً على الغير، وتفاصحاً واستعلاءً ووسيلة إلى الاقتدار على تصغير عظيم، أو تعظيم حقير، أو بقصد تعجيزه، أو تزيين الباطل في صورة الحق أو عكسه، أو يقصد إجلال الحكام له ووجاهته وقبول شفاعته. وهو يتشدق بلسانه كما تتشدق البقرة بلسانها. ووجه الشبه: إدارة لسانه حول أسنانه وفمه حال التكلم كما تفعل البقرة بلسانها حال الأكل. وهذا كله ما كان على جهة الإعجاب والتعاظم(2).

المبحث الثالث
علاج الخصومات والغضب
من أسباب السلامة من اللجاج والخصومات كظم الغيظ والابتعاد عن الغضب وأسبابه. وعلاج الغضب بالأدوية المشروعة يكون بطريقتين:
الطريق الأول: الوقاية ومعلوم أن الوقاية خير من العلاج، وتحصل الوقاية من الغضب قبل وقوعه باجتناب أسبابه والابتعاد عنها ومن هذه الأسباب التي ينبغي لكل مسلم أن يطهر نفسه منها: الكبر، والإعجاب بالنفس، والافتخار، والتيه، والحرص المذموم، والمزاح في غير مناسبة، أو الهزل، أو ما شابه ذلك(1).
الطريق الثاني: العلاج إذا وقع الغضب وينحصر في أربعة أنواع كالتالي:
النوع الأول: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم(2).
النوع الثاني: الوضوء(1).
النوع الثالث: تغيير الحالة التي عليها الغضبان، بالجلوس، أو الاضطجاع، أو الخروج، أو الإمساك عن الكلام، أو غير ذلك(2).
النوع الرابع: استحضار ما ورد في فضل كظم الغيظ من الثواب، وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلان العاجل والآجل قال عليه الصلاة والسلام: ”من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيرهُ من الحور ما شاء“(1).

الفصل الثالث: بذاءة اللسان

المبحث الأول
الترهيب من الوقوع في بذاءة اللسان
قال الله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}(1).
قال ابن كثير - رحمه الله -: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ} يعني كلام الناس(2).
وقال سبحانه: { لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}(1).
أي ولا يحب الله الفحش قي القول ولا الإيذاء باللسان، إلا المظلوم فإنه يباح له أن يجهر بالدعاء على ظالمه، وأن يذكره بما فيه من السوء.
قال ابن عباس (رضي الله عنهما): (المعنى لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً)(2).
وقال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(3). وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}(4).
وعن أبي موسى الأشعري قال: قلت يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ قال: ”من سلم المسلمون من لسانه ويده“(1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، ويزل بها في النار أبعد ما بين المشرق“(2).
وفي رواية مسلم: ”إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب“(3).
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يَرفَعُ الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم“(4).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأساً فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفاً“(1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذه جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه“(2).
وعن سهل بن سعد (رضي الله عنه) عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة“(3).
وعن المغيرة قال: إني سمعته صلّى الله عليه وسلّم يقول عند انصرافه من الصلاة: ”لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير“ ثلاث مرات، وقد كان ينهى عن: ”قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنعٍ وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات“(1).
وعن بلال ابن الحارث المزني (رضي الله عنه) أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه“(2).
وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: (اجتمع عند البيت قرشيان، وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، كثيرة شحم بطونهم، قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم: أترون أن الله يسمع ما نقول؟ قال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا. وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا. فأنزل الله عز وجل {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ...} الآية(1).
وعن سفيان بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: ”قل ربي الله ثم استقم“ قال قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: ”هذا“(2).
وعن عمر أنه دخل على أبي بكر وهو يجبذ لسانه فقال له عمر: مه غفر الله لك فقال أبو بكر: (إن هذا أوردني الموارد)(2).
وعن جندب أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حدث أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك“ أو كما قال(1). ويُذكر أن أبا هريرة قال: ”والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته“(2).
وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي“(3).
وعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر(4) اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا“(1).
وعن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) في حديثه الطويل وفي عجزه (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه ثم قال: ”كف عليك هذا“ قلت يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ”ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم“(2).
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إن أبغض الرجال إلى الله الألد والخصم“(3) والألد الخصم شديد الخصومة مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه، لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر(1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: ”تقوى الله وحسن الخلق“ وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال: ”الفم والفرجُ“(2).

المبحث الثاني
الاسستسقاء بالأنواء
عن زيد بن خالد الجهني قال: صلى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: ”هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب. وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب“(1).

المبحث الثالث
الحلف بغير الله تعالى
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”من حلف بالأمانة فليس منا“(2).
وعن عمر قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم“ فوالله ما حلفت بها منذ سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم ذاكراً ولا آثراً(3).
وعن ابن عمر أيضاً: أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه فناداهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله وإلا فليصمت“(1).
وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أنه سمع رجلاً يقول لا والكعبة. فقال ابن عمر: لا يُحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك“(2).
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق“(3).


المبحث الرابع
الحلف الكاذب والمن بالعطية
قال الله تعال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} الآية(1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم. رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال: والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل ثم قرأ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً}“ الآية(2).
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم“ قال قرأها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرار قال أبو ذر: خابوا وخسروا مَنْ هم يا رسول الله؟ قال: ”المسبل إزاره، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب“(1).
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”الحلف منفقة للسلعة ممحققة للبركة“(2).

المبحث الخامس
التسمي بملك الأملاك
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك“(3).

المبحث الخامس
سـبّ الدّهـر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”قال الله عز وجلَّ يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار“(1).

المبحث السابع
النياحة على الميت
عن أم عطية (رضي الله عنها) قالت: (أخذ علينا النبي صلّى الله عليه وسلّم عند البيعة أن لا ننوح فما وفَّتْ منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة مُعَاذ، وامرأتين أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى)(2).
وعن أبي مالك الأشعري: (رضي الله عنه) أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة“ وقال: ”النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب“(1).
وقد وجع أبو موسى وجعاً شديداً فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً فلما أفاق قال: (أنا بريء ممن برئ منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة)(2).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية“(3).


المبحث الثامن
النّجـش
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”لا تلقوا الركبان، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تناجشوا ولا يبع حاضر لبادٍ، ولا تصروا الغنم، ومن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحتلبها إن رضيها أمسكها وإن سخطها ردّها وصاعاً من تمرٍ“(1).

المبحث التاسع
المدح المذموم الذي يفتن الممدوح
أو فيه إفراط
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: أثنى رجلٌ على رجلٍ عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: ”ويلك قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك“ مراراً ثم قال: ”من كان منكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلاناً والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه“(1).
وعن أبي موسى (رضي الله عنه) قال: سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم رجلاً يثني على رجل، ويطريه في مدحه فقال: ”أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل“(2).
وقال ابن بطال: (حاصل النهي أن من أفرط في مدح آخر بما ليس فيه لم يأمن على الممدوح العجب، لظنه أنه بتلك المنزلة فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالاً على ما وصف به، ولذلك تأول العلماء في الحديث... ”احثوا في وجوه المدَّاحين التراب“(3). أن المراد من يمدح الناس في وجوههم بالباطل. وقال عمر- رضي الله عنه – المدح هو الذبح)(1).
وعن همام بن الحارث أن رجلاً جعل يمدح عثمان، فعمد المقداد فجثى على ركبتيه وكان رجلاً ضخماً فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إذا رأيتم المدَّاحين، فاحثوا في وجوههم التراب“ وفي رواية عن المقداد أيضاً: (أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نحثي في وجوه المدّاحين التراب)(2).

المبحث العاشر
ما يجوز من المدح
لا شك أن المدح من آفات اللسان، إذا كان المدح يعود بالفتنة على الممدوح، أو فيه مجازفة، أو إفراط، أما إذا لم يكن كذلك فلا بأس.
قال الإمام البخاري (رحمه الله تعالى): (باب من أثنى على أخيه بما يعلم).
ثم قال: قال سعد: (ما سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام)(1).
وعن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين ذكر في الإزرار ما ذكر، قال أبو بكر: يا رسول الله، إن إزاري يسقط من أحد شقيه. قال: ”إنك لست منهم“(2).
فهذا جائز ومستثنى من الذي قبله. والضابط أن لا يكون المدح مجازفة ويُؤْمَن على الممدوح الإعجاب والفتنة... ومن جملة ذلك الأحاديث في مناقب الصحابة (رضي الله عنهم) ووصف كل واحد منهم بما وصف به من الأوصاف الجميلة كقوله صلّى الله عليه وسلّم لعمر: ”ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك“(1). فمن مُدِح بما فيه فلا يدخل في النهي، فقد مُدح النبي صلّى الله عليه وسلّم في الشعر، والخطب، والمخاطبة، ولم يحثُ في وجه مادحه تراباً(2).
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (قد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه، قال العلماء: وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح، والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف على فتنته من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح. وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله، ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة؛ بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير والازدياد منه، أو الدوام عليه، والاقتداء به كان مستحباً والله أعلم)(3).

المبحث الحادي عشر
هتك الإنسان ستر نفسه
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: (يا فلان عمات البارحة كذا ,وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)“(1) ولفظ مسلم ”وإن من الإجهار والمجانة عدم المبالاة بالقول والفعل“(2).


المبحث الثاني عشر
السب والشتم، والسخرية بالمؤمنين

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(1).
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه“(2).
قال النووي رحمه الله تعالى: (واعلم أن سب الصحابة (رضي الله عنهم) حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم، وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون...)(3).
وعن أبي ذر (رضي الله عنه) أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”لا يرمي رجل رجلاً بالفسق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك“(1).
وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”سباب المسلم فسوق وقتاله كفر“(2).
وعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما“(3).
وفي رواية مسلم ”أيما امرئ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال. وإلا رجعت عليه“(4).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”المستبان ما قالا فعلى المبتدئ منهما ما لم يعتد المظلوم“(5) ومعنى الحديث أن المتشاتمين الَّلذَين يسب كل منهما الآخر يكون إثمهما على الذي ابتدأ بالشتم ما لم يعتد المظلوم الحد بأن سبه أكثر وأفحش منه أما إذا اعتدى كان إثم ما اعتدى عليه والباقي على البادي. والحاصل إذا سب كل واحد الآخر فإثم ما قالا على الذي بدأ بالسب وهذا إذا لم يعتدِ ويتجاوز المظلوم الحد والله أعلم(1).
وعن أبي ذر (رضي الله عنه) أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه“(2). قال الإمام النووي رحمه الله: هذا الحديث مما عده بعض العلماء من المشكلات من حيث أن ظاهره غير مراد، وذلك أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر المسلم بالمعاصي كالقتل، والزنا، وكذا قوله لأخيه يا كافر، من غير اعتقاد بطلان دين الإسلام، وإذا عرف ما ذكرناه فقيل في تأويل الحديث أوجه:
أحدها: أنه محمول على المستحل لذلك وهذا يكفر وعلى هذا معنى باء بها- أي بكلمة الكفر- وكذا حار عليه، وهو معنى رجعت إليه- أي كلمة الكفر – فباء، وحار، ورجع بمعنى واحد.
والوجه الثاني: معناه رجعت عليه نقيصته لأخيه، ومعصية تكفيره.
الوجه الثالث: أنه محمول على الخوارج المكفرين للمؤمنين وهذا نقله القاضي عياض (رحمه الله) عن الإمام مالك وهو ضعيف، لأن المذهب المختار الذي اختاره المحققون أن الخوارج لا يكفرون كسائر أهل البدع.
والوجه الرابع: معناه أن ذلك يؤول به إلى الكفر، وذلك أن المعاصي كما قالوا: بريد الكفر، ويخاف على المكثر منها أن يكون عاقبة شؤمها المصير إلى الكفر...
والوجه الخامس: فقد رجع عليه تكفيره، فليس الراجع حقيقة الكفر بل التكفير لكونه جعل أخاه المسلم كافراً فكأنه كفّر نفسه، إما لأنه كفّر من هو مثله، وإما لأنه كفر من لا يكفره إلا كافر يعتقد بطلان دين الإسلام والله أعلم.
وأما قوله فيمن ادعى لغير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه كفر. فقيل فيه تأويلان:
التأويل الأول: أنه في حق المستحل.
التأويل الثاني: أنه كفر النعمة، والإحسان، وحق الله تعالى، وحق أبيه وليس المراد الكفر الذي يخرجه من ملة الإسلام، وهذا كما قال صلّى الله عليه وسلّم: ”تكفرن“ ثم فسره بكفرانهن الإحسان، وكفران العشير(1).
ونص الحديث كما ورد في مسلم: ”يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار“ فقالت امرأة منهن جَزْلَةٌ: وما لنا يا رسول الله، أكثر أهل النار؟ قال: ”تُكثرن اللعن وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن“ قالت: يا رسول الله، وما نقصان العقل والدين؟ قال: ”أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل. فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر رمضان فهذا نقصان الدين“(1).
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قول الشخص لمن يخاصمه: يا حمار، يا تيس، يا كلب، ونحو ذلك فهذا قبيح من وجهين:
أحدهما: أنه كذب.
والآخر: أنه إيذاء...(2).
والسب والشتم منهي عنه حتى للحيوان أو الطير والبهائم فعن زيد بن خالد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة“(1).


المبحث الثالث عشر
شتم الرجل والديه من كبائر الذنوب
عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من الكبائر شتم الرجل والديه“ قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: ”نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه“(2).

المبحث الرابع عشر
اللـعـن
اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ومن صفات المؤمن أن لا يكون لعاناً، ولا طعاناً ولا فاحشاً، ولا بذيئاً، إنما ذلك من سمات وأخلاق الفساق ناقصي الإيمان.
عن ثابت بن الضحاك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لعن المؤمن كقتله“(1).
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”لا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّاناً“(2).
وعن أبي الدرداء (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا يكون الّلعّانون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة“(3).
وعن سمرة بن جندب (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار“(4).
وعن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”ليس المؤمن بالطّعّان، ولا الّلعان، ولا الفاحش، ولا البذيء“(5).
وعن أبي الدرداء (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها. ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مَسَاغاً رجعت إلى الذي لُعِنَ، فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها“(1).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً لعن الريح عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تلعن الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه“(2).
وعن عمران بن حصين (رضي الله عنه) قال: بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت فلعنتها فسمعها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ”خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة“ قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد(1).
وعن أبي برزة (رضي الله عنه) قال: بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت النبي صلّى الله عليه وسلّم وتضايق بهم الجبل، فقالت: حل اللهم العنها، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله“(2).


المبحث الخامس عشر
جواز لعن أصحاب المعاصي والكفار
عموماً بدون تعيين أحد بعينه
قال الإمام النووي (رحمه الله تعالى): (اعلم أن لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين. ويجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة، كقولك:
(لعن الله الظالمين، لعن الله الكافرين، لعن الله اليهود والنصارى، لعن الله الفاسقين، ولعن الله المصورين ونحو ذلك...)(1).
ثم ساق رحمه الله أدلة كثيرة منها:
1- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد“(2).
2- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ”لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثاً ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من غير المنار“ وفي رواية ”منار الأرض“(3).
3- وقوله صلّى الله عليه وسلّم: في حديث جابر رضي الله عنه – حينما رأى حماراً قد وسم في وجهه فقال: ”لعن الله الذي وسمه“(4).
4- وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ”اللهم العن رعلاً وذكوان، وعصية عصت الله ورسوله“(1). وهذه ثلاث قبائل من العرب.
(وأما لعن الإنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني، أو ظالم، أو زانٍ، أو مصور، أو سارق أو آكل ربا فظواهر الأحاديث أنه ليس بحرام. وأشار الغزالي إلى تحريمه إلا في حق من علمنا أنه مات على الكفر، كأبي لهب وأبي جهل، وفرعون، وهامان، وأشباههم، قال: لأن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله تعالى وما ندري ما يختم به لهذا الفاسق أو الكافر قال: ويقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر حتى الدعاء على الظالم كقول الإنسان لا أصح الله جسمه، ولا سلمه الله، وما جرى مجراه...)(2).
قلت والأصواب والله أعلم ما ذهب إليه الغزالي من أنه لا يجوز لعن من اتصف بشيء من المعاصي إذا كان معلوماً بعينه إلا في حق من عُلِم بعينه، وقد علمنا أنه مات على الكفر وذلك، لأننا لا ندري ما يختم به لهذا الفاسق أو الكافر فكم رأينا وكم سمعنا من أناس كانوا متلبسين بالمعاصي، أو الكفر فهداهم الله وختم لهم بخير فأصبحوا من أنصار الحق بعد أن كانوا من أنصار الباطل(1). ثم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قد نهى عن سب الأموات وبيّن صلّى الله عليه وسلّم أنهم قد وصلوا إلى ما قدموا لأنفسهم قال عليه الصلاة والسلام: ”لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدّموا“(1) وروى الترمذي عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تسبوا الأموات فتؤذو الأحياء“(3).

المبحث السادس عشر
قول: ما شاء الله وشاء فلان،
أو لولا الله وفلان
عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان“(1).
والمراتب في ذلك ثلاث:
1- ما شاء الله وحده، أو لولا الله وحده وهذه أفضل المراتب.
2- ما شاء الله ثم شاء فلان أو لولا الله ثم فلان. وهذه المرتبة لا بأس بها.
3- ما شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان وهذه المرتبة لا تجوز.

المبحث السابع عشر
اللو وعدم تفويض الأقدار لله تعالى
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل. فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان“(1).

المبحث الثامن عشر
قول الرجل هلك الناس
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”إذا قال الرجل هلك الناسُ فهو أهلكهُم“(2). ومعنى الحديث فهو أشدهم هلاكاً، وقد اتفق العلماء على أن هذا الذّمّ إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم، وتفضيل نفسه عليهم، وتقبيح أحوالهم؛ لأنه لا يعلم سر الله في خلقه. فأما من قال ذلك تحزناً لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه(1). وقيل معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم وأسوأ حالاً منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم، وربما أوصله ذلك إلى العجب بنفسه وأنه خير منهم والله أعلم(2).

المبحث التاسع عشر
الغناء والشعر المحرم
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ، وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}(1). والصحابة رضي الله عنهم هم أعلم بكتاب الله تعالى ولهذا قال ابن مسعود في تفسير هذه الآية:
(الغناء والله الذي لا إله إلا هو" يرددها ثلاث مرات)(2).
وقال عليه الصلاة والسلام: ”ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَّ والحريرَ، والخمر والمعازف..."(3) {أَفَمِنْ هَذَا الحَدِيثِ تَعْجَبُونَ، وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ، وَأَنتُمْ سَامِدُونَ}(4). والشعر نوعان:
النوع الأول: ما فيه مدح للإسلام والمسلمين، ونصرة للحق وأهله وهذا لا بأس به.
النوع الثاني: ما فيه مدح قوم بباطل، أو ذم قوم بباطل، أو قول زور وبهتان فهذا النوع محرم ومن أعظم آفات اللسان.
قال تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ، إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}(1).

المبحث العشرون
الوعـد الكـاذب
قال عليه الصلاة والسلام: ”آية المنافق ثلاثة، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان“(1) وقال عليه الصلاة والسلام: ”أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر“(2).

المبحث الحادي والعشرون
من يأمر بالمعروف ولا يفعله
وينهى عن المنكر ويفعله
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قيل له: لو أتيت فلاناً فكلمته قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم. إني أكلمه في السر دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان عليَّ أميراً: إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قالوا: وما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: ”يُجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أقتابه، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تَأمُرُنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه“(1).
وهذا لا يعني أن الإنسان لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر حتى يكون كاملاً فلو لم يأمر بالمعروف إلا من كَمُلَ لما أمر بالمعروف أحد إلا ما شاء الله. والمقصود أن على المسلم واجبان:
الواجب الأول: أن يأمر نفسه بالمعروف وينهاها عن المنكر ويكون عاملاً بما عَلِمَ.
الواجب الثاني: أن يأمر غيره بالمعروف وينهى عن المنكر عن علم وبصيرة فإذا قام بأحد الواجبين وترك الآخر بقي عليه ما ترك وسقط عنه ما قام به إذا خلصت نيته والله أعلم.

المبحث الثاني والعشرون
إفشاء سر الزوجة أو الزوج
قال عليه الصلاة والسلام: ”إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته(1) وتفضي إليه ثم ينشر سرها“(2) وهذا أعظم خيانة الأمانة(3).

المبحث الثالث والعشرون
من حلف على ملةٍ غير الإسلام
عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من حلف على ملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء [عذّب به في نار جهنم] ومن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله“(4).

المبحث الرابع والعشرون
تسـويـد الفاســق
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يكُ سيّداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل“(1).

المبحث الخامس والعشرون
ســبّ الحمـى
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على أم السائب أو أم المسيَّب فقال: ”مالك يا أم السائب أو أم المسيب تزفرين“(2) قالت: الحُمّى لا بارك الله فيها فقال: ”لا تَسُبِّي الحُمَّى فإنها تُذْهِب خطايا بني آدم كما يُذْهِب الكير خبث الحديد“(3).

المبحث السادس والعشرون
الـرّدّة بالقـول
الردة بالقول من نواقص الإسلام وهي أخطر آفات اللسان على الإنسان مثل: أن يدعو غير الله، أو يستغيث بغير الله، أو ينذر لغير الله، أو يُكذّب على الله، أو يُكذّب أحداً من رسله عليهم الصلاة والسلام، أو يُكذِّب بعض ما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو يستهزئ بالله، أو بأحد من رسله، أو بشيء من دين الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو ثوابه، أو عقابه، أو يسب الله، أو يسب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو يسب دين الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو يصف الله بالنقص أو العيب أو بما لا يليق به تعالى، أو يقول: إن هدي غير الرسول صلّى الله عليه وسلّم أكمل من هديه أو حكم غيره أحسن من حكمه، أو يساويه، أو يجوِّز الحكم بغير حكم الله تعالى، أو يُصحِّح مذهب المشركين، أو يجوّز الخروج عن شريعة محمد صلّى الله عليه وسلّم(1).


الفصل الرابع
وجوب حفظ اللسان
قال الإمام النووي (رحمه الله تعالى): (اعلم أنه ينبغي لكل مكلَّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام، إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجز الكلام المباح إلى حرام، أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء)( ). وقد قال عليه الصلاة والسلام: ”من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه“(2). قال الشاعر:
احفظ لسانك أيها الإنسان
لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الشجعان

وقال الآخر:
يموت الفتى من عثرة بلسانه
وليس يموت المرءُ من عثرة الرّجلِ

فعثرته بلسانه تُذْهِبُ رأسه
وعثرته برجله تبراء على مهل

فينبغي للإنسان المسلم أن لا يخرج لفظةً ضائعة فعليه أن يحفظ ألفاظه بأن لا يتكلم إلا فيما يرجوا فيه الربح والزيادة في دينه فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر: هل فيها ربح وفائدة أم لا؟ فإن لم يتكن فيها ربح أمسك عنها، وإن كان فيها ربح نظر: هل يفوت بها كلمة هي أربح منها؟ فلا يضيعها بهذه، وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب فاستدل عليه بحركة اللسان، فإنه يطلعك على ما في القلب شاء صاحبه أم أبى. قال يحيى بن معاذ: (القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها، فانظر إلى الرجل حين يتكلم، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه، حلو وحامض وعذب، وأجاج، وغير ذلك ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه)(1) أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقة ذلك، كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه فتذوق ما في قلبه من لسانه كما تذوق ما في القدر بلسانك.
ومن العجب: أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتزاز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التحرز من حركة لسانه حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين، والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقى لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي... وإذا أردت أن تعرف ذلك فانظر إلى ما رواه مسلم من حديث جُندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك“(1).
فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء الله أن يعبده أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله.
وقد كان السلف يحاسب أحدهم نفسه في قوله "يوم حار ويوم بارد" ولقد رُؤيَ بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسئل عن حاله فقال: أنا موقوف على كلمةٍ قلتها قلت: ما أحوج الناس إلى غيث فقيل لي: وما يدريك أنا أعلم بمصلحة عبادي.
وقال بعض الصحابة لجاريته يوماً: هاتي السفرة نعبث بها ثم قال: أستغفر الله ما أتكلم بكلمة إلا وأنا أخطمها وأزمها إلا هذه الكلمة خرجت مني بغير خطام ولا زمام، أو كما قال(1).
وقال ابن بريدة رأيت ابن عباس رضي الله عنهما آخذ بلسانه وهو يقول: ويحك قل خيراً تغنم أو اسكت عن سوءٍ تسلم وإلا فاعلم أنك ستندم. فقيل له يا ابن عباس لِمَ تقول هذا؟ قال: إنه بلغني أن الإنسان أراه قال: ليس على شيءٍ من جسده أشد حنقاً وغيظاً يوم القيامة منه على لسانه إلا من قال خيراً أو أملى به خيراً(2).
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لساني(1).
وقال يونس بن عبيد: ما رأيت أحداً لسانه منه على بال إلا رأيت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطق رجل قط إلا عرفت ذلك في سائر عمله(2).
واعلم أن أيسر حركات الجوارح حركة اللسان وهي أضرها على العبد. واختلف السلف والخلف هل يكتب جميع ما يلفظ به أو الخير وا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3oloum.7olm.org
mimou
Admin
mimou


الدولـه : : آفات اللسان الباب الثالث Jazaer10
ذكر عدد المساهمات : 1108
نقاط : 2272
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 06/12/1996
تاريخ التسجيل : 01/10/2011
العمر : 27

آفات اللسان الباب الثالث Empty
مُساهمةموضوع: رد: آفات اللسان الباب الثالث   آفات اللسان الباب الثالث I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 31, 2012 6:44 pm

الخاتمـة
تم بحمد الله تعالى هذا البحث بعد التحري، والعناية، والتدقيق قدر المستطاع، والموضوع له أهمية كبيرة، وجدير بالعناية من الباحثين، والعلماء المخلصين. فإن اللسان إن استعمل في جمع الأمة ونشر الخير بينها فهو أداة نافعة للمسلمين. إذا به يحصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإن استعمل في تفريق الأمة الإسلامية فهو أداة ضارة للفرد والمجتمع، واللسان له آفات خطيرة على المجتمعات الإسلامية بل والأفراد الأسرية، فبه يحصل التفريق بين المرء وزوجه، وبين الأخ وأخيه، والصديق وصديقه، بل والدولة والدولة...
وقد اجتهدت في التحري في هذا البحث بأن ألتزم الأمانة العلمية وأن أنسب كل قول إلى قائله، وخَرَّجتُ الأحاديث، واجتهدت على قدر علمي ومعرفتي على أن لا أذكر في هذا البحث حديثاً ضعيفاً إذا تبين لي ضعفه بل أضرب عنه صفحاً: لأن في الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة ما يغني عن التشبث بالأحاديث الضعيفة والأقوال المرجوحة.
كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
إلا الحديث وعلم الفقه في الدين

العلم ما قال فيه حدَّثنا
وما سوى ذاك وسواس الشياطين

هذا وأسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن ينفعنا بما علمنا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


الفهـارس
1. فهرس الآيات القرآنية.
2. فهرس الأحاديث والآثار.
3. فهرس المراجع.
4. فهرس الموضوعات.


1- فهرس الآيات القرآنية
طرف الآية الآية الصفحة
{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة }. (النحل 125)
{ أفمن هذا الحديث تعجبون }. (النجم 59- 61)
{ إن ربك لبالمرصاد }. (الفجر 14)
{ إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون }. (النحل 105)
{ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم }. (النور 11)
{إن الذين يرمون المحصنات الغافلات}. (النور 23)
{ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم }. (آل عمران 77)
{ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له}. (الحج 30)
{ فاجتنبوا الرجس من الأوثان }. (الحج 30)
{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً }. (الأنعام 144)
{ فمن أظلم ممن كذب بآيات الله }. (الأنعام 157)
{فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}. (البقرة 197)
{قل إن الذين يفترون على الله الكذب}. (يونس 69)
{قل إنما حرم ربي الفواحش }. (الأعراف 33)
{ ما ضربوه لك إلا جدلاً }. (الزخرف 58)
{ ما يلفظ من قول إلا لديه }. (ق 18)
{ هماز مشاء بنميم مناع للخير }. (القلم 11،12)
{ وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به }. (الطلاق 2)
{ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع}. (الإسراء 36)
{ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب }. (النحل 116)
{ ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه }. (البقرة 283)
{ ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا }. (الأنعام 150)
{ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا }. (العنكبوت 46)
{وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي}. (النجم 4،3)
{وما كنتم تستترون أن يشهد }. (فصلت 22)
{ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب}. (الأنعام 21)
{ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال}. (الأنعام 93)
{ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله }. (البقرة 140)
{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم}. (الحج 3)
{ومن الناس من يجادل في الله بغير علم}. (الحج 8،9)
{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل}. (لقمان 6، 7)
{ ومن الناس من يعجبك قوله }. (البقرة 204-206)
{ والذين هم بشهاداتهم قائمون }. (المعارج 33-35)
{ والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا }. (الفرقان 72)
{ والذين يرمون المحصنات ثم يأتوا }. (النور 4 -7)
{ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن }. (النور 7-9)
{ والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر }. (الشعراء 224-227)
{ ويجادلون الذين كفروا بالباطل }. (الكهف 56)
{ ويل لكل همزة لمزة }. (الهمزة 1)
{ لا خير في كثير من نجواهم إلا }. (النساء 114)
{ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول }. (النساء 148)
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله }. (آل عمران 102)
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله }. (الأحزاب 70، 71)
{ يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا }. (الحجرات 12)
{ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين }. (المائدة Cool
{ يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا }. (البقرة 264)
{ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم }. (الحجرات 11)
{ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين }. (النساء 135)
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم }. (النساء 1)
{ يوم لا ينفع مال ولا بنون }. (الشعراء 88)



2- فهرس الأحاديث والآثار
طـرف الحـديـث الصفحة
أتدرون أي يوم هذا.
أتدرون ما الغيبة.
اجتنبوا السبع الموبقات.
احثوا في وجوه المداحين التراب.
أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك.
إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم.
إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم.
إذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه.
إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان.
إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع.
أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً.
أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن.
اعلم أنه ليس يسلم من حدث بكل ما سمع...[أثر].
ألك ولد سواه ؟.
أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نحثوا.
أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك.
أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك.
إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم.
إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله.
إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون.
إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بريء من الصالقة والحالقة.
إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقاً.
إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله.
إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان.
إن شر الناس ذو الوجهين.
إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في.
إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة.
إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها.
إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها.
إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله.
إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت.
إن الله يبغض كل جعظري جواظ.
إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل.
إن الله لا يحب الفاحش والمتفحش.
إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم.
إن في معاريض الكلام ما يغني الرجل عن الكذب [أثر].
إنك لست منهم.
إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد.
إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن.
إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي.
إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم.
إن من أشر الناس عند الله منزلة.
إن من أعظم الفري أن يدعي الرجل إلى غير أبيه.
إن هذا أوردني الموارد...[أثر].
إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير.
أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل.
ألا أخبرك بملاك ذلك كله.
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر- ثلاثاً-؟.
ألا أنبئكم ما العضة هي النميمة؟.
ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم.
أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد.
أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد.
آية المنافق ثلاث.
بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع..[أثر].
البيعان بالخيار ما لم يتفرقا.
تقوى الله وحسن الخلق.
تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي.
ثلاثة لا ترد دعوتهم.
ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة.
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة..
الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة..
خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة.
خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف..
خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم.
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم.
رحم الله موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر.
زنيتَ؟ (قاله صلّى الله عليه وسلّم) لماعز.
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر..
الإشراك بالله وعقوق الوالدين.
الإشراك بالله قال ثم ماذا ؟.
عباد الله وضع الله الحرج إلا من اقترض.
عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله.
عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر.
الغناء والله الذي لا إله إلا هو...[أثر].
فلما نلتما من أخيكما آنفاً أشد أكلاً.
قل ربي الله ثم استقم.
القلوب كالقدور تغلي بما فيها...[أثر].
كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع...[أثر].
كل أمتي معافى إلا المجاهرين.
كل مخموم القلب صدوق اللسان.
كل المسلم على المسلم حرام دمه.
لعن المؤمن كقتله.
لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور.
لعن الله من ذبح لغير الله ولعن.
لعن الله الذي وسمه.
لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.
لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي.
لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس.
ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس.
ليس لك عليه نفقه.
ليس من رجل أدعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر.
ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب.
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش.
ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير..
اللهم العن رعلاً وذكوان..
اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم..
ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا..[أثر]..
ما سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول لأحد على الأرض إنه..[أثر].
ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليها إلا.
ما فعل كعب بن مالك؟..
ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك..
ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لساني...[ أثر]..
ما يسرني بمعاريض الكلام حمر النعم...[أثر]..
ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضع..
ما يقول ذو اليدين..
من أكل برجل مسلم أكلةً..
من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له.
من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين.
من حدَّثَ عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد..
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه..
من حلف بالأمانة فليس منا..
من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك..
من حلف على ملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال..
من حلف فقال في حلفه واللات والعزى..
من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟..
من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان حقّاً على الله.
من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار.
من سلم المسلمون من لسانه ويده..
من سمّع سمع الله به يوم القيامة..
من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده..
من قذف مملوكه وهو بريء مما قال..
من كان له وجهان في الدنيا كان له..
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل..
من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده..
من الكبائر شتم الرجل والديه..
من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه.
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة..
من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه..
من يقل عليَّ ما لم أقل فلتبوأ مقعده..
المسلم أخو المسلم..
المستبان ما قالا فعلى المبتدئ منهما..
المدح هو الذبح...[أثر]..
المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير.
نحن من ماء..
النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة..
هل تدرون ماذا قال ربكم..
هلك المتنطعون..
ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث..
ويحك قل خير تغنم أو اسكت عن سوء تسلم...[أثر]..
ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم..
ويلك قطعت عنق صاحبك..
لا أشهد على جور..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا.
لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء.
لا تعلموا العلم لثلاث.
لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده.
لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة.
لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا.
لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء.
لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم.
لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة.
لا تقل ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله.
لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا.
لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيداً.
لا تقولوا الركبان ولا يبع بعضكم على بيع.
لا تكذبوا علي فإن من كذب علي.
لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله.
لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضه ولا بالنار..
لا تلعن الريح فإنها مأمورة..
لا يدخل الجنة قتات.
لا يدخل الجنة نمام..
لا يرمي رجل رجلاً بالفسق ولا يرميه بالكفر..
لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة..
لا يكون الرجل إماماً يقتدى به حتى...[أثر]..
لا ينبغي لصديق أن يكون لعاناً..
يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار.
يؤذني ابن آدم يسب الدهر وأنا.
يعذبان وما يعذبان في كبيرة.
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان.
يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار.


3- فهرس المراجع.
1- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية بتحقيق محمد حامد الفقي ط مكتبة حميدو. بدون تاريخ.
2- جامع البيان في تفسير القرآن. محمد بن جرير الطبري ط دار المعرفة بيروت 1400هـ.
3- تفصيل آيات القرآن الحكيم وضعه بالفرنسية جول لابوم، ويليه المستدرك، ادوارد مونتيه نقلها إلى العربية محمد فؤاد عبد الباقي ط دار الكتاب العربي.
4- زاد المسير في علم التفسير. عبد الرحمن بن الجوزي ت 596. ط 1 المكتب الإسلامي.
5- الروض المربع لشرح زاد المستقنع ط مكتبة الرياض الحديثة. بدون تاريخ.
6- سنن أبي داود بمراجعة محمد محي الدين عبد الحميد ط دار الفكر.
7- سنن النسائي بشرح جلال الدين السيوطي وحاشية السندي ط 1 دار الفكر 1348هـ.
8- سنن الترمذي الطبعة المحققة لمجموعة من العلماء. ط شركة مصطفى البابي.
9- شرح النووي على مسلم ط دار إحياء التراث العربي.
10- صحيح البخاري ط المكتبة الإسلامية- باستانبول –تركيا.
11- صحيح مسلم بتحقيق وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي ط دار إحياء التراث العربي.
12- صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني ط 2 دار القرآن الكريم-بيروت.
13- عون المعبود شرح سنن أبي داود. أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم أبادي ط المكتبة السفلية.
14- فتح الباري بشرح صحيح البخاري تصحيح العلامة ابن باز ط مكتبة الرياض الحديثة.
15- القاموس المحيط. مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي ط دار الفكر.
16- موطأ الإمام مالك بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ط دار إحياء التراث العربي.
17- مسند الإمام أحمد ط المكتب الإسلامي.
18- المعجم الفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف.
19- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وضعه محمد فؤاد ط دار الفكر.
20- تيسير الوصول إلى مواضع الحديث في الكتب الأصول ط الكويت عبد الحميد محمد حسين.
21- اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان. وضعه محمد فؤاد عبد الباقي ط دار إحياء التراث العربي- بيروت.
22- مختصر تفسير ابن كثير للصابوني ط 7 دار القرآن- بيروت.
23- الأذكار للإمام النووي بتحقيق عبد القادر الأرناؤوط طبعة خاصة للدكتور محمد فياض البارودي بالاشتراك مع دار الملاح للطباعة والنشر.
24- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للإمام ابن القيم رحمه الله ط دار التراث بالمدينة المنورة الطبعة المحققة 1408هـ.
25- جامع العلوم والحكم لابن رجب رحمه الله.
26- تطهير العيبة من دنس الغيبة لابن حجر الهيتمي.
27- قرة عيون الأخيار للسعدي رحمه الله.


4- فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة
المقدمة
الباب الأول: الغيبة والنميمة
الفصل الأول: الغيبة
المبحث الأول: تعريف الغيبة
المبحث الثاني: الفرق بين الغيبة والنميمة
المبحث الثالث: حكم الغيبة
المبحث الرابع: الترهيب من الوقوع في الغيبة
المبحث الخامس: ما ينبغي لمن سمع غيبة أخيه المسلم
المبحث السادس: الأسباب الباعثة على الغيبة
المبحث السابع: علاج الغيبة
المبحث الثامن: طريق التوبة من الغيبة
المبحث التاسع: ما يباح من الغيبة
الفصل الثاني: النميمة
المبحث الأول: تعريف النميمة
المبحث الثاني: حكم النميمة
المبحث الثالث: الترهيب من الوقوع في النميمة
المبحث الرابع: ما ينبغي لمن حملت إليه النميمة
المبحث الخامس: ذو الوجهين
المبحث السادس: الدوافع الباعثة على النميمة
المبحث السابع: علاج النميمة
المبحث الثامن: ما يباح من النميمة
الباب الثاني: القول على الله بغير علم
الفصل الأول: الكذب على الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم
المبحث الأول: تعريف الكذب
المبحث الثاني: الترهيب من الكذب على الله ورسوله
المبحث الثالث: ما يمتاز به الكاذب على الله ورسوله
الفصل الثاني: الكذب عموماً
المبحث الأول: حكم الكذب
المبحث الثاني: الترهيب من الوقوع في الكذب
المبحث الثالث: الكذب في الرؤيا أو الحلم
المبحث الرابع: ما يباح من الكذب
الفصل الثالث: شهادة الزور
المبحث الأول: تعريف الزور
المبحث الثاني: الترهيب من الوقوع في شهادة الزور
المبحث الثالث: ما يترتب على شهادة الزور من الجرائم
الباب الثالث: القذف والخصومات وبذاءة اللسان
الفصل الأول: القذف
المبحث الأول: تعريف القذف
المبحث الثاني: الترهيب من الوقوع في القذف
الفصل الثاني: الخصومات والجدال
المبحث الأول: الجدال بالباطل
البواعث على الجدال بالباطل
المبحث الثاني: الخصومات والنزاع
المبحث الثالث: علاج الخصومات
الفصل الثالث: بذاءة اللسان
المبحث الأول:الترهيب من الوقوع في بذاءة اللسان
المبحث الثاني:الاستسقاء بالأنواء
المبحث الثالث: الحلف بغير الله
المبحث الرابع: والحلف الكاذب والمن بالعطية
المبحث الخامس: التسمي بملك الأملاك
المبحث السادس: سب الدهر
المبحث السابع: النياحة على الميت
المبحث الثامن: النجش
المبحث التاسع: المدح المذموم
المبحث العاشر: ما يجوز من المدح
المبحث الحادي عشر: هتك الإنسان ستر نفسه
المبحث الثاني عشر: السب والشتم والسخرية بالمؤمنين
المبحث الثالث عشر: من الكبائر شتم الرجل والديه.
المبحث الرابع عشر: اللعن.
المبحث الخامس عشر: جواز لعن أصحاب المعاصي والكفار عموماً بدون تعيين.
المبحث السادس عشر: قول ما شاء الله وشاء فلان أو لولا الله وفلان.
المبحث السابع عشر: الو وعدم تفويض الأقدار لله تعالى
المبحث الثامن عشر: قول الرجل هلك الناس.
المبحث التاسع عشر: الغناء والشعر المحرم.
المبحث العشرون: الوعد الكاذب.
المبحث الواحد والعشرون: من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهي عن المنكر ويفعله
المبحث الثاني والعشرون: إفشاء سر الزوج أو الزوجة.
المبحث الثالث والعشرون: من حلف على ملة غير الإسلام
المبحث الرابع والعشرون: تسويد الفاسق.
المبحث الخامس والعشرون: سب الحمى.
الفصل السادس والعشرون: الردة بالقول.
الفصل الرابع: وجوب حفظ اللسان.
الخاتمة.
الفهارس.
فهرس الآيات القرآنية.
فهرس الأحاديث والآثار.
فهرس المراجع.
فهرس الموضوعات.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3oloum.7olm.org
 
آفات اللسان الباب الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آفىت اللسان الباب الثاني
» آفات الـــلَسان
» اختبار الفصل الثالث للسنة الثالثة ابتدائي في التربية العلمية
» اختبار الفصل الثالث في اللغة العربية للسنة الثالثة ابتدائي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات آي ميس يو :: المنتدى الأسري :: الحياة الاسرية :: الطفل و الطفولة-
انتقل الى: